الفن العاشر ( حكايات راوى )

تلخيص كتاب حى بن يقظان (  الحلقة الحادية عشر  ) ويستمر الشاب فى تأمله فى رحلته لمعرفة العالم من حوله ومحاولة فهمه ومن خلال انبهاره بالنار ولما وجد منها من أمور أبهرته فازداد شغفه بها ولهذا السبب ولعدم معرفته الشئ الذى ارتحل عن قلب أمه الظبية ظن أنه من جوهر  هذه النار وأكد هذا الظن عنده الحرارة التى كانت تنبعث من الحيوان طول مدة حياته وبرودة جسمه بعد موته وهذا أمر دائم لا يتغير أبداً يحدث لكل الحيوانات بلا إستثناء ، وكذلك كان يشعر بتلك الحرارة تنبعث من صدره فى المنطقة التى شقها عند الظبية ، فوقع فى نفسه أنه لو أخذ حيواناً حياً وشق صدره ونظر فى ذلك التجويف الذى صادفه خالياً عندما شق صدر أمه الظبية لربما شاهد ذلك الشئ فى هذا الحيوان ليمكنه التحقق منه هل هو من جوهر النار ... وهل فيه شئ من الحرارة والضوء ، أم لا؟فأخذ أحد الحيوانات وكتفه وشق صدره كما فعل مع أمه الظبية ونظر إلى الجهة اليسرى فيه فوجد بخار يشبه الضباب الأبيض يملئه وأدخل إصبعه فيه فكاد أن يحرق إصبعه وانت ذلك الحيوان على الفور.  فاعتقد ان البخار الخارج هذا هو ما يحرك الحيوان ، وأن كل شخصٍ من أشخاص الحيوانات مثل...

الأسطورة المختلف الأراجوز الأسطورة المختلف الأراجوز    فيه واحد تقابله تلاقيه شايف نفسه أسطورة مش هتتكرر تانى حاسس ان أى حد يقرب منه يبقى مسك السحاب بايديه بيعامل الناس من فوق وشايف انه مختلف مالوش مثيل حاجة كده نادرة أو مالهاش وجود . ولما تقرب منه تلاقيه فاضى مش عارف حاجة طب يا عمنا عامل لنا انك ماليكش زى ليه وانت مين أساساً وعملت ايه ؟  كل ده مش مهم المهم عند سيادته المهم انه هو فى حد ذاته بدون ما يعمل حتى أى شئ مختلف فهو مختلف وأسطورة  مع ان مافيش حاجة إسمها أسطورة لأن الأسطورة هى الخرافة  إللى مش موجودة عشان كدة هو مجرد خرافة غير موجودة ومالوش أى قيمة . هو من الآخر كده بلا قيمة لأنه ماعملش حاجة أساساً ليها قيمة ولو حاولت تحسسه بكده يزعل ويبعد عنك ويبحث لك من فوق لتحت ويقرر انه يحرمك من القرب منه . ويفضل عايش فى الوهم ومحسس نفسه انه مختلف وأسطورة لحد ما يلاقى نفسه نفسه وحيد و يبدأ يعمل حركات استعراضية عشان يلفت الأنظار إليه ويقنع نفسه انه مختلف وأسطورة وهو مش واخد باله انه بقى أرجوز بيحاول يعمل أى حاجة عشان يبقى هو محور الإهتمام . ويبقى سعيد باهتمام النا...

حكاية الوزير نور الدين مع شمس الدين أخيه  (١) فقال الوزير فى حكايته للملك : أعلم يا أيها الملك أنه كان فى مصر سلطان صاحب عدل وإحسان له وزير عاقل خبير له علم بالأمور والتدبير وكان شيخا كبيرا وله ولدان كأنهما قمران وكان الكبير شمس الدين والصغير نور الدين وكان الصغير أفضل من الكبير فى الحسن والجمال وليس فى   زمانه أحسن منه حتى أنه شاع ذكره في البلاد فكان بعض أهلها يسافر من بلاده إلى بلده لأجل رؤية جماله ومات والدهما فحزن عليه السلطان وأقبل على الوالدين وفرح بهما وجعلهما مكان ابيهما فى الوزارة وقال لهما : أنا فى مرتبة أبيكما ففرحا وقبلا الأرض بين يديه وعملا العزاء لأبيهما شهرا كاملا ودخلا فى الوزارة وكل منهما يتولاها جمعة وإذا أراد السلطان السفر يسافر مع واحد منهم وتصاعد فى ليلة من الليالى أن السلطان كان عازما على السفر فى الصباح وكانت النوبة للكبير فبينما الأخوان يتحدثان فى تلك الليلة  قال الكبير : يا أخي قصدى أن أتزوج أنا وأنت في ليلة واحدة فقال الصغير إفعل يا أخى ما تريد فإنى موافقك على ما تقول واتفقا على ذلك  فقال الكبير لأخيه : إن قدر ا...

مكسوف يقوم لتعرف مراته انه جبان تخرج زوجة مدبولى من الحمام وتدخل الصالة فى الصباح فتجده يجلس فى حالة غضب شديد فتقول له : ايه إللى مخليك عصبى كده على الصبح ؟ - انت مش شايفة الفأر إللى واقف جنب  - ما تقوم تضربه  - أنا لو قمت أضربه هاكسر كوباية الشاى  - هى فين كوباية الشاى دى أنا مش شايفاه حاجة  - ماهى وراه عشان كده انت مش شايفاها - خلاص فى داهية الكوباية قدم اضربه - ولما الشاى إللى فيها يقع على الأرض ويوسخ السجادة  - أه صحيح ودى سجادة غالية  - شوفتى ليه أنا عصبى  - طب والحل  - مش عارف  - وهو كمان عمال يغيظنى ويطلع لسانى ويلعب لى حواجبه  - وبعدين هاتسيبه  - مش عارف  - إلحق ده ابتدى يأكل الجبنة إللى فى الطبق  فيقول فى غضب : طب أنا أفطر ايه دلوقتى ؟ دى كانت آخر حتة جبنة فى التلاجة  - خلاص قوم إضربه واللى يحصل يحصل - أضربه ليه ما خلاص اكل الجبنة إللى كنت هافطر بيها  - يعنى هاتسيبه  - وعايزانى أعمل إيه ؟  - تقوم تضربه وهافرش لك مشمع بلاستيك على السجادة عشان مايقعش الشاى على السجادة ويوسخها - إقتراح حلو وأنا فع...

حكايات  الحمال مع البنات(٤٢) الليلة (٢٠) قالت : بلغني أيها الملك السعيد أن الملك اقسم أنه لا يقتل إلا العبد لأن الشاب معذور  والتفت إلى الوزير وقال له : أحضر لى هذا العبد الخبيث الذي كان سببا في هذه القضية وإن لم تحضره فأنت تقتل عوضا عنه  فنزل يبكي ويقول : من أين أحضره ولا كل مرة تسلم الجرة وليس لى في هذا الأمر حيلة والذى سلمنى في الأول يسلمنى في الثانى والله ما بقيت أخرج من بيتي ثلاثة أيام والحق سبحانه يفعل ما يشاء ثم أقام فى بيته ثلاثة أيام وفى اليوم الرابع أحضر القاضى وأوصى وودع أولاده وبكى وإذا برسول الملك أتى إليه وقال :  له أن الملك فى أشد ما يكون من الغضب وأرسلنى إليك وحلف أنه لا يمر هذا النهار إلا وأنت مقتول إن لم تحضر العبد فلما سمع الوزير هذا الكلام بكى هو وأولاده فلما فرغ من التوديع تقدم إلى بنته الصغيرة ليودعها وكان يحبها أكثر من أولاده جميعا فضمها إلى صدره وبكى على فراقها فوجد فى جيبها شيء مكببا فقال لها : ما الذى فى جيبك  فقالت له : يا أبت تفاحة جاء بها عبدنا ريحان ولها معى أربعة أيام وما أعطاها لى حتى أخذ منة دينارين  فلما سمع الوزير بذكر الع...

افتح شباكك للنور وعيش الفرحة افتح شباكك للنور وعيش الفرحة  عيش الفرحة وغنيها مع العصافير وواجه بيها الحزن وماتسمحلوش يدخل جواك وافتح شباكك للنور ماتسمحش للضلمة تكون جواك . فى الضلمة بتعيش الوطاويط والعناكب والأشرار ومابتعرفش طريقك ولا انت حتى واقف فين . ولكن فى النور كل حاجة واضحة وصريحة ومع النور بتزقزق العصافير وبتغنى وبتملا الكون بهجة وفرحة . فماتقفلش شباكك وسيبه مفتوح لنور الشمس تدخل تدفى المكان حواليك وتبعد عنك برد الضلمة والوطاويط إللى بتكره النور . مش هتحس بطعم الفرحة إلا لو كان شباكك مفتوح والنور مالى المكان حواليك والعصافير بتزقزق وتغنى فرحانة بالنور . وابعد عنك الأشرار بأنك تكون مراقبهم وشايفهم  وده مش هتقدر تعمله إلا لما يكون النور موجود فى كل مكان حواليك . فاوعى فى يوم تسمح للضلمة تملاك من جواك ساعتها هيعشش جواك الحزن وهتكره حتى انك تكون موجود .     المقالات   أحمد البوهى 

حكايات  الحمال مع البنات(٤١) ويكمل الشاب حكايته للملك قائلاً : وبعد عودتى من البصرة ومعه الثلاث تفاحات  دخلت وناولتها إياها فلم تفرح بها بل تركتها فى جانبها وكان مرض الحمى قد اشتد بها ولم تزل فى ضعفها إلى أن مضى لها عشرة أيام وبعد ذلك عوفيت فخرجت من البيت وذهبت إلى دكانى وجلست فى بيعى وشرائى فبينما أنا جالس فى وسط النهار وإذا بعبد أسود مر على وفى يده تفاحة يلعب بها فقلت له : من أين هذه التفاحة حتى آخذ مثلها فضحك وقال أخذتها من حبيبتى وأنا كنت غائبا وجئت فوجدتها ضعيفة وعندها ثلاث تفاحات فقالت : إن زوجى الديوث سافر من أن يحضرها لى من البصرة فاشتراها بثلاثة دنانير فأخذت منها هذه التفاحة فلما سمعت كلام العبد يا أيها الملك اسودت الدنيا فى وجهى وقفلت دكانى وجئت إلى البيت وأنا فاقد العقل من شدة الغيظ فلم أجد التفاحة الثالثة فقلت لها: أين التفاحة الثالثة فقالت لا أدرى ولا أعرف أين ذهبت فتحققت قول العبد وقمت وأخذت سكينا وركبت على صدرها ونحرتها بالسكين وقطعت رأسها وأعضائها ووضعتها فى القفة بسرعة وغطيتها بالإزار ووضعت عليها شقة بساط وأنزلتها فى الصندوق وقفلته وحملتها على بغلتى ورميتها فى...