جحا واللص

جاء رجل ليشترى منه زيتون وطلبت منه أن يشتريه بالتقسيط فقال لها : تذوقه لتتأكد من جودته

فقال له : أنا صائم قضاء رمضان الماضى

فقال له : قوم ياظالم لن أبيع لك شيئا

فقال له: ولما ترفض أن تبيع لى

فقال : أنت تأخرت فى إعطاء الله حقه فماذا ستفعل معى ان أعطيت الزيتون بالتقسيط ؟

وبعد أن باع ما لديه من بضاعة ركب حماره ليعود إلى بيته راكباً حماره وكان معه سيفاً وبندقية فقابل نفس الرجالة رفض أن يبيع له الزيتون رجل بالطريق معه عصا غليظة فهدده الرجل بالعصا فأعطاه جحا كل شئ معه وأخذ منه ثيابه وحماره وعاد إلى بيته وهو على هذا الحال فسأله جيرانه : أين حمارك وملابسك ياجحا فقص عليهم ماحدث له بالتفصيل

فقال له جيرانه : رجل يمشى على رجليه ومعه عصا يأخذ منك كل شئ وانت راكب حمارك ومعك سيفاً وبندقية

فقال لهم : إحدى يدى كانت مشغولة بالسيف والأخرى كانت مشغولة بالبندقية فهل كنت أضربه بأسنانى وهو يشهق منى أشيائى؟! ويكمل قائلا : ولكنى أحرقت قلبه مثلما أحرق قلبى

فقالوا له : ما الذى فعلته

قال : انه بعد أن إبعد عنى بمسافة ميل ظللت أشتمه شتماً شديداً ولم أترك شتيمة إلا وقلتها له.

وذهب إلى الحمام ليغتسل فرأه نفس الرجل فأخذ ثيابه فظل يقول : أنا أعلم .. انا أعلم

فسمعه الرجل فخاف وظن أنه عرفه فأعاد له ثيابه وقال له : أنا سمعتك تقول انى أعلم ما الذى كنت تعلمه ؟

فقال له : أعلم أنى سأموت من البرد ان خرجت من الحمام بلا ثياب ثم استطرد قائلا: انك الرجل الذى رفضت ان أبيع له الزيتون فهددتنى بعصا وأنا عائد لبيتى بعد ان بعت كل الزيتون وأخذت منى كل شئ

فقال له : لست أنا بل رجل آخر يشبهنى .

فصدقه وقرر جحا أن يكافئه لأنه أعاد الملابس له فعزمه على الغذاء عنده فى البيت وأحضر له أربعة أرغفة ورجع للمطبخ ليحضر باقى الطعام وكان عدساً فعندما عاد وجد الرجل قد أكل الأربعة أرغفة فوضع العدس وذهب لإحضار أرغفة أخرى فلما رجع وجده قد أكل العدس فذهب لإحضار غيره وظل على هذا الحال عدة مرات حتى فرغ العدس والأرغفة التى عنده .

فقال جحا للرجل قبل ان يرحل : إلى اين تمضى يا أخى ؟

فقال له : إلى بغداد لان فيها طبيب ماهر وانا أريد أن يداوى بطنى لان أكلى قد قل عن المعتاد

فقال له جحا : بالله عليك ان نجح هذا الدكتور فى علاجك وأعادك إلى عادتك الأولى فى الأكل فعد من طريق آخر أو أخبرنى حتى أسافر الى مكان آخر فإن جئت الى لاتجدتى .