الفن العاشر ( حكايات راوى ): تلخيص كتاب الف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة التاسعة والثمانين)
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

تلخيص كتاب الف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة التاسعة والثمانين)

حكاية الوزير نور الدين مع شمس الدين أخيه (١١)

تلخيص كتاب الف ليلة وليلة

 الليلة (٢٤)

قالت شهرزاد : بلغنى أيها الملك السعيد أن الوزير أخذ دواة وقلماً وسجل الأمتعة وأن الخشخانة فى موضع كذا والستارة الفلانية فى موضع كذا وكتب جميع ما فى البيت ثم طوى الكتاب وأمر بخزن جميع الأمتعة وأخذ العمامة والطربوش وأخذ معه الفرجية والكيس وحفظهما عنده وأما بنت الوزير فإنها لما كملت أشهرها ولدت ولداً مثل القمر يشبه والده من الحسن والكمال والبهاء والجمال فقطعوا سرته وكحلوا مقلته وسلموه إلى المرضعات وسموه عجيباً فصار يومه بشهر وشهره بسنة فلما مر عليه سبع سنين أعطاه جده لفقيه ووصاه أن يربيه ويحسن تربيته فأقام فى المكتب أربع سنوات فصار يقاتل أهل المكتب ويسبهم ويقول لهم : من منكم مثلي أنا ابن وزير مصر فقام الأولاد واجتمعوا يشكون إلى العريف ما قاسوه من عجيب.

فقال لهم العريف : أنا أعلمكم شيئاً تقولونه له لما يجىء ليمتنع بعدها عن المجىء للمكتب وذلك أنه إذا جاء غداً فاقعدوا حوله وقولوا لبعضكم : والله ما يلعب معنا هذه اللعبة إلا من يقول لنا على اسم أمه واسم أبيه ومن لم يعرف اسم أمه واسم أبيه فهو ابن حرام فلا يلعب معنا. فلما أصبح الصباح أتوا إلى المكتب وحضر عجيب فاختلط بالأولاد وقالوا : نحن نلعب لعبة ولكن ما يلعب إلا من يقول لنا عن اسم أمه واسم أبيه واتفقوا على ذلك فقال واحد منهم: اسمى ماجدى وأمى علوى وأبى عز الدين وقال الآخر مثل قوله والآخر كذلك إلى أن جاء الدور إلى عجيب فقال: أنا اسمى عجيب وأمى ست الحسن وأبى شمس الدين والوزير بمصر فقالوا له : والله إن الوزير ما هو أبوك فقال عجيب الوزير أبى حقيقة فعند ذلك ضحكت عليه الأولاد وصفقوا عليه وقالوا : أنت ما تعرف لك أباً فقم من عندنا فلا يلعب معنا إلا من يعرف اسم أبيه وفى الحال تفرق الأولاد من حوله وتضاحكوا عليه فضاق صدره وأنخنق بالبكاء فقال له العريف : ألا تعرف أن أباك الوزير أبو أمك ست الحسن هو جدك وأن أباك  الحقيقى لا تعرفه أنت ولا نحن لأن السلطان زوجها للسائس الأحدب وجاءت الجن فناموا عندها فإن لم تعرف لك أبا يجعلونك بينهم ولد زنا ألا ترى أن ابن البائع يعرف أباه اما وزير مصر إنما هو جدك وأما أبوك فلا نعرفه نحن ولا أنت فارجع لعقلك.

فلما سمع ذلك الكلام قام من ساعته ودخل على والدته ست الحسن وصار يشكو لها وهو يبكى ومنعه البكاء من الكلام فلما سمعت أمه كلامه وبكاءه التهب قلبها عليه وقالت له : يا ولدى ما الذى أبكاك فاحكى لى قصتك فحكى لها ما سمعه من الأولاد ومن العريف وقال : يا والدتى من هو أبى 

فقالت له : قلت له أبوك وزير مصر 

فقال لها : ليس هو أبى فلا تكذبى على فإن الوزير أبوك أنت لا أبى أنا من هو أبى فإن لم تخبرينى بالصحيح قتلت نفسى بهذا الخنجر فلما سمعت والدته ذكر أبيه بكت لذكر ولد عمها وتذكرت محاسن حسن بدر الدين البصرى وما جرى لها معه وصرخت وكذلك ولدها وإذا بالوزير دخل فما نظر إلى بكائها احتر قلبه وقال : ما يبكيكما فأخبرتها بما حدث لولدها مع صغار المكتب فبكى الآخر ثم تذكر أخاه وما حدث له معه وما حدث لابنته ولم يعلم بما فى باطن الأمر ثم قام الوزير في الحال ومشى حتى طلع إلى الديوان ودخل على الملك وأخبره بالقصة وطلب منه الإذن بالسفر إلى الشرق ليقصد مدينة البصرة ويسأل عن ابن أخيه  وطلب من السلطان أن يكتب له مراسيم لسائر البلاد إذا وجد ابن أخيه في أى موضع يأخذه ثم بكى بين يدى السلطان فرق له قلبه وكتب مراسيم لسائر الأقاليم والبلاد ففرح بذلك ودعا للسلطان وودعه ونزل فى الحال وتجهز في الحال وأخذ ما يحتاج إليه وأخذ ابنته وولدها عجيباً وسافر أول يوم وثانى يوم وثالث يوم حتى وصل إلى مدينة دمشق فوجدها ذات أشجار وأنهار كما قال الشاعر :

من بعد يوم فى دمشق وليلتـى

حلف الزمان بمثلها لا يغلـط

بتنا وجنح الليل فى غفـلانـه

ومن الصباح عليه فرع أشمط

والظل فى تلك الغصون كأنـه

در يصافحه النسيم فيسـقـط

والطير يقرأ والغدير صحـيفة

والريح تكتب والغمام ينـقـط

فنزل الوزير من ميدان الحصباء ونصب خيامه وقال لغلمانه نأخذ الراحة هنا يومين فدخل الغلمان المدينة لقضاء حوائجهم هذا يبيع وهذا يشترى وهذا يدخل الحمام وهذا يدخل جامع بنى أمية الذي ما في الدنيا مثله ودخل المدينة عجيب هو وخادمه يتفرجان والخادم يمشى خلف عجيب وفى يده سوط لو ضرب به جملاً لسقط ولا يقوم بعدها فلما نظر أهل دمشق إلى عجيب وقده واعتداله وبهائه وكماله وبديع جماله والدلال الطف من نسيم الشمال وأحلى للظمآن من الماء الزلال وألذ من العافية لصاحب الاعتلال فلما رآه أهل دمشق تبعوه وصارت الخلق تجرى وراءه تتبعه وتقعد فى الطريق حتى يجىء عليهم وينظرونه إلى أن وقف عجيب بالأمر المقدر على دكان أبيه حسن بدر الدين الذي أجلسه فيه الطباخ الذى اعترف عند القضاة والشهود أنه ولده .

فلما وقف عليه العبد فى ذلك اليوم وقف معه الخدام فنظر حسن بدر الدين إلى ولده فأعجبه حين وجده في غاية الحسن فحن إليه فؤاده وتعلق به قلبه وكان قد طبخ حب رمان مُحلى بلوز وسكر فأكلوا سواء فقال لهم حسن بدر الدين : أنستمونا كلوا هنيئاً مريئاً  

فقال : عجيب  لوالده أقعد كل معنا لعل الله يجمعنا بمن نريد  وحكى له حكايته وقال : يا عم حرق قلبى بفراق الأحباب والحبيب الذى فارقنى هو والدى وقد خرجت أنا وجدى نطوف عليه البلاد وكل أملى ان يجمع الله شملى به وبكى بكاء شديداً وبكا والده لبكائه وتذكر فرقة الأحباب وبعده عن والده ووالدته فحن له الخادم فبكى وأكلوا جميعاً إلى أن اكتفوا .

لقرأة باقى حكايات الف ليلة وليلة إضغط هنا 

أحمد البوهى

ليست هناك تعليقات: