الفن العاشر ( حكايات راوى ): رواية عندما يتحول الروبوت لقطعة من الخبز الجاف - العدد الخامس
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

رواية عندما يتحول الروبوت لقطعة من الخبز الجاف - العدد الخامس

 عندما يتحول الروبوت لقطعة من الخبز الجاف

عندما يتحول الربوت لقطعة من الخبز الحاف - الحلقة الخامسة

نبذة عن الرواية

لقد ذكرنا في الحلقة الأولى انه بعد منتصف الليل يسمع البطل جلبة بنخزنه

الحلقة الخامسة
أعود مسرعًا للفأر المفكك، فأجد زر صغير لم ألاحظه، تيقنت أن هذا الزر، المدمج بالفأر، عندما يعود لوضعه الطبيعي، ويتخلص من الضغط عند تفكيك الفأر، يُفجر قطعة الديناميت التي وضعت تحت القفل، تلك المتصلة بشريحة تأخذ أمر التفجير من الزر المدمج مع الفأر.

اذن الرجل الملثم الذي رأيته يجلس القرفصاء، وكان يضع شيئًا تحت القفل في الفيديو، كان يضع الديناميت، لقد رأيت هذا الرجل يفعل هذا بعد ان قمت بمراجعة جزء اكبر من زمن الفيديو المسجل. 

اذن، من أرسل هذا الفأر لمخزني يعرف كل شيء عني.

يعرف أني متخصص في مجال الروبوت، وأني سأنشغل بهذا الفأر لمعرفة كنهه، بعد أن أثار فضولي لأكثر من يوم، وبسبب انشغالي هذا لن أرى أو أسمع الجلبة بمخزني أثناء سرقته، وأني سأعرف أني سُرقت بعد أن يكون قد أنهى مهمته، لانشغالي بالفأر.

لقد اصطادني هذا اللص، هو ومن معه بهذا الفأر، الذي اشتريت مصيد ووضعت بها خبز لاصطياده. 

أقولها بصوت عالي، غاضب، وأنا أشير للفأر المفكك أمامي.

ثم أغمغم ساخرًا بعد هدوئي النسبي بالمثل المصري: تيجي تصيده يصيدك

أضحك بهيستيرية بعد لحظة من التفكير، حيث برقت في تلك اللحظة فكرة برأسي، فأمسكت بها قبل أن تهرب كعادتي، منذ أن ظهر هذا الفأر الآلي في مخزني،  وأقول بسعادة: لا توجد جريمة كاملة، نعم لا توجد جريمة كاملة، لقد عرفت اللص، نعم إنه هو، إنه يكرهني، ويريد أن يدمرني، فأنطلق بسرعة لقسم الشرطة، وأنا أغالب نُعاسي، قبل أن يخرج هذا الشخص الحقير بدقيقي من المدينة، أو على الأقل إن أن تمكن من الخروج من المدينة، أن يلحقوا به وهو مازال في الطريق متجهًا للقاهرة.

وأردد بنفسي، وأنا ذاهبٌ للقسم في حماس وسعادة، "رغم سرقة" مخزني: ما أجمل الحدس، هذا الذي يرسل لنا برقٌ، يحمل أفكارٌ ملهمة.

أن هذا الأحمق كان يعرف أني سأعرفه، من خلال طريقة السرقة، فاللصوص العاديون لا يمكن أن يسرقوا بهذه الطريقة العلمية المعقدة، وكذلك لن يهتموا بعمل علامة الاعجاب لي بالفيديو المسجل.

لأنه ان كان لص عادي، ما فعل هذا معي، لأنه مجرد لص يسرق، وليس بيني وبينه عداوة سابقة.

ولكن لسوء حظه أن حدسي ساعدني في معرفته بسرعة، قبل أن يتخلص مما سرقه مني.

بعد أن انهي هذه الجملة، أقول لنفسي ساخرًا منها: لا تحاول ان توهم نفسك بأنك عبقري مُلهم، فلو انك احتفظت بسر نظامك الأمني لنفسك، ما كنت الآن تجري بسيارتك بالشارع وانت تقاوم النوم لتبلغ عن سرقة مخزنك، فلقد كنت تتباهى بهذا النظام بين معارفك واصدقائك، فقام هذا الحقير بوضع خطة ضربت هذا النظام، الذي كنت تتباهى بأن احد لا يستطيع ان يخترقه، وكنت دائما تتحدى بقولك: بمجرد محاولة كسر قفل المخزن سأنزل فورًا بمسدسي وامنع سرقته. وأواصل: نعم انه كان يريد ان أصل للفأر، ولكن أن يكون هذا بعد معاناة وبحث وبهذه الطريقة العلمية التي أخفي بها الفأر عن الكاميرا، كرسالة لي أنه هو من فعل هذا، بدون أن يترك أي دليل مادي يدينه، وبهذا يكون كل ما سأقدمه لإدانته أمام الشرطة مجرد اتهامات، هذا بجانب اثارة فضولي كما قلت من قبل فانشغل بحل لغزه فيسرقني في تلك اللحظة.

أفيق من تأملاتي أمام قسم الشرطة، فأقول لنفسي وأنا أدخله: الصمت هو  خزنة الأسرار، ولا يجب أن تفتح تلك الخزنة أبدًا، حتى لا يسطو أحد على كنوزك المخفية بداخلها، وللأسف لقد دفعت ثمن الوصول لهذه  الحقيقة غاليًا.


تمت

ليست هناك تعليقات: