الفن العاشر ( حكايات راوى ): رواية عندما يتحول الروبوت لقطعة من الخبز الجاف - الحلقة الرابعة
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

رواية عندما يتحول الروبوت لقطعة من الخبز الجاف - الحلقة الرابعة

 عندما يتحول الروبوت لقطعة من الخبز الجاف

عندما يتحول الربوت لقطعة من الخبز الحاف - الحلقة الرابعة

نبذة عن الرواية

لقد ذكرنا في الحلقة الأولى ان البطل سيواحه محموعة من الالغاز بعد سماعه جلبة بمخزنه

الحلقة الرابعة

أحدد مكان المصيدة بالنسبة لأرضية شقتي بالضبط، وبالشنيور الدقاق، أثقب ثقبًا، يُمَكنني من رؤية ما يحدث بالمصيدة رؤيا العين، وبهذه الطريقة أستطيع أن أحدد، هل الذي يعبث بمخزني فأر أم جني أم كائن فضائي؟.

ولكن في تلك اللحظة يرن الهاتف، وكان الطالب أحد عمال المخبز، يسألني عن سبب الجلبة التي أحدثها الشنيور. 

أقول له: أني أثقب الحائط، لأُعلق أحد اللوحات الفنية الموجودة عندي من فترة، وكنت أُأجل تعليقها، وقررت اليوم أن أُعلقها.

في المساء أضع الخبز اليابس في المصيدة، واترك نور المخزن مضاءً، وأصعد لشقتي وأنبطح أرضًا على بطني، أتابع ما سيحدث من الثقب.

لقد قررت كما قلت، أن أفعل أي شيء، لأعرف ما يحدث بمخزني.

أخيرًا

ها أنا ذا أراه، نعم هو.

ولكن كيف؟

كيف لفأر أن يخدع الكاميرا؟.

لقد رأيته الآن يخطف قطعة الخبز من المصيدة، ويختبئ  بأحد جوانب المخزن.

ولكن، كيف تحمل جسده ضربة باب المصيدة؟!

فلقد دخل بنصف جسده، فنزل الباب بقوة عليه، ولكنه لم يتألم، وأخذ قطعة الخبز، وعاد لجحره، بعد أن جذب نفسه من تحت الباب الضاغط على جسده، دون أن يصاب بأذى.

الجحر بين الحائط وأكياس الدقيق، ولهذا لم تستطع الكاميرا تصويره رغم كبر حجم الجحر، ولكن من يقف في المخزن يستطيع أن يراه بسهولة، لأن الجحر في مواجهة باب المخزن مباشرة، فكيف لم الاحظه من قبل؟!، بعد برهة من التفكير أقول: وكيف لي أن الاحظه، وقد سيطر علي عقلي الخوف عدو الانسان الأول، هذا الخوف الذي يغلق كل حواس الانسان، ويجعلها تركز في عالمه المرعب فقط، وتأخذه من كل ما حوله. 

اعود للفأر واغمغم: ان هذا الفأر يفعل معجزات، لا يمكن لعقل أن يستوعبها.

نعم أنه فأر عجيب بكل المقاييس، ان مجرد خروجه من جحره في هذا الجو البا رد على غير طبيعته، أعجوبة من الاعاجيب!. 

هل هو فأرٌ حقًا؟، أسأل هذا السؤال لنفسي، بعد أن تبرق برأسي فكرة، أراها فكرة قد تكون سليمة، فأمسك بها قبل أن تهرب، كما فعلت مع الأفكار السابقة.

أقوم من فوق الأرض، وأنزل مسرعًا للمخزن، وقبل خروجي التقط قفازًا مصنوعًا من القماش، كان على السرير.

البسه عادة ليُدفئ يدي في هذا البرد القارص أثناء نومي، ولكني لم ألبسه لهذا الغرض الآن.

أمد يدي في الجحر الذي رأيته من الثقب، ولكبر حجمه وصغر عمقه، حتى أن معظم جسد الفأر كان ظاهرًا، تمكنت من الامساك بالفأر المعجزة من ذيله بيدي بسهولة شديدة، وساعدني على هذا استسلام غريب من الفأر. 

لقد ارتديت القفاز لهذا الغرض، لأني أقرف من هذا الحيوان القذر، ولأحمي نفسي من خربشته ليدي، أو عضها أثناء مقاومته لي. 

لنعود للفأر الذي أمسكت به، لقد كان غير كل الفئران، فهو لم يقاوم، أو يحاول الهروب، بل أنه لم يتحرك، ولم أسمع له صوت، كان مستسلمًا لي تمامًا.

لقد فسرت هذا الأمر، بان السبب هو أنه في حالة خمول بسبب بياته الشتوي.

لقد كان معلقًا في يدي ورأسه لأسفل، يهتز يمينًا ويسارًا مع اهتزاز يدي أثناء السير.

أدخل معملي، وهو معي، وأُغلق الباب علي، وأنا ممسك بذيله بيدي بحرص، خشية أن يهرب مني، ولكنه كان كالميت لا يتحرك أو يقاوم، هذا الذي حيرني أيام عديدة، وكان يصنع معجزات، هو الآن في يدي بلا حراك كالقتيل. 

في المعمل، ارفعه الى أعلى، ليصبح أمام عيناي، وأنا ما زلت ممسكًا به من ذيله،  وانظر له وأصرخ فيه بغضب: لقد حيرتني كثيرًا وأنت في المخزن لا أستطيع الوصول اليك، وتحيرني الآن بسكونك هذا. 

اهزه فيتحرك يمينًا ويسارًا كالميت، ولا يظهر عليه أي انزعاج من حركات يدي العنيفة.

فأقول: هل تتصنع الموت أيها الملعون، فلا يمكن أن يكون حالته هذه حالة خمول؟.

أرد على نفسي: هذه ليست طبيعة الفئران، الفئران ليست من الكائنات التي تتصنع الموت عند الشعور بالخطر.

يبدو لي أن الفكرة التي برقت برأسي صحيحة، عندما تحسست جسده بيدي، فأبدأ في التأكد منها فورًا بلا تردد.

لقد كانت الفكرة التي برقت سليمة تمامًا.

إنه ليس فأرًا، وبالتأكيد ليس شبح، فهو لا يشبه الأشباح التي نراها بالسينما.

اذن فما هو هذا الكائن الغريب؟

بعد معاينته بدقة، توصلت الى كنهه الذي أيد الفكرة التي برقت برأسي، إنه مجرد روبوت، مصنع بشكل دقيق على شكل فأر، ولا يمكن لك عندما تراه، إلا أن تعتقد أنه فأر، حتى ولو كنت مثلي، متخصص في الروبوتات، وهكذا اكتشفت ان في بيتي روبوت.

لقد تأكدت من صحة فكرتي من أول وهلة لمست جسده بيدي، فلقد كان جسده صلبًا، ولكن ليس كصلابة العظام،

أبدأ في تفكيكه، فأجد. بداخله الخبز الذي كنت أعتقد أنه يلتهمه، وأجد سماعة صغير به، أعتقد أن الجلبة التي كنت أسمعها تصدر منها، ويبدو أن هناك برنامج يتحكم بالصوت هذا، بحيث أنه لا يصدر إلا في وقت متأخر من الليل.

وكان هناك مستشعر صغير، ويبدو أن مهمته ايقاف هذا الصوت عندما يشعر بوجد أحد بالقرب منه، ولقد وجدت كاميرا صغير في مقدمة رأسه خلف أحد عينيه، يبدو أنها ترسل صور آنية لمن أرسله لمخزني ليتابع ما يحدث بشكل فورى، وموتور صغير خلف فمه يعمل على شفط قطع الخبز لداخله.

 أغيب برهة، أغرق فيها في سؤال،،،، 

من صمم هذا الروبوت؟، وكيف دخل مخزني؟.

إن هذا الشيء الذي أمسكه الآن، مجرد آلة لا تأكل ولا تشرب.

فلماذا دخل مخزني؟، وهو ليس بالذكاء الكافي ليتحرك بمفرده، أنه من الروبوتات البدائية، التي تتحرك بالريموت كونترول عن بعد.

وما الذي يريده هذا الشخص الذي أرسله من مخزني؟

لماذا كلما قمت بحل أحد ألغاز هذا الفأر الروبوت؟، يأخذني الحل للغز آخر، أكثر تعقيدًا.

الشيء الوحيد المتطور به، هو هذا البرنامج الذي يخدع الكاميرا، حيث يقوم بتصوير المكان، وأثناء تناوله لقطعة الخبز من المصيدة، يرسل الصور التي التقطها بشكل هولوجرامي للكاميرا من خلال بروجيكتور هولوجرامي صغير مدمج على بوردة الروبوت للَّاب توب، ولقد توصلت لهذا الأمر، عندما وجدت أن ساعة المنبه في الفيديو، متأخرة ساعة عن الساعة التي سمعت فيها الجلبة، وهذا بعد مراجعة الفيديو، بعد أن برقت هذه الفكرة برأسي، وهي مراجعة الفيديوهات المرسلة في توقيت التهامه المزيف للخبز، فقمت بمراجعة مكونات البورد لأكتشف هذا الأمر. 

المهم لدي الآن أن أجد اجابة هذا السؤال: لماذا اقتحم هذا الروبوت البدائي رغم تصميمه الدقيق في الشكل - الذي يجعل من يراه يعتقد أنه فأر حقيقي - مخزني؟.

هذا هو السؤال الذي سألته من قبل، وأعاود سؤال نفسي به، لعلي أصل لحل هذا اللغز، الذي يخرج من لعز آخر، الذي يخرج بدوره من لغز آخر، وهكذا دواليك.

أخرج من غرفة المعمل حيث بدأ النعاس يخطفني من اليقظة.

في غرفة نومي أرى المخزن مفتوح، وفارغ تمامًا بالفيديو المرسل للاب أثناء اغلاقي للاب.

أين ذهب الدقيق الموجود به.

أُشغل الفيديو المسجل الذي يوضح ما حدث قبل السرقة، فأجد انفجار بسيط يحطم القفل، وبعدها يدخل أشخاص ملثمين المخزن، ينقلون الدقيق لسيارة نصف نقل تقف أمام المخزن.

بعد أن ينهي اللصوص سرقة المخزن، ينظر لي أحدهم، وكانوا ثلاثة، وأظن ان هذا الذي نظر لي، هو زعيمهم من خطط لهذه العملية.

لا تكن مثلي، وتسأل كيف نظر لك؟، وطالما رأيتهم، لماذا لم تقم بالقبض عليهم؟، بتهديدهم بمسدسك.......

لقد نظر للكاميرا التي وضعتها بالمخزن، وهو يعرف أني سأرى هذا الفيديو المسجل، لعلي أعرف من سرقني.

كانت نظرته ساخرة، ماكرة، وأطن انه كان يضحك تحت اللثام، ضحكة ساخرة، ماكرة أيضُا، ورفع يده وأصبع الابهام مرفوعًا بعلامة الإعجاب، ولا أعرف ان كان الاعجاب هذا بغبائي، أم بذكائه، أم بالاثنين معًا.

أظن أنه بالاثنين معًا.


الحلقة الخامسة



ليست هناك تعليقات: