الفن العاشر ( حكايات راوى ): حنفي الونش وسلسلة سر المركبة
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

حنفي الونش وسلسلة سر المركبة

حنفي الونش وسلسة سر المركبة


حنفي الونش وسلسلة سر المركبة
حنفي الونش وسلسلة سر المركبة

ماهي علاقة مسلسل نجم الجماهير الذي جسد فيه محمد رضا شخصية حنفي الونش وسلسلة سر المركبة؟

يجلس مجموعة الأصدقاء، فريد، حسام، علي، اسماعيل؛ وحاتم على المقهى، في لقائهم الشهري الذي اعتادوا عليه، منذ فترة طويلة.

يسألهم فريد: هل شاهدتم المسلسل، الذي أرسلت رابطه لكم

فيرد علي عليه: تقصد مسلسل "نجم الموسم"

- نعم

فيقول حسام له: إنه مسلسل قديم جدًا، فلما أرسلته لنا؟

يضحك فريد ويقول: أعرف أنه قديم جدًا، وعند عرضه أول مرة، لم يكن أي منا قد ولد بعد، بل ربما لم يكن قد تزوج أباءنا، فالمسلسل انتاج ١٩٧٧، وكان من بطولة محمد رضا، هدى سلطان، جميل راتب، نسرين؛ وعبد السلام محمد

فيعاود حسام سؤاله: لما أرسلته لنا؟

- لأثبت لكم، أن العلم لا يفشل أبدًا

يقولها بزهو، لكونه واحد ممن يعملون في المركز القومي للبحوث، كباحث في مجال الفيزياء النظرية، وهو واحد،  من أهم فروع العلم.

ينظر له حاتم متعجبًا ويقول: ما هي العلاقة، بين هذا المسلسل والعلم؟!

يبتسم حسام ويقول: المسلسل يحكي قصة شاب، عائد من أوروبا مزهوًا بعلمه، يحاول أن يصنع من المعلم "حنفي الونش" مطربًا، وأطلق عليه اسم حشمت، ولكنه فشل، في أن يجعله مطربًا، لأن صوته لا يصلح.

ولأنه قام بحملة اعلانية كبيرة، أعلن فيها هناك مطرب مفاجأة، مع صور له، أُضطر أن يجعله يقف على المسرح يحرك شفتاه، ليوهم الناس أنه يغني. 

وقام بإحضار شاب آخر صوته جميل، وقف يغني في الكواليس، ولكن الحيلة انكشفت، بأن أحضر حنفي الونش الشاب من الكواليس، وأعلن للحضور أنه هو من يغني.

فيقول إسماعيل له ساخرًا: انك تحدثنا عن نجاح العلم في مسلسل، فشل فيه العلم

فيقول فريد، بعد أن رمقه بنظرة: ما رأيك في أغاني المهرجانات، المنتشرة الآن بين الشباب؟

فيقول حسام منبهرًا بالحقيقة التي بدأت تلوح أمامه: تقصد أن ما فشل فيه الشاب العائد من أوروبا، ينجح الآن 

فيضحك فريد مزهوا: نعم لقد نجح العلم تم تحسين الصوت، وتمكن من لايصلح صوته للغناء، أن يقف على المسرح، ويحرك شفتاه، وفلاشة هي التي تصدر صوته المحسن

فينظر له حاتم متأملًا ويقول: وهل هذا نجاح، ويصمت لحظة ويردف: أعتقد أن عدد من قتلوا، في كل الحروب ما قبل الحربين العالميتين الأولى والثانية، أقل بكثير ممن قتلوا في هاتين الحربين، الآن بضغطة زر يموت الألاف، فهل حقًا ينجح العلم دائمًا؟، هل من الممكن أن نعتبر هذا نجاح؟

ويقول حسام مؤكدًا: في أولاد حارتنا فشل العلم فيما نجح فيه المصلحون، وأنتظر أهل الحارة عودته ليصلح ما أفسده.

فيقول علي وهو ينظر لفريد وقد بدت على وجهه مسحة من الحزن: ولكننا لا يمكن ان ننكر فضل العلم على البشرية

اقتباس من العدد الرابع من  سلسلة سر المركبة للكاتب أحمد البوهي


ليست هناك تعليقات: