تلخيص كتاب الف ليلة وليلة
حكاية الخياط والأحدب واليهودى والمباشر والنصرانى (٣)
وفي الليلة (٢٧)
تقول شهرزاد لشهريار: لقد بلغني ياأيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد، أن التاجر الشاب قال للنصراني: وعندما دخلت وجلست فاذا بالصبية قد أقبلت وقد لبست على رأسها تاج مكلل بالدر والجوهر، وتلبس ملابس منقشه مخططة، وعندما رأتني ابتسمت في وجهي وقالت: أصحيح انت هنا عندي أم هذا منام؟
فقلت لها: أنا تحت أمرك
فقالت : مرحباً بك، والله من يوم رأيتك ما عرفت نوم ولا استمتعت بطعام
فقلت: وأنا كذلك، وجلسنا نتحدث وأنا أنظر إلى الأرض خجلاً وبعد فترة قليلة أحضرت سفرة من أفخر الأطعمة من محمر ومرق دجاج محشو فأكلنا منها حتى شبعنا، ثم أتو بطشت وإبريق فغسلت يدي وبعدها تطيبنا بماء الورد والمسك، وجلسنا نتكلم وأنشدت هذين البيتين: لو علمنا بقدومكم لفـرشـنـا
مهجة القلب مع سواد العيون
ووضعنا حدودنا لـلـقـاكـم
وجعلنا المسير فوق الجفون
فبدأت تشكو إلي ما رأت وأنا أشكو إليها مما عانيت وتمكن حبها منى، فنمت عندها حتى الصباح، وعندما قمت من النوم أعطيتها منديل به خمسون دينار وودعتها وخرجت فبكت وقالت: متى أرى هذا الوجه المليح؟
فقلت لها: أكون سوف أعود لك فى العشاء، فلما خرجت رأيت الحمَّار الذي جاء بي بالأمس على الباب ينتظرني فركبته حتى وصلت الي خان مسرور فنزلت وأعطيت الحمَّار نصف دينار وقلت له: عد إلى وقت الغروب
فقال: إن شاء الله
فدخلت الخان وفطرت ثم خرجت لآخذ ثمن القماش، ثم عدت لها وقد أحضرت لها خروفاً مشوياً وحلاوة ثم أحضرت الحمال ووصفت له المحل وأعطيته أجرته ورجعت الي بعض أعملى حتى الغروب فحضر الحمَّار كما اتفقنا فأخذت خمسين ديناراً وجعلتها في منديل ودخلت فوجدتهم مسحوا الرخام وحلوا النحاس وعمروا القناديل وأوقدوا الشموع وأحضروا الطعام وروقوا الشراب، فجلست معها وأكلت، ونمت وفى الصباح وناولتها الخمسين ديناراً كالعادة وخرجت من عندها فوجدت الحمَّار فركبت إلى الخان ونمت ساعة وبعد استيقظت جهزت العشاء فطبخت جوزاً ولوزاً وتحتهم أرز مفلفل طبخت قلقاساً مقلياً، وأخذت فاكهة نقلاً وأرسلتها، وعدت إلى البيت وأخذت خمسين ديناراً في منديل وخرجت فركبت مع الحمَّار كالمعتاد إلى القاعة فدخلت وأكلنا وشربنا وبتنا وعندما قمت أعطيتها المنديل بالدنانير كالعادة، واستمر حالى هكذا حتى أصبحت لا أملك ديناراً فقلت لنفسي هذا من عمل الشيطان الرجيم وأنشدت هذه الأبيات:
فقر الـفـتـى يذهـب أنـواره
مثل اصفرار الشمس عند المغيب
إن غاب لا يذكـر بـين الـورى
وإن أتى فما له مـن نـصـيب
يمر في الأسواق مسـتـخـفـياً
وفي الفلا يبكي بدمع صـبـيب
والله ما الإنـسـان مـن أهـلـه
إذا ابتلى بالـفـقـر إلا غـريب
فتمشيت حتى وصلت الى بين القصرين وواصلت السير حتى وصلت إلى باب زويلة، فوجدت الناس في ازدحام، والباب قد أغلق من كثرة الناس، فقابلت بالأمر المقدر جندياً وزاحمته بغير اختياري، وجاءت يدي على جيبه فوجدت فيه صرة فى هذا الجيب الذي جاءت يدى عليه فأخذت الصرة من جيبه فشعر الجندي بأن جيبه خف، فحط يده في جيبه فلم يجد شيئاً، فالتفت ناحيتى ورفع يده برأس المدفع وضربني على رأسي فسقطت إلى الأرض، فتجمع الناس حولنا ومسكوا لجام فرس الجندي وقالوا: هل من الرحمة ان تضرب هذا الشاب هذه الضربة؟
فصرخ عليهم الجندي وقال: هذا حرامي سرق نقودى وعند ذلك أفقت وسمعت الناس يقولون: هذا الشاب مليح ولم يأخذ منك شيئاً، وبعضهم يصدق وآخر يكذب حتى كثر القيل والقال وشدنى الناس وأرادوا أن يخلصونى منه، وبأمر ماهو مقدر جاء الوالي مع بعض الحكام في هذا التوقيت ودخلوا من الباب فوجدوا الناس قد اجتمعوا عليَّ أنا والجندي
فقال الوالي: ما الخبر؟
فقال الجندي: والله ياجناب الوالى إن هذا حرامي لقد كان في جيبي كيس أزرق فيه عشرون ديناراً فأخذه منى وأنا في الزحام
فقال الوالي للجندي: هل كان معك أحد؟
فقال الجندي: لا
فصرخ الوالي على المقدم وقال له: أمسكه وفتشه فأمسكني وقد زال الستر عني فقال له الوالي: جرده من جميع ما عليه، فلما جردنى من ملابسى وجدوا الكيس الذي سرقته من الجندى في ثيابي فلما وجدوا الكيس أخذه الوالي وفتحه وعده فرأى فيه عشرين ديناراً كما قال الجندي.
لقرأة باقى حكايات الف ليلة وليلة إضغط هنا
أحمد البوهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق