الفن العاشر ( حكايات راوى )

جحا واللص جحا واللص جاء رجل ليشترى منه زيتون وطلبت منه أن يشتريه بالتقسيط فقال لها : تذوقه لتتأكد من جودته  فقال له : أنا صائم قضاء رمضان الماضى فقال له : قوم ياظالم لن أبيع لك شيئا  فقال له: ولما ترفض أن تبيع لى  فقال : أنت  تأخرت فى إعطاء الله حقه  فماذا ستفعل معى ان أعطيت الزيتون بالتقسيط ؟ وبعد أن باع ما لديه من بضاعة ركب حماره ليعود إلى بيته راكباً حماره وكان معه سيفاً وبندقية فقابل نفس الرجالة رفض أن يبيع له الزيتون رجل بالطريق معه عصا غليظة فهدده الرجل بالعصا فأعطاه جحا كل شئ معه وأخذ منه ثيابه وحماره وعاد إلى بيته وهو على هذا الحال  فسأله جيرانه : أين حمارك وملابسك ياجحا فقص عليهم ماحدث له بالتفصيل فقال له جيرانه : رجل يمشى على رجليه ومعه عصا يأخذ منك كل شئ وانت راكب حمارك ومعك سيفاً وبندقية  فقال لهم : إحدى يدى كانت مشغولة بالسيف والأخرى كانت مشغولة بالبندقية فهل كنت أضربه بأسنانى وهو يشهق منى أشيائى؟! ويكمل قائلا : ولكنى أحرقت قلبه مثلما أحرق قلبى فقالوا له : ما الذى فعلته  قال : انه بعد أن إبعد عنى بمسافة ميل ظللت أشتمه شتماً شديداً ولم...

مصطفى حسين وفن الكوميكس مصطفى حسين وفن الكوميكس مصطفى حسين واحد من أفضل رسامى الكاريكاتير فى العالم العربى، وظل يعرض رسوماته الكاريكاتورية فى جريدة أخبار اليوم المصرية بشكل يومى، بداية من عام ١٩٧٤ حتى وافته المنية ١٦ أغسطس ٢٠١٤.  ولقد بدأ حياته الفنية والصحفية فى دار الهلال عام ١٩٥٢، وانتقل بعدها إلى جريدة المساء وعمل بها فترة، حتى إستقر فى جريدة أخبار اليوم . ولقد قام برسم شخصيات أول فيلم كارتون مصرى طويل اسمه " الفارس والأميرة " بطولة محمد هنيدى ومدحت صالح ودنيا سمير غانم وماجد الكودانى وغيرهم من الفنانين . وأنا أرى أنه فى أعماله يميل أكثر الى فن الكوميكس، حيث أنه صمم مجموعة كبيرة من الشخصيات الكرتونية التى تعبر عن بعض نماذج المجتمع المصرى بشكل ساخر، فى الباب اليومى بالصفحة الأخيرة بجريدة أخبار اليوم المصرية، مثل قاسم السماوى،  عزيز بيه الاليط، الكحيت، فلاح كفر الهنادوة، مطرب الأخبار، عبده مشتاق، كمبورة، ولأن المجتمع العربى مازال لا يهتم بفن الكوميكس، هذا الفن الجميل بالشكل الذى يهتم به العالم الآن، حُبست هذه الشخصيات التى إبتكرها مصطفى حسين داخل بابه اليومى بالجريدة ولم ت...

حكايات  الحمال مع البنات(٣٥) وتكمل الصبية الثانية حكايتها وتقول : فلما أفقت وجدت الدكان مغلق والعجوز تتظاهر لها بالحزن وتقول : ما دفع الله كان أعظم ثم قالت لى : قومى بنا إلى البيت وأعملى نفسك ضعيفة وأنا سأحضر لكِ دواء تداوين به هذه العضة فتبرئين سريعا فبعد ساعة قمت من مكانى وأنا فى غاية الفكر واشتداد الخوف فمشيت حتى وصلت إلى البيت وأظهرت حالة المرض وإذا بزوجى يدخل ويقول : ما الذى أصابك يا سيدتى فى هذا الخروج فقلت له : ما انا طيبة  فنظر إلى وقال لى : ما هذا الجرح الذى بخدك وهو فى المكان الناعم فقلت : لما استأذنتك وخرجت فى هذا النهار لأشترى القماش زاحمنى جمل حامل حطباً فشرط نقابى وجرح خدى كما ترى فإن الطريق ضيق فى هذه المدينة  فقال : غدا أروح للحاكم وأشكوا له فيشنق كل حطاب فى  المدينة فقلت : بالله عليك لا تتحمل خطيئة أحد فإنى ركبت حماراً نفر بى فوقعت على الأرض فصادفنى عود فخدش خدى وجرحنى  فقال : غدا أطلع للحاكم وأحكى له الحكاية فيقتل كل حمار فى هذه المدينة  فقلت : هل أنت تقتل الناس كلهم بسببى وهذا الذى جرى لى بقضاء الله وقدره فقال :  لابد من ذلك وشدد على...

تلخيص كتاب حى بن يقظان ( الحلقة السابعة )   وعندما حاول شق صدرها بالحجارة لم يتمكن فأستحدها مرة بعد الأخرى وبعدها حاول أن يشق صدرها بلطف حتى نجح فى ان يشقه ويصل إلى الرئة فظن أنه وصل إلى ما يطلبه . فظل يقلبها محاولاً الوصول إلى مكان الآفة التى أصابتها ولكنه لاحظ انها تميل الى جهة اليمين وهو يعتقد أن العضو الذى به الآفة لابد أن يكون فى وسط الصدر تماماً فواصل التفتيش فى الصدر حتى وجد القلب وهو مغطى بحجاب ومثبت بدقة فقال فى نفسه : لابد أن يكون هذا ما أطلبه لأنه فى الوسط تماماً هذا بجانب جمال الشكل وقوة اللحم والحفظ داخل حجاب يحميه . فقرر أن يستخرجه ونجح فى ذلك بعد عناء وعندما نظر إليه وجده مصمتاً من كل جهة وحاول أن يجد الآفة التى أصابته فلم يجد شيئاً وعندما ضغط عليه وجد به تجويفاً فظن ان ما يبحث عنه ولم يستطيع الوصول إليه حتى تلك اللحظة لابد أن يكون بداخل هذا العضو فشقه إلى نصفين فوجد فيه تجوفين  أحدهما فى الجهة اليمنى والآخر فى الجهة اليسرى والذى فى الجهة اليمنى مملوء بدم منعقد متجمد أما الذى فى الجهة اليسرى فهو خالى لا يوجد به شيئاً فقال لنفسه : لابد ان ما أبحث عنه موجود فى أحد...

حكايات  الحمال مع البنات(٣٤) وتكمل الصبية الثانية حكايتها للملك وتقول بيت شعر توصف به جمال الشاب الذى رأته :كما قال الشاعر: قد زاد حسنا تبارك الـلـه  جل الذى صاغـه وسـواه قد حاز كل الجمال منفـردا      كل الورى فى جماله تهواه قد كتب الحسن فوق وجنتيه      أشهد أن لا مليح إلا هـو فلما نظرت إليه مال قلبى له ثم جاء وجلس وإذا بالقاضى قد دخل ومعه أربعة شهود فسلموا وجلسوا ثم أنهم كتبوا كتابى على ذلك الشاب وانصرفوا فالتفت الشاب إلى وقال : ليلتنا مباركة ثم قال : يا سيدتى أنى شارط عليك شرطاً  فقلت يا سيدى : وما الشرط فقام وأحضر لى مصحفا وقال : احلفى لى أنك لا تختارى أحدا غيرى ولا تميلى إليه فحلفت له على ذلك ففرح فرحا شديدا وعانقنى فأخذت محبته بمجامح قلبى وقدموا لنا السماط فأكلنا وشربنا حتى اكتفينا فدخل علينا الليل فأخذنى ونام معى على الفراش وبتنا فى عناق إلى الصباح ولم نزل على هذه الحالة مدة شهر ونحن فى هناء وسرور وبعد الشهر استأذنته فى أن أسير إلى السوق وأشترى بعض قماش فأذن لى فى الذهاب فلبست ثيابى وأخذت العجوز معى ونزلت في السوق فجلست على دكان تاجر تع...

دع القلق وانطلق بمرح فى الحياة يحاول الممثل المصرى  إسماعيل ياسين   فى مونولوجه الفكاهى الشهير   صاحب السعادة  أن يجد السعادة فى المال أوالغرام أوبنت الحلال ولكنه فى كل مرة يفشل فى أن يجدها فيهم جميعاً . إذن السؤال الذى يطرح نفسه الآن أين تكمن السعادة ؟؟؟؟ يقول ديل كارينجى فى كتاب دع القلق وابدأ الحياة : أن على الإنسان أن يعيش حاضره والا يفكر فى الماضى لإنه قد مر ورحل ولا فى المستقبل لأنه لم يأتى بعد . ويقول ايكهارت تول أيضا فى كتابه قوة الآن: ان الإنسان يجب أن يعيش اللحظة الحالية والا يفكر فى الماضى ولا المستقبل. لأن السعادة تكمن فى لحظتك الحالية المجردة فهى كل ما تملكه وهو رصيدك الذى ينفذ سريعاً فان لم تنتبه لها سيضيع منك ، والذكى هو من يستثمرها بأن يعيشها ويستمتع بها والا يخسرها بالتفكير فى الماضى الذى مر أو المستقبل الذى مازال فى علم الله لأن الحياة ماهى لحظات متتابعة متسارعة المرور . فاللحظة كالهواء لايمكنك امتلاكها وربما يمكنك تخزين الهواء فى زجاجة ولكنك لن تنجح فى فعل هذا الأمر مع اللحظة أبداً.  انها عصية على الإمتلاك تماماً فلا تهدرها وتنشغل ...

تلخيص كتاب حى بن يقظان ( الحلقة السادسة) وبعد أن أستقر فى نفسه أن العضو الذى أصابه العطب يوجد فى صدرها حيث أنه إذا رجع لنفسه وتأملها وجد هذا العضو ينبض فى صدره حيث أنه إكتشف أنه يستطيع أن يستغنى عن يديه وقدميه وأنفه وأذنه وعينه وأعتقد أنه يمكن أن يستغنى عن رأسه أيضاً ولكن عندما فكر فى الشئ الموجود بصدره إقتنع انه لا يستطيع الإستغناء عنه طرفة عين لأنه عندما كان يحارب الوحوش كان أكثر ما يحاول أن يحميه منهم هو صدره لخوفه أن يصاب العضو الذى ينبص بداخله . وعندما اقتنع بأن العضو الذى أصابه الآفة موجود بصدره وتأكد من ذلك الأمر قرر أن يبحث عنه ليزيل الآفة التى حجبته ليعود للعمل وتعود الحركة للظبية أمه ولكنه خاف أن يفسده وهو يحاول إزالة الآفة عنه . فعاد تأمل الوحوش وسأل نفسه : هل عاد أى وحش من الوحوش التى أصابتها هذه الآفة الى حالتها الأولى ؟  فلم يجد شيئاً من هذا قد حدث فأصابه ذلك باليأس فى أن تعود الى حالتها الاولى ان هو تركها فرجع وتمنى أن يجد هذا العضو الذى أصابته الآفة ليزيلها لتعود إلى حالتها الأولى. فقرر أن يشق صدرها ليبحث عن هذا العضو فشق صدرها بالأحجار حادة الشفرة وبعد أن شق صدرها ...