الفن العاشر ( حكايات راوى ): تلخيص كتاب الف ليلة ليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة التسعون )
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

تلخيص كتاب الف ليلة ليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة التسعون )

حكاية الوزير نور الدين مع شمس الدين أخيه (١٣)

تلخيص كتاب الف ليلة وليلة

وبعد ذلك قاما وخرجا من دكان حسن بدر الدين فأحس أن روحه فارقت جسده وراحت معهم فما قدر أن يبتعد عنهم لحظة واحدة فقفل الدكان وتبعهم وهو لا يعلم أنه ولده وأسرع فى مشيه حتى لحقهم قبل أن يخرجوا من الباب الكبير فالتفت الطواشى وقال له : مالك يا طباخ فقال حسن بدر الدين : لما نزلتم من عندى كأن روحى خرجت من جسمى ولى حاجة فى المدينة خارج الباب فأردت أن أرافقكم حتى أقضى حاجتى وأرجع فغضب الطواشى وقال لعجيب : أن هذه أكلة مشؤومة وصارت علينا مكرمة وهاهو تابعنا من موضع إلى موضع فالتفت عجيب فرأى الطباخ فاغتاظ واحمر وجهه وقال للخادم : دعه يمشى فى طريق المسلمين فإذا خرجنا إلى خيامنا وخرج معنا وعرفنا أنه يتبعنا نطرده فأطرق رأسه ومشى والخادم وراءه فتبعهم حسن بدر الدين إلى ميدان الحصباء وقد قربوا من الخيام فالتفوا ورأوه خلفهم
فغضب عجيب وخاف من الطواشى أن يخبر جده فامتزج بالغضب مخافة أن يقولوا أنه دخل دكان الطباخ وأن الطباخ منعه فالتفت حتى صار عيناه فى عين أبيه وقد بقى جسداً بلا روح ورأى عجيب عينه كأنها عين خائن وربما كان ولد زنا فازداد غضباً فأخذ حجراً وضرب به والده فوقع الحجر على جبينه فبطحه فوقع حسن بدر الدين مغشياً عليه وسال الدم على وجهه وسار عجيب هو والخادم إلى الخيام وأما حسن بدر الدين فإنه لما أفاق مسح دمه وقطع قطعة من عمامته وعصب بها رأسه ولام نفسه وقال : أنا ظلمت الصبى حيث غلقت دكانى وتبعته حتى ظن أنى خائن ثم رجع إلى الدكان واشتغل ببيع طعامه وصار مشتاقاً إلى والدته التى فى البصرة ويبكى عليها وأنشد هذين البيتين :
لا تسأل الدهر إنصافاً لتظلمـه
فلست فيه ترى يا صاح إنصافا
خذ ما تيسر وأزوالهم نـاحـية
لا بد من كدر فيه وإن صافى
وبعدها استمر حسن بدر الدين  مشتغلاً يبيع طعامه وأما الوزير عمه فإنه أقام فى دمشق ثلاثة أيام ثم رحل متوجهاً إلى حمص فدخلها ثم رحل عنها وصار يفتش فى طريقه أينما حل وجهه فى سيره إلى أن وصل إلى ماردين والموصل وديار بكر ولم يزل سائراً إلى مدينة البصرة فدخلها فلما استقر به المنزل دخل إلى سلطانها واجتمع به فاحترمه وأكرم منزله وسأله عن سبب مجيئه فأخبره بقصته وأن أخاه الوزير على نور الدين فترحم عليه السلطان وقال : ايها الصاحب إنه كان وزيرى وكنت أحبه كثيراً وقد مات من مدة خمسة عشر عاماً وخلف ولداً وقد فقدناه ولم نطلع له على خبر غير أن أمه عندنا لأنها بنت وزيري الكبير
فلما سمع الوزير شمس الدين من الملك أن أم ابن أخيه طيبة فرح وقال يا ملك : إنى أريد أن أجتمع بها فإذن له في الحال وصار يمشى إلى أن وصل إلى قاعة زوجة أخيه أم حسن بدر الدين البصرى وكانت فى مدة غيبة ولدها قد لزمت البكاء والنحيب بالليل والنهار فلما طالت عليها المدة عملت لولدها قبراً من الرخام فى وسط القاعة وصارت تبكى عليه ليلاً ونهاراً ولا تنام إلا عند ذلك القبر فلما وصل إلى مسكنها سمع حسها فوقف خلف الباب فسمعها تنشد على القبر هذين البيتين :
بالله يا قبر هل زالت محاسـنـه
وهل تغير ذاك المنظر النضـر
يا قبر لا أنت بستان ولا فـلـك
فكيف يجمع فيك الغصن والقمر
فبينما هى كذلك وإذا بالوزير شمس الدين قد دخل عليها وسلم عليها وأعلمها أنه أخو زوجها وقد أخبرها بما جرى وكشف لها عن القصة وأن ابنها حسن بدر الدين بات عند ابنته ليلة كاملة ثم طلع عليه الصباح وقال لها : إن ابنتى حملت من ولدك وولدت ولداً وهو معى وإنه ولدك وولد ولدك من أخى فلما سمعت خبر ولدها وأنه حى ورأت أخا زوجها قامت إليه ووقعت على قدميه وقبلتهما وأنشدت هذين البيتين:
لله در مبشرى بقدومـهـم
فلقد أتى بأطايب المسموع
لو كان يقنع بالخليع وهبته
قلباً تقطع ساعة التـوديع
فأرسل الوزير  إلى عجيب ليحضره، فلما حضر قامت له جدته واعتنقته وبكت فقال لها شمس الدين : ما هذا وقت بكاء بل هذا وقت تجهزك للسفر معنا إلى ديار مصر عسى الله أن يجمع شملنا وشملك بولدك ابن أخى فقالت سمعاً وطاعة فقامت من وقتها وجمعت جميع أمتعتها وذخائرها وجواريها وتجهزت فى الحال ثم طلع الوزير شمس الدين إلى سلطان البصرة وودعه فبعث معه هدايا وتحفاً إلى سلطان مصر وسافر من وقته هو وزوجة أخيه ولم يزل سائراً حتى وصل إلى مدينة دمشق فنزل على القانون وضرب الخيام وقال لمن معه : إننا نقيم بدمشق جمعة إلى أن نشترى للسلطان هدايا وتحفاً . 

ليست هناك تعليقات: