حكاية الوزير نور الدين مع شمس الدين أخيه (٩)
تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة |
وأما ما كان من أمر العفريت فإنه قال للعفريتة قومى وادخلى تحت الشاب ودعينا نرجعه مكانه لئلا يدركنا الصبح فإن الوقت قريب فعند ذلك تقدمت العفريتة ودخلت تحته وهو نائم وأخذته وطارت به وهو على حاله بالملابس الداخلية وظلت العفريتة طائرة به والعفريت يحاذيها وضربت العفريت عاصفة رعدية فأحترق وسلمت العفريتة فانزلت بدر الدين في موضع ما أحرقت العاصفة العفريت ولم تتجاوزه به خوفا عليه وكان بالأمر المقدر ذلك الموضع فى دمشق بالشام فوضعته العفريتة على باب من أبوابها وطارت ، فلما طلع النهار وفتحت أبواب المدينة خرج الناس فوجدوا شابا مليحا بملابسه الداخلية والطاقية بلا عمامة وهو مما قاسى من السهر غرقان فى النوم فلما رآه الناس قالوا : يا بخت من كان هذا عقده فى هذه الليلة ويا ليته صبر حتى لبس حوائجه
وقال الآخر : مساكين أولاد الناس لعل هذا يكون فى هذه الساعة خرج من المسكرة لبعض شغله فقوى عليه السكر فتاه عن المكان الذى كان قصده حتى وصل إلى باب المدينة فوجده مغلقا فنام ههنا
وقد خاض الناس فيه بالكلام وإذا بالهوى هب على بدر الدين فرفع ذيله من فوق بطنه فبان من تحته بطن وسره محققة وسيقان وأفخاذ مثل البلور فصار الناس يتعجبون فانتبه حسن بدر الدين فوجد نفسه على باب مدينة وعليها ناس فتعجب وقال : أين أنا يا جماعة الخير وما سبب اجتماعكم على وما حكايتى معكم .
فقالوا : نحن رأيناك عند أذان الصبح ملقى على هذا الباب نائما ولا نعلم من أمرك غير هذا فأين كنت نائما هذه الليلة فقال حسن بدر الدين: والله يا جماعة إنى كنت نائما هذه الليلة فى مصر فقال واحد : هل أنت تأكل حشيشا
وقال بعضهم : أأنت مجنون كيف تكون بايتاً فى مصر وتصبح نائما فى مدينة دمشق
فقال لهم : والله يا جماعة الخير لم أكذب عليكم أبدا وأنا كنت البارحة بالليل فى ديار مصر وقبل البارحة كنت بالبصرة
فقال واحد : هذا شيء عجيب
وقال الآخر : هذا شاب مجنون
وصفقوا عليه بالكفوف وتحدث الناس مع بعضهم وقالوا : يا خسارة شبابه والله ما في جنونه خلاف ونحوها بأن قالوا له : إرجع لعقلك
فقال حسن بدر الدين: كنت البارحة عريسا فى ديار مصر فقالوا لعلك حلمت ورأيت هذا الذى تقول فى المنام فتحير حسن فى نفسه وقال: لهم والله ما هذا منام وأين السايس الأحدب الذى كان قاعداً عندنا والكيس الذهب الذى كان معى وأين ثيابى ثم قام ودخل المدينة ومشى في شوارعها وأسواقها فازدحمت عليه الناس وألفوه فدخل دكان طباخ وكان ذلك الطباخ رجلا مسرفا فتاب الله عليه من الحرام وفتح له دكان طباخ وكانوا أهل دمشق كلهم يخافون منه بسبب شدة بأسه ، فلما نظر الطباخ إلى حسن بدر الدين وشاهد حسنه وجماله وقعت فى قلبه محبته .
فقال : من أين أنت يا فتى فاحكى لى حكايتك فإنك صرت عندى أعز من نفسى
فحكى له ما جرى من المبتدأ إلى المنتهى
فقال له الطباخ : يا بدر الدين أعلم أن هذا أمر عجيب وحديث غريب ولكن يا ولدى اكتم ما معك حتى يفرج الله ما بك واقعد عندى فى هذا المكان وأنا ما لى ولد فأتخذك ولدى
فقال له بدر الدين : الأمر كما تريد يا عم
وعند ذلك نزل الطباخ إلى السوق واشترى لبدر الدين أقمشة مفتخرة وألبسه إياها وتوجه به إلى القاضى وأشهد على نفسه أنه ولده وقد اشتهر حسن بدر الدين فى مدينة دمشق أنه ولد الطباخ وقعد عنده فى الدكان يقبض الدراهم وقد استقر أمره عند الطباخ على هذه الحالة، هذا ما كان من أمر حسن بدر الدين .
وأما ما كان من أمر ست الحسن بنت عمه فإنها لما طلع الفجر وانتهت من النوم لم تجد حسن بدر الدين قاعدا عندها فاعتقدت أنه دخل المرحاض فجلست تنتظره ساعة وإذا بأبيها قد دخل عليها وهو مهموم مما جرى له من السلطان وكيف غصبه وزوج ابنته غصبا لأحد غلمانه الذى هو السايس الأحدب وقال فى نفسه سأقتل هذه البنت إن مكنت هذا الخبيث من نفسها فمشى إلى أن وصل إلى المخدع ووقف على بابه وقال : يا ست الحسن
فقالت له : نعم يا سيدي وخرجت وهي تتمايل من الفرح وقبلت الأرض بين يديه وازداد وجهها نوراً وجمالاً لعناقها لذلك الغزال فلما نظرها أبوها وهي بتلك الحالة قال لها أبوها : يا خبيثة هل أنت فرحانة بهذا السايس.
فلما سمعت ست الحسن كلام والدها تبسمت وقالت : يا الله ، يكفي ما جرى منك والناس يضحكون على ويعايرونى بهذا السايس الذى ما يجىء في إصبعى قلامة ظفر ، إن زوجى والله ما بت طول عمرى ليلة أحسن من ليلة البارحة التى بتها معه فلا تهزأ بى وتذكر لى ذلك الأحدب
فلما سمع والدها كلامها امتزج بالغضب وازرقت عيناه وقال لها : ويلك أى هذا الكلام الذى تقولينه إن السايس الأحدب قد يأت عندك فقالت : بالله عليك لا تذكره لى قبحه الله وقبح أباه فلا تكثر المزاح بذكره فما كان السايس إلا مكترى بعشرة دنانير وأخذ أجرته وراح وجئت أنا ودخلت المخدع فنظرت زوجى قاعداً بعدما جلتنى عليه المغنيات ونقط بالذهب الأحمر حتى أغنى الفقراء الحاضرين وقد بت في حضن زوجى الخفيف الروح صاحب العيون السود والحواجب المقرونة .
فلما سمع والدها هذا الكلام صار الضياء فى وجهه ظلاماً وقال لها : يا فاجرة ما هذا الذى تقولينه ؟ أين عقلك
فقالت له : يا أبت لقد بدأت أشعر بالملل لأى شىء تتغافل فهذا زوجى الذى أخذ وجهى قد دخل بيت الراحة
فقام والدها وهو متعجب ودخل بيت الخلاء فوجد السايس الأحدب ورأسه مغروز في الملاقى ورجلاه مرتفعة إلى فوق فبهت فيه الوزير وقال : أما هذا هو الأحدب فخاطبه فلم يرد عليه وظن الأحدب أنه العفريت .
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
الحكاية الأولى ( حكاية التاجر مع العفريت )
الحلقة الثامنة
الحلقة التاسعة
الحلقة العاشرة
الحلقة الحادية عشر
الحلقة الثانية عشر
الحلقة الثالثة عشر
الحلقة الرابعة عشر
الحلقة السادسة عشر
الحلقة السابعة عشر
الحلقة الثامنة عشر
الحلقة التاسعة عشر
الحلقة العشرين
الحلقة الواحد وعشرين
الحلقة الاثنين وعشرين
الحلقة الثالثة والعشرين
الحلقة الرابعة والعشرين
الحلقة الخامسة والعشرين
الحلقة السادسة والعشرين
الحلقة السابعة والعشرين
الحلقة التاسعة والعشرين
الحلقة الثلاثون
الحلقة الواحد وثلاثين
الحلقة الاثنين وثلاثين
الحلقة الثالثة والثلاثين
الحلقة الرابعة والثلاثين
الحلقة الخامسة والثلاثين
الحلقة السادسة والثلاثين
الحلقة الثامنة والثلاثين
الحلقة التاسعة والثلاثين
الحلقة الأربعين
الحلقة الواحد وأربعين
الحلقة الإثنين والأربعين
الحلقة الثالثة والأربعين
الحلقة الرابعة والأربعين
الحلقة الخامسة والأربعين
الحلقة السادسة والأربعين
الحلقة السابعة والأربعين
الحلقة الثامنة والأربعون
الحلقة التاسعة والأربعون
الحلقة الخمسون
الحلقة واحد وخمسين
الحلقة اثنين وخمسون
الحلقة الثالثة والخمسين
الحلقة الرابعة والخمسين
الحلقة الخامسة والخمسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق