الفن العاشر ( حكايات راوى )

سنة سعيدة ان شاء الله   بكرة ان شاء الله سنة جديدة هتيجى بعد سنة كانت استثنائية على العالم كله ، سنة لم يكن يتوقعها أكثر المتشائمين فى العالم ولكنها فى النهاية مرت وانتهت واحنا فى استقبال سنة جديدة ، وان كان لسه بعض مما بقى من السنة القديمة موجودة ماخلصتش والعالم كله بيترقب ويتمنى أن تكون السنة الجديدة تعويض عن إللى حصل فى السنة القديمة .  وعشان تعيش المرح والسعادة لازم تتقبل كل شئ تواجهه فى أى سنة وتعرف ان كل شئ بيمر لاننا عايشين فى دنيا زى البحر موجة بتيجى وموجة بتمشى واللى بتيجى برضو بتمشى عشان تيجى بعدها موجة وهكذا بشكل مستمر وبدون توقف . والدنيا مجرد لحظات متتابعة كل لحظة بتمشى بييجى مكانها لحظة جديدة زى موج البحر فعيش كل لحظة فى مرح وبهجة قبل ماتمر .  وطالما مافيش حاجة ثابتة وكله بيمر عيش لحظتك فى مرح وبهجة وماتفكرش لان كله هيمر وهيعدى ومش هتاخد منه غير ذكرى فحاول تخلى إللى هيكمل معاك ذكرى حلوة تعيش معاك لأن ده هو إللى هيعيش معاك على طول . وده لان كل يوم بيمر ويعدى زى إللى قبله وماليكش فيه غير اللحظة إللى انت عايشها وبس فلازم تعيشها فى مرح وبهجة وتبعد أن أى شئ يعكر ...

حكايات  الحمال مع البنات(٣١)   وتكمل الصبية حكايتها للملك قائلة : ويكمل الشاب حكايته لى ويقول: من يوم ما جرت هذه الحادثة وأنا على هذه الحالة فى صلاة وصيام وتلاوة قرآن وقد يئست من الوحدة وما عندى من يؤنسنى فعند ذلك قلت له : أيها الشاب هل لك أن تروح معى إلى مدينة بغداد وتنظر إلى العلماء وإلى الفقهاء فتزداد علما وفقها وأكون أنا جاريتك مع إنى سيدة قومى وحاكمة على رجال وخدم وغلمان وعندى مركب مشحون بالبضائع المختلفة وقد رمتنا المقادير على هذه المدينة حتى كان ذلك سببا فى إطلاعنا على هذه الأمور وكان النصيب فى إجتماعنا ولم أزل أرغبه فى التوجه حتى أجابنى إليه. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.  الليلة (١٨)  قالت : بلغنى أيها الملك السعيد أن الصبية ما زالت تحسن للشاب التوجه معها حتى غلب عليها النوم فنامت تلك الليلة تحت رجليه وهي لا تصدق بما هى فيه من الفرح ثم قالت : فلما أصبح الصباح قمنا ودخلنا إلى الخزائن وأخذنا ما خف حمله وغلا ثمنه ونزلنا من القلعة إلى المدينة فقابلنا العبيد والريس وهم يفتشون علىَّ فلما رأونى فرحوا بى وسألونة عن سبب غيابى فأخبرتهم بما رأيت وحكيت لهم...

كيف تواجه الملل ؟ اصعب وقت يمر عليك لما تكون بانتظار شئ ساعتها تلاقى عقارب الساعة بطيئة وتشعر أنها لا تتحرك  . ومع الشئ الشديد لحركة الوقت إللى انت حاسسها تلاقى الملل هجم عليك ويفضل يهاجمك ويضايقك هتلاقى نفسك مش عارف تواجهه ازاى وتحس انك دخلت فى معركة خسرانة. معركة فُرضت عليك وانت ماكنتش مستعد لها ولا مجهز لها من الأساس وتلاقى نفسك استسلمت له ورفعت الراية البيضاء وتحاول تشغل نفسك بأى حاجة ، تفتح الفيس أو تقرا كتاب ولكن هتلاقى الملل هاجمك وبدأ يشتت تركيزك عشان تفضل معاه وماتهربش منه . وتلاقى نفسك لازم تواجهه وتبدأ فى تجهيز أدوات المعركة ولكنك تكتشف انك لا تمتلك أى أدوات . ولكن رغبة الانتصار تجعلك تستمر فى البحث عن طريقة تهزم بها الملل إللى بيحاربك بيه الانتظار وفى النهاية توصل للحل الوحيد إللى تقدر تهزم أى شئ يضايقك بيه . فتبدأ برسم ابتسامة على شفايفك وتاخد نفس عميق وتغمض عنيك وتبدأ تملأ نفسك بإحساس المرح وتروح بخيالك لمكان جميل مريح مع موسيقى هادية جميلة . وساعتها تلاقى الملل تلاشى كالثلج عندما يوضع فى مكان شديد الحرارة درجة حرارته تتعدى الالف فهرنهايت.  المقالات أحمد البوهى ...

حكايات  الحمال مع البنات(٣٠)   وتكمل الصبية حكايتها للملك قائلة : وبعد أن حكى الشاب الحكاية لى أكمل قائلاً : لقد كانوا مجوسا يعبدون النار دون الملك الجبار وكانوا يقسمون بالنار والنور والظل والخرور والفلك الذى يدور وكان أبى ليس له ولد فرزق بى في آخر عمره فربانى حتى نشأت وأنا فى ترف من العيش وكان عندنا عجوز طاعنة فى السن مسلمة تؤمن بالله ورسوله فى الباطن وتوافق أهلى فى الظاهر وكان أبى يثق فيها لما يرى عليها من الأمانة والعفة وكان يكرمها ويزيد فى إكرامها وكان يعتقد أنها على دينه فلما كبرت سلمنى أبى إليها وقال لها : خذيه وربيه وعلميه أحوال ديننا وأحسنى تربيته وقومى بخدمته فأخذتى العجوز وعلمتنى دين الإسلام من الطهارة والوضوء والصلاة وحفظتنى القرآن فلما أتمت ذلك قالت لى : يا ولدى أكتم هذا الأمر عن أبيك ولا تعلمه به لئلا يقتلك فكتمته عنه ولم أزل على هذا الحال مدة أيام قلائل وقد ماتت العجوز وزاد أهل المدينة فى كفرهم وعتوهم وضلالهم فبينما هم على ما هم فيه إذ سمعوا منادياً ينادى بأعلى صوته مثل الرعد القاصف سمعه القريب والبعيد يقول : يا أهل المدينة أرجعوا عن عبادة النار واعبدوا المل...

المغامرات والمواهب الخارقة فيه ناس لما تقعد معاها بتقعد تحكى لك عن مغامراتها ومواهبها الخارقة ويحاولوا يقنعوك انهم يقدروا يصلحوا خرم الأزون وينقلوا الجبل من مكانة لو أتيحت ليهم الفرصة ومن كتر كلامهم عن مواهبهم الخارقة دى وحكايتهم العجيبة إللى مايصدقهاش طفل صغير بتشعر بالملل وتحس ان الوقت واقف مابيتحركش ويبقى نفسك تدفع الوقت عشان يتحرك ويعدى بسرعة عشان تخلص منهم ومن حكاياتهم العجيبة إللى عمالين يحكوها وفى لحظة من الضيق الشديد والملل تقول له  :  بس إللى أنت بتقوله ده صعب انه يحصل وأنا مش قادر أصدقه فتلاقية يضحك ببرود ويقولك : أنا عارف ان اللى بأقوله مش من السهل إن حد يصدقه لأنه غريب بس فعلاً حصل وعموماً هاحكى لك حكاية تانية أغرب من الحكاية دى وأنا عارف انك مش هتصدقها برضو رغم أنها فعلاً حصلت . فتلاقى نفسك بتصرخ جواك وبتقول : أنا لسه هاستحمل حكاية تانية من حكايتة الغريبة دى وتبدأ تلوم نفسك انك كذبته فى الحكاية الأولى فاتسببت فى انه يحكى لك حكاية تانية أغرب من الأولى ومطلوب منك انك تصدقه .  وفى النهاية تلاقى نفسك مستسلم للحكاية التانية من غير ما تجادله ولا نناقشه يمكن مايحاول...

جحا وصديقه (٢) تقابل جحا مع أحد أصدقائه فقال له صديقه: أريد أن نأكل مع بعضنا عيشاً وملح . فأعتقد جحا أن الرجل سوف يعزمه على طعام لذيذ وما يقول له صديقه مجرد مجاز كما يقول الناس لبعضهم البعض فذهب معه إلى البيت فلم يقدم الرجل له سوى العيش والملح كما وعده. ومر بهما سائل ألف فى السؤال وكان الباب مفتوحاً فقال له صديق جحا : إن لم تمشى لأقوم وأضربك ضرباً مبرحاً فقال جحا للسائل : أذهب فوالله لو علمت مدى صدق هذا الرجل فى كلامه ماعلمت أنا من صدق وعده لذهبت على الفور وما كررت سؤالك له . وبعدها طلب صديقة من الخادمة ان تحضر لهما تيناً ولكنها نسيت ان تحضره وظلوا يتكلمون مع بعضهما فترة وبعدها قال له الرجل : إقرأ لنا شيئاً من القرآن فقرأ والزيتون وطور سنين  فقال له الرجل : وأين التين  فقال له جحا : نسيتها كما نسيت انت وجاريتك التين من قبل . فأحضر له صديقه لوزاً وعندما حاول أن يكسر لوزة طارت منه فقال : لا اله الا الله كل شئ يهرب من الموت حتى البهائم . وكانت زوجة صديقه تصنع طبقاً من الخيزران فقال لها : أريد أن تزيدى فيه طوقاً أو طوقين فقالت له : وما شأنك انت بالطبق فقال لها : ربما بعد أن تبيعيه...

تلخيص كتاب حى بن يقظان ( الحلقة الخامسة  )  وبعد أن استخدم أوراق الشجر لستر عورته والعصى للدفاع بها عن نفسه ظل على هذا الحال حتى بلغ السابعة من عمره ، وطال به العناء فى تجديد الأوراق التى كان يستتر بها ، وحاول أن يأخذ ذيل من ذيول الحيوانات الميتة ولكنه وجدها تدافع عن موتاها فلم يتمكن من فعل ذلك حتى وجد فى أحد الأيام ضالته فى نسر ميت ولم يجد أحد يدافع عنه من بنى جنسه فقطع جناحيه وذيله وأخذهما وسواهما وفتحمها وسلخ عنه سائر الجلد وفصله إلى قطعتين فربط واحدة فى ظهره ووضع الأخرى على سرته وماتحتها وبعد ذلك علَّق الذيل من الخلف وعلَّق الجناحين على ذراعيه فأعطاه هذا ستراً ودفئاً ومهابة فى نفوس جميع الحيوانات فلم تعد تنازعه ولا تعارضه وهو لم يعد يقترب إلا من الظبية التى ربته وأرضعته فكانت لا تفارقه ولا يفارقها حتى كبرت وضعفت فكان يأخذها إلى المراعى الخصبة فيجنى الثمار الحلوة ويعطيها لها لتأكلها وظل على هذا الحال حتى بدأ الهزال والضعف يستولى عليها ويزداد حتى أدركها الموت فسكنت حركاتها كلها وتوقفت جميع أفعالها . وعندما رأها الصبى على هذه الحالة جزع جزعاً شديداً وكادت نفسه تفيض أسفاً عليه...

المدفع الرشاش متعدد الطلقات فيه ناس شايلين بين شفايفهم مدفع رشاش أول ماتقابلهم وتقول لهم السلام عليكم تلاقيهم وجهوه ناحيتك وفضلوا يتكلموا بدون انقطاع . تشعر وهما بيتكلموا انهم كانوا معزولين عن الناس فى مكان صامت معزول ولسه خارجين منه وببعوضوا السكوت إللى عاشوا فيه فى المكان ده . وكل ما تحاول ان تجاريهم فى الكلام تفشل فشل ذريع لأنهم ببساطة مابيفصلوش ومهما حاولت تدور على مفتاح السكوت مش هتلاقيه ولا هتقدر تعرف مكانه . لأنهم ببساطة أخفوه فى مكان ماحدش يعرف مكانه غيرهم مكان مايخطرش على بال أذكى أجهزة مخابرات فى العالم عشان ماحدش يقدر يوقفهم . ولو حاولت تنهى الحوار برضوا مش هتقدر لنفس السبب فتضطر تستسلم للامر الواقع وتبدأ تهز دماغك بالموافقة على كل إللى بيقولوه وانت فى مكان تانى بعيد هربان فيه من الملل إللى انت حسيته وانت بتسمعه . وفجأة تلاقيه سكت ويقولك : ايه رأيك فى إللى قولته وتخاف تقول انه عجبك أو مش عجبك وانت أصلاً سرحت منه وماتعرفش كان بيقول ايه لأن بالتأكيد بعد ما يسمع رأيك هيرجع يتكلم من تانى وتبقى حاسس انك فى مأزق ومش عارف تنهى ازاى المقابلة دى . فتضطر تنظر فى ساعة الموبايل وتقوله :...

حكايات  الحمال مع البنات(٢٩)   وتكمل الصبية حكايتها للملك قائلة : وبعد أن جلست على السرير وتغطيت بلحاف بعد أن قرأت شيئا من القرآن وحاولت أن انام فلم أستطع ولحقنى القلق فلما انتصف الليل سمعت تلاوة القرآن بصوت حسن رقيق فالتفت إلى مخدع فرأيت بابه مفتوحا فدخلت الباب ونظرت المكان فإذا هو مسجد وفيه قناديل معلقة موقدة وفيه سجادة مفروشة جالس عليها شاب حسن المنظر فتعجبت كيف هو سالم دون أهل المدينة فدخلت وسلمت عليه فرفع بصره ورد علي السلام فقلت له أسألك بحق ما تتلوه من كتاب الله أن تجيبنى عن سؤالى فتبسم وقال أخبرنى عن سبب دخولك هذا المكان وأنا أخبرك بجواب ما تسألينه عنه فأخبرته بخبرى فتعجب من ذلك ثم إنني سألته عن خبر هذه المدينة فقال أمهليني ثم طبق المصحف وادخله كيس من الأطلس وأجلسنى بجنبه فنظرت إليه فإذا هو كالبدر حسن الأوصاف لين الأعطاف بهى المنظر رشيق القد أسيل الخد زهى الجنات كأنه المقصود من هذه الأبيات : رصد النجم ليلـه فـبـدا لـه         قد المليح يمـيس فـي بـرديه وأمـد زحـل ســواد ذوائب        والمسك هادى الخال فى خديه وغدت من المربح ح...

كيف تخلصت من الضيف الغلس  وقت الغدا ارسلت أختى حلة محشى كرنب لى فهى تسكن فى الشقة المقابلة لشقتى ومن وقت للآخر ترسل لى طعام وخصوصا عندما تطهو أكل من إللى انا باحبه وما أن جهزت السفرة ووضعت حلة المحشى عليها وبدأت فى أخذ بعض من المحشى لطبقى فإذا بالضيف الغلس يقفز فيها ولم يخرج منها والا وحلة المحشى نظيفة تماماً لدرجة انى لم أستطيع أن أحصل إلا على عشر أو خمسة عشر صباع محشى فقط .  فقلت : الحمد لله ودخلت المطبخ وغسلت يدى ودعوت الله أن يخلصنى من هذا الشخص الغير مرغوب فيه .  وفى المساء دخلت لأنام وما أن فردت جسدى على السرير حتى وجدته يقفز بجوارى على السرير وفى لحظات بدأ صوت شخيره يملأ الغرفة وبعدها سمعت صوت زمجرات فى معدته وصوت طلقات لحرب كيماوية  بدأ يشنها علىَّ فى الغرفة من خلفيته ( فسيادته واكل حلة محشى كرنب كاملة لوحده ) وأصبحت رائحة الغرفة لا تطاق فخرجت منها مسرعاً وجلست فى غرفة الصالون متكلفت ببطانيتين لأتقى بهما برد الشتاء ولم أستطيع النوم فجلست أفكر فى حل جذرى يخلصنى من هذا الشخص الرذل .   وفى لحظة تذكرت شيئا جعلنى أرتاح وأنام سعيد رغم انى قمت بفرد جسمى فى...

الضيف الغلس الى ما بتعرفش تتخلص منه  الضيف إللى يجى ويلبد عندك فى البيت وكل ماتحاول تخلص منه تلاقيه يلزق وما يتحركش من مكانه ولما تقوله : أنا نازل اشترى حاجات من السوق   يقولك : اتفضل أنا قاعد مستنيك بس ماتتأخرش فتقول له فى غضب : لأ هتأخر  - براحتك انا هأقعد أتفرج على التلفزيون لحد ما ترجع  - بس أنا يمكن أسافر بكره ان شاء الله  - سافر وأنا هأقعد اهو أستناك وكمان أحرس لك الشقة لأن اللصوص كتير قوى اليومين دول  - طب انت هتمشى امتى  - وانت ليه عايزنى أمشى هو أنا مضايقك ولا حاجة ؟ - بصراحة أه  - هههه يا راجل انت اكيد بتهزر  - بس أنا مابهزرش - يا رجل احنا عشرة عمر وأنا عارف انك بتهزر - عشرة عمر منين وانا مايعرفتكش إلا من كام شهر وكانت معرفة زفت  فيضحك فى سذاجة ويقول : بطل هزار لأحسن أصدق وأزعل منك واختفى من حياتك خالص  فتقول له فى : ياريت ده يبقى أسعد يوم فى حياتى  بيضحك مرة أخرى فى سذاجة ويقول : انت مش كنت بتقول انك نازل يلا قوم انزل عشان تشترى إللى انت عاوزه من السوق  وتقوم وتتركه فى البيت وتنزل وفى الشارع تقفز إلى ذهنك ف...

  فى نهاية كل سنة   كل سنة فى آخرها بنقعد نفكر فى السنة الجديدة ونسأل نفسنا يا ترى هتعمل فينا ايه وهنعمل فيها ايه ؟  المتفائل هيشوف الجديدة حلوة وأحسن من إللى خلاص هتمشى وبرضو هيكون شايف إللى هتمشى مش وحشة بس خلاص وقتها خلص ولازم تمشى . والمتشائم هيشوف السنة الجديدة أسوء من إللى فاتت لان من وجهة نظرها ايه يعنى إللى اتغير وبتحبى الجديدة أحسن من القديمة وعلى أيام شبه بعض ومافيش جديد هيحصل . وبين ده وده بتمر الأيام وتخلص السنة و تيجى الجديدة والكل منتظر عشان يشوف هيحصل فيها ايه ؟  وتمر أيام السنة الجديدة وتحصل فيها أحداث كتيرة ويارب من نهايتها المتفائل تستنى الجديدة باطمئنان وهو راضى عن إللى خلاص هتخلص لان اللى حصل حصل وانتهى واللى جاى هيكون أحسن . والمتشائم هيلعن فى إللى فاتت واللى جاية ومش شايف غير السئ فى الأحداث كلها ومش قادر يتوقع ولو مجرد توقُّع ان إللى جاى أحسن . والمتفائل هو إللى بيفوز بشعور السعادة النابع من الرضا بما حدث .  والمتشائم بيقضى عمره فى نكد وتعاسة لأنه مش قادر يشعر بالرضا ويعرف ان إللى حصل حصل وعدى وماحدش هيقدر يغيره لأنه خلاص عدى وفات ومابقاش ...

حكايات  الحمال مع البنات(٢٨)    وتكمل الصبية حكايتها للملك قائلة : وبعد أن طلب الريس منا أن ندخل المدينة قال لنا : أخرجوا بضائعكم فإن حصل لكم بيع فبيعوا وغاب ساعة ثم جاءنا وقال قوموا إلى المدينة وتعجبوا من صنع الله فى خلقه واستعيذوا من سخطه فطلعنا المدينة فوجدنا كل من فيها مسخوطا حجارة سوداء فاندهشنا من ذلك ومشينا في الأسواق فوجدنا البضائع باقية والذهب والفضة باقيين على حالهما ففرحنا وقلنا لعل هذا يكون له أمر عجيب وتفرقنا فى شوارع المدينة وكل واحد اشتغل عن رفيقه بما فيها من المال والقماش وأما أنا فطلعت إلى القلعة فوجدتها محكمة فدخلت قصر الملك فوجدت فيه جميع الأوانى من الذهب والفضة ثم رأيت الملك جالسا وعنده حجابه ونوابه ووزرائه وعليه من الملابس شيء يتحير فيه الفكر فلما قربت من الملك وجدته جالسا على كرسى مرصع بالدر والجواهر فيه كل درة تضىء كالنجمة وعليه حلة مزركشة بالذهب وواقفا حوله خمسون مملوكا بين أنواع الحرير وفى أيديهم السيوف مجردة فلما نظرت لذلك دهش عقلى ثم مشيت ودخلت قاعة الحريم فوجدت في حيطانها ستائر من الحرير ووجدت الملكة عليها حلة مزركشة بالؤلؤ الرطب وعلى رأسها تاج...

جحا وجيرانه أتى أحد جيران جحا اليه بكتاب ليقرأه له ولم يستطيع أن يقرأه لصعوبة كلماته فقال له جحا : من أين أتيت بهذا الكتاب فقال له جاره : أتيت به من حلب  فقال له جحا : مع حق ولهذا لم أستطيع أن أقرئه لأنى لا أعرف القرأة بالحلبى لأن مدينة حلب بعيدة عنا وأنا لا أقرأ إلا الكتب التى تأتى من بلاد قريبة  وفى تلك الأثناء سمع الآذان فقال له جاره : قم فتوضأ وصلى  فقال له : أطلب منى طلب واحد اما الوضوء واما الصلاة  فقال له جاره : قم لتتوضاء فقام فتوضأ فقال له جاره : قم لتصلى فأخرج ريح فقال له جاره : لما فعلت ذلك  فقال له : لقد إشترطت عليك أن تطلب منى طلب واحد ولكنك نقضت الشرط فنقضت أنا الوضوء . مرض يوما فجاء جيرانه لزيارته وأطالوا الجلوس معه فقام من على السرير وقال : لقد شفى الله مريضكم فقوموا وأذهبوا . كان يجلس مع بعض جيرانه فقالوا له : هل تعرف نظم الشعر  فقال لهم : نعم فأنا شاعر  فقالوا له : اقرأ لنا من بديع أشعارك فقرأ بيتين أول بيت ينتهى برأ مضمومة والبيت الثانى بزاى مكسورة  فقالوا ياجحا : هذا بيت أخره رأ والثانى أخره زاى فقال لهم : وما العجيب فى ذلك أقر...

حكايات  الحمال مع البنات (٢٧) وتكمل الصبية حكايتها للملك قائلة : وبعد أن مات والدنا وترك لنا المال كنت أنا اصغرهن سنا فتجهزت أختاى وتزوجت كل واحدة برجل ومكثنا مدة ثم إن كل واحد من أزواجهما هيأ متجرا واخذ من زوجته ألف دينار وسافروا مع بعضهم وتركوني فغابوا أربع سنين وضيع زوجاهما المال وخسرا وتركاهما فى بلاد الناس فجاءانى في هيئة الشحاتين فلما رأيتهما ذهلت عنهما ولم أعرفهما ثم إنى لما عرفتهما قلت لهما : ما هذا الحال فقالتا : يا أختاه إن الكلام لا يفيد الآن وقد جرى القلم بما حكم الله فأرسلتهما إلى الحمام وألبست كل واحدة حلة وقلت لهما يا أختاى أنتما أكبر منى وأنا الصغيرة وأنتم عوض عن أبى وأمى والإرث الذى تأخذانه معكما قد جعل الله فيه البركة فكلا من زكاته وأحوالى جليلة وأنا وأنتما سواء وأحسنت إليهما غاية الإحسان فمكثا عندى مدة سنة كاملة وصار لهما مال من مالى فقالتا لى أن الزواج خير لنا وليس لنا صبر عنه فقلت لهما يا أختى لم تريا فى الزواج خيرا فإن الرجل الجيد قليل فى هذا الزمان وقد اخترتما الزواج فلم يقبلا كلامى وتزوجا بغير رضاي فزوجتهما من مالى وسترتهما ومضتا مع زوجيهما فأقاما مدة يسيرة ...