تلخيص كتاب حى بن يقظان ( الحلقة الرابعة )
وبعد أن ألف الحيوانات وألفته بدأت تتكون عنده العواطف والمشاعر فبدأ يحب بعض الأشياء ويكره الأخرى .
وهذا بعد أن بدأ يتأمل فى أحوال ما يحيط به من جمادات وحيوانات وطيور ومما رأى أثناء تأمله ان الكائنات الحية من حوله منها مايكسيه الشعر ومنها ما يكسيه الريش ومنها ما يمتلك سرعة العَدْو وقوة البطش ، وماتملكه من أسلحة طبيعية لتدافع بها عن نفسها مثل القرون والأنياب والحوافر والمخالب وغيرها من الأدوات، وعندما يتأمل أحواله يجد نفسه عارياً بلا أى أسلحة ويرى مابه من ضعف العَدْو وقلة البطش ، وعندما تنازعه الحيوانات فى أكل الثمار تأخذها منه ولا يستطيع أن يقاومها أو الفرار منها بما أخذه .
وكان يرى أقرانه من أبناء الظباء قد نمت لهم قرون بعد أن لم تكن لهم وصارت قوية بعد ضعفها فى العَدْو ، ولم يرى فى نفسه شيئاً من هذا كله ، وكان يفكر فى ذلك فلا يعرف سبب إختلافه عنهم وأمه ظبية مثل أمهاتهم .
وعندما بلغ السابعة وهو فى حيرة من أمره كان يرى عوارات الحيوانات حوله تغطيها وبرها وذيولها وما شابه ذلك ، فجمع أوراق الشجر العريض وغطى عورته ، فصنع من الخوص ونبات الحلفا حزام وضعه على وسطه وعلق به تلك الأوراق ولكن تلك الأوراق ذبلت وجفت سريعاً وتساقطت عنه فوضع غيرها وضاعف كمية أوراق الشجر التى يستخدمها وهذا أعطاها مدة أطول بعض الشئ .
وأتخد من أغصان الشجر عصياً سوى أطرافها وعدل متنها ليدافع بها عن نفسه أثناء منازعته للحيوانات ، فوجد أن بيديه ميزة لا تمتلكها هذه الحيوانات فى استخدامها فى صنع مايستر به عورته واسلحة يدافع عن نفسه .
أحمد البوهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق