تلخيص كتاب حى بن يقظان ( الحلقة الخامسة )
وبعد أن استخدم أوراق الشجر لستر عورته والعصى للدفاع بها عن نفسه ظل على هذا الحال حتى بلغ السابعة من عمره ، وطال به العناء فى تجديد الأوراق التى كان يستتر بها ، وحاول أن يأخذ ذيل من ذيول الحيوانات الميتة ولكنه وجدها تدافع عن موتاها فلم يتمكن من فعل ذلك حتى وجد فى أحد الأيام ضالته فى نسر ميت ولم يجد أحد يدافع عنه من بنى جنسه فقطع جناحيه وذيله وأخذهما وسواهما وفتحمها وسلخ عنه سائر الجلد وفصله إلى قطعتين فربط واحدة فى ظهره ووضع الأخرى على سرته وماتحتها وبعد ذلك علَّق الذيل من الخلف وعلَّق الجناحين على ذراعيه فأعطاه هذا ستراً ودفئاً ومهابة فى نفوس جميع الحيوانات فلم تعد تنازعه ولا تعارضه وهو لم يعد يقترب إلا من الظبية التى ربته وأرضعته فكانت لا تفارقه ولا يفارقها حتى كبرت وضعفت فكان يأخذها إلى المراعى الخصبة فيجنى الثمار الحلوة ويعطيها لها لتأكلها وظل على هذا الحال حتى بدأ الهزال والضعف يستولى عليها ويزداد حتى أدركها الموت فسكنت حركاتها كلها وتوقفت جميع أفعالها .
وعندما رأها الصبى على هذه الحالة جزع جزعاً شديداً وكادت نفسه تفيض أسفاً عليها وظل يناديها بالصوت الذى كانت تجيبه عادة عندما تسمعه وظل يصيح بكل قوته ولكنه لم يرى أى حركة منها .
فكان ينظر إلى أذنيها وعينيها فيجدهما ثابتتين وكذلك كل جسمها وكان يتمنى أن يعرف السبب ليزيله عنها لتعود إلى طبيعتها ، وبعد أن فشل فى هذا الأمر كانت صدمته كبيرة فبدأ فى التأمل فى الحياة لفهمها وفهم نفسه.
أحمد البوهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق