تلخيص كتاب حى بن يقظان ( الحلقة العاشرة )
وبعد أن أخذ قطعة الخشب المشتعلة بالنار وذهب بها إلى المكان الذى يأوى إليه الذى اختاره بعد أن ترك جحر كان إستحسنه للسكنى من قبل وظل يمد هذه النار بالحشيش والحطب ليحافظ عليها مشتعلة ليلاً ونهاراً استحساناً لها وتعجباً منها وكانت تأنسه بالليل لانها كانت تقوم مقام الشمس فى النهار فى إضاءة المكان الذى يأوى إليه وازداد بها ولعه وأعتقد أنها أفضل الأشياء التى لديه وكان يراها تتحرك لأعلى دائماً وتطلب العلا فغلب على ظنه انها من جملة الجواهر السماوية التى يراها وكان يختبر قوتها بأن يلقى بها كل شئ من حوله فكان يراها تستولى عليه إما بسرعة أو ببطئ بحسب قوة إستعداد الجسم الذى كان يلقيه للاحتراق أو ضعفه .
وكان من جملة ما ألقاه فيها على سبيل الإختبار لقوتها شئ من أصناف الحيوانات البحرية - كان قد ألقاه البحر الى ساحله - فلما أنضجت ذلك الحيوان وبدأ يشم رائحة شوائه تحركت شهوته إليه فأكل منه شيئاً فاستطابه فتعود بعدها على أكل اللحم فبدأ فى تدريب نفسه على صيد البر والبحر حتى أصبح ماهراً فى صيد البر والبحر .
فزادت محبته للنار لأنها أطعمته طعام طيب المذاق لم يذقه من قبل.
أحمد البوهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق