الفن العاشر ( حكايات راوى ): تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة (المجلد الأول ) ( الحلقة الواحد والسبعين )
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة (المجلد الأول ) ( الحلقة الواحد والسبعين )

حكايات الحمال مع البنات(٣٥)

الف ليلة وليلة ١٧
وتكمل الصبية الثانية حكايتها وتقول : فلما أفقت وجدت الدكان مغلق والعجوز تتظاهر لها بالحزن وتقول : ما دفع الله كان أعظم ثم قالت لى : قومى بنا إلى البيت وأعملى نفسك ضعيفة وأنا سأحضر لكِ دواء تداوين به هذه العضة فتبرئين سريعا فبعد ساعة قمت من مكانى وأنا فى غاية الفكر واشتداد الخوف فمشيت حتى وصلت إلى البيت وأظهرت حالة المرض وإذا بزوجى يدخل ويقول : ما الذى أصابك يا سيدتى فى هذا الخروج

فقلت له : ما انا طيبة 

فنظر إلى وقال لى : ما هذا الجرح الذى بخدك وهو فى المكان الناعم

فقلت : لما استأذنتك وخرجت فى هذا النهار لأشترى القماش زاحمنى جمل حامل حطباً فشرط نقابى وجرح خدى كما ترى فإن الطريق ضيق فى هذه المدينة 

فقال : غدا أروح للحاكم وأشكوا له فيشنق كل حطاب فى  المدينة

فقلت : بالله عليك لا تتحمل خطيئة أحد فإنى ركبت حماراً نفر بى فوقعت على الأرض فصادفنى عود فخدش خدى وجرحنى 

فقال : غدا أطلع للحاكم وأحكى له الحكاية فيقتل كل حمار فى هذه المدينة 

فقلت : هل أنت تقتل الناس كلهم بسببى وهذا الذى جرى لى بقضاء الله وقدره

فقال :  لابد من ذلك وشدد على ونهض قائما وصاح صيحة عظيمة فانفتح الباب وطلع منه سبعة عبيد سود فسحبونى من فراشي ورمونى فى وسط الدار ثم أمر عبدا منهم أن يمسكنى من أكتافى ويجلس على رأسى وأمر الثانى أن يجلس على ركبتة ويمسك رجلى وجاء الثالث وفى يده سيف فقال : يا سيدى أضربها بالسيف فأقسمها نصفين وكل واحد يأخذ قطعة يرميها في بحر الدجلة فيأكلها السمك وهذا جزاء من يخون الإيمان المودة وأنشد هذا الشعر:

إذا كان لى فيمن أحب مـشـارك    

منعت الهوى روحى ليتلفنى وجدى

وقلت لها : يا نفس موتـى كـريهة     

فلا خير فى حب يكون مع الضد

ثم قال للعبد : اضربها يا سعد فجرد السيف وقال اذكرة الشهادة وتذكرى ما كان لك من الحوائج واوصى فرفعت رأسى ونظرت إلى حالى وكيف صرت فى الذل بعد العجز فجرت دمعتى على خدى وبكيت أنشدت هذه الأبيات :

أقمتم فؤادى فى الهوى وقعدتـم     واسهرتم جفنى القريح ونمـتـم

ومنزلكم بين الفؤاد ونـاظـرى        

فلا القلب يسلوكم ولا الدمع يكتم

وعاهدتمونى أن تقيموا على الوفا     

فلما تملكتم فـؤادى غـدرتـم

ولم ترحموا وجدى بكم وتلهفـي      

أأنتم صروف الحادثات أمنـتـم

سألتكم بالله أن مت فاكتبـوا         

على لوح قبرة أن هذا متيم

لعل شجيا عارفاً لوعة الهوى         

يمر على قبر المحب فيرحم

فلما فرغت من شعرى بكيت فلما سمع الشعر ونظر إلى بكائى أزداد غيظا على غيظه وأنشد هذين البيتين :

تركت حبيب القلب لاعن ملانة     

ولكن جنى ذنبا يؤدى إلى الترك

إذا ارى شريكا فى المحبة بيننـا     

وإيمان قلبي لا يميل إلى الشرك

فلما فرغ من شعره بكيت واستعطفته وإذا بالعجوز قد دخلت ورمت نفسها على أقدام الشاب وقبلتها وقالت : يا ولدى بحق تربيتى لك تعفوا عن هذه الصبية فإنها ما فعلت ذنبا يوجب ذلك وأنت شاب صغير فأخاف عليك من دعائها ثم بكت العجوز ولم تزل تلح عليه حتى قال : عفوت عنها ولكن لابد لى أن أعمل فيها أثرا يظهر عليها بقية عمرها .




أحمد البوهى

ليست هناك تعليقات: