تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة
حكاية الخياط والأحدب واليهودى والمباشر والنصرانى (٤)
محتويات
- الوالي يحقق فى أمر السرقة
- ماذا حدث في بيت الفتاة بعد عودته لدارها؟
- ماذا فعلت الفتاة بعد رؤية يده بلا كف؟
- ماذا الذي حدث بعد أن أعطته كل ماتملك؟
الوالي يحقق فى أمر السرقة
نكمل تلخيص. كتاب ألف ليلة وليلة، بغضب الوالي، فينادي على أتباعه، ويقول لهم: هاتوه، فأخذوني اليه،
والله ما كنت. لصاً يا أخا ثـقة.
ولم أكن سارقًا. يا أحسن الناس.
ولكن رمتني، صروف الدهر عن عجل.
فزاد همـي، ووسـواس إفـلاسـي.
وما رمـيت، ولـكـن الإلـه رمـى.
سهمًا فطير، تاج الملك عـن رأسـي.
ماذا حدث في بيت الفتاة بعد عودته لدارها؟
وتركني الجندي وانصرف، لحال سبيله، بعد أن أعطاني الكيس، وانصرفت. أنا أيضًا، ووجدت يدي في خرقة، فأبعدتها عني، وقد تغير حالي، واصفر لوني. مما حدث لي، فتمشيت إلى القاعة، وأنا على اترنح، ورميت جسدي. على الفراش، فنظرنت لي الفتاة. وقد تغير لوني، فقالت لي: ما الذى يؤلمك، ولماذا أرى حالتك. قد تغيرت؟
فقلت لها: رأسي تؤلمني، وما أنا بطيب، فاغتاظت، وتحيرت من أجلي، وقالت: لا تحرق قلبي. يا سيدي عليك، اجلس وارفع رأسك. وحدثني بما حدث لك اليوم. فلقد رأيت في وجهك. كلام كثير فحدثني بما حصل لك.
فقلت: اتركينى. فلا أستطيع الكلام، الكلام، فبكت وظلت تحدثني، وأنا لا أرد عليها، حتى أتى الليل، فأحضرت لي الطعام، فامتنعت، وخفت. أن تراني أستعمل. يدي اليسرى فى الأكل، فقلت: لا أشتهي الطعام. في مثل هذه الساعة، فقالت: قل لي ما حدث لك اليوم، ولماذا أراك مهمومًا. مكسور البال، والقلب هكذا؟
فقلت: أفي هذه الساعة. أكلمك عن همي؟
فقدمت لي الشراب، وقالت: اشرب. فإنه سيزيل همك، فلا بد وأن تشرب، وتقول لي، ماحدث لك.
فقلت لها: إن كان ولا بد. فاسقيني بيدك، فملأت القدح وشربته، ثم ملأته، وأعطتني إياه. فأخذته منها، بيدي اليسرى، وفرت الدموع من عيني، وأنشدت هذه الأبيات من الشعر:
إذا أراد الله. أمـراً لأمـرئ.
وكان ذا عقل، وسمع وبصر.
أصم أذنيه، وأعمى قـلـبـه.
وسل منه، عقله سل الشعر.
حتى إذا أنفذ. فيه حكـمـه.
رد إليه عقله، لـيعـتـبـر.
فلما انهيت شعري، أخذت القدح بيدي اليسرى، وبكيت، فلما رأتني وانا أبكي، صرخت صرخة عالية، وقالت: لماذا تبكي، قد أحرقت قلبي، ولماذا أخذت القدح. بيدك اليسرى؟
فقلت لها: إن بيدي حبة، فقالت أخرج يدك. حتى افقعها لك.
فقلت: هذا ليس وقت فقعها، فلا تلحي علي، فلن أخرجها. في هذه الساعة، وشربت القدح، وظلت تسقيني حتى غلبني السكر، فنمت في مكاني.
ماذا فعلت الفتاة. بعد رؤية يده. بلا كف؟
فرأت يدي. بلا كف، ففتشتني، فرأت معي الكيس. الذي فيه الذهب، فحزنت حزنًا شديدًا، حزن لا يتحمله أحد، وظلت تتألم بسببي، حتى أقبل الصباح، فلما أفقت من نومي، وجدتها قد هيأت لي. أكل مسلوق، وقدمته لي، وكان الأكل عبارة. أربعة من الدجاج، وسقتني قدح شراب، فأكلت وشربت، ووضعت الكيس، وهممت أن اخرج، فقالت: أين تذهب الآن؟
فقلت لها: إلى مكان كذا. للتخلص من بعض الهم، وازيحه عن قلبي.
فقالت: لا تذهب، ولكن اجلس بجواري، فجلست.
وقالت لي: وهل بلغت محبتك لي؟ إلى درجة أنك صرفت. جميع مالك علي، وخسرت يدك بسببي، فأشهدك علي، والشاهد هو الله، أني لن أفارقك ابدًا، وسوف ترى صحة ما أقول، ولعل الله قد استجاب لدعوتي. بزواجي منك، وأرسلت الي الشهود فحضروا، فقالت لهم: اكتبوا كتابي على هذا الشاب، واشهدوا على أني قد قبضت المهر، فكتبوا كتابي عليها، ثم قالت: اشهدوا. أن كل مالي. الموجود في هذا الصندوق، وكل ما أملك من المماليك، والجواري. ملك لهذا الشاب، فشهدوا عليها، وقبلت أنا هذا العرض، وانصرفوا بعدما اعطتهم الأجرة.
وأخذتني من يدي، ووقفنا أمام خزانة، وفتحت صندوقًا كبيرًا، وقالت لي: انظر إلى مافي هذا الصندوق، فنظرت فوجدته ممتلئ بالمناديل، فقالت: هذا هو مالك، الذي أخذته منك، واعلم انه كلما أعطيتني. منديلًا فيه خمسون دينارًا. كنت ألقيه وأرميه هنا في هذا الصندوق، فخذ مالك. فلقد رده الله عليك، وأنت اليوم عزيز. فقد جرى عليك القضاء بسببي. حتى خسرت يدك اليمنى، وأنا لا أستطيع ان اكافئك، ولو بذلت كل عمري، كان هذا قليلًا عليك، وقالت لي: استلم مالك، فاستلمته، ونقلت ما كان في صندوقها إلى صندوقي، وجمعت. مالها إلى مالي الذي كنت أعطيته لها، وفرح قلبي، وزال همي، قمت قبلتها، وسكرت معها.
فقالت: لقد خسرت كل مالك، ويدك في محبتي، فكيف أقدر على مكافأتك؟ والله لو أعطيتك عمري كله في محبتك. لكان هذا قليل، وما استطعت أن أقوم. بواجب حقك علي، وبعدها كتبت لي. كل ما تملك من ثيابها التى تملكها، ومصاغها، وكل أملاكها، بحجة، ولم تنام تلك الليلة. إلا وهي مهمومة من أجلي، حين قصصت لها ما وقع لي، ونمت معها.
ماذا الذي حدث. بعد أن أعطته كل ماتملك؟
واستمر الحال. بيننا على هذا، أقل من شهر، وأشتد بها الضعف، وزاد عليها المرض، ولم تمكث سوى خمسين يومًا. ثم ماتت، فجهزتها ودفنتها، وعملت لها ختمات، وتصدقت عليها بكمية من المال، ثم عدت من التربة، فرأيت لها مالاً جزيلًا، وأملاكًا وعقارات، ومن جملة ذلك تلك المخازن من السمسم. التي بعت لك منها، ذلك المخزن، وما انشغالي عنك كل هذه المدة. إلا لأني بعت بقية المحاصيل، وحتى الآن. لم انتهي من قبض الثمن، فأرجو منك أنك لا تخالفني فيما أقوله لك، لأني أكلت زادك. فقد وهبتك ثمن السمسم الذي عندك، فهذا سبب أكلي بيدي الشمال.
فقلت له: لقد أحسنت إلي، وتفضلت علي.
فقال لي: لا بد. أن ترجع معي إلى بلادي، فلقد اشتريت متجرًا مصريًا واسكندرانيًا، فهل ستصاحبني. فى هذه الرحلة؟
فقلت: نعم، وواعدته على رأس الشهر، وبعت كل ما أملك، واشتريت به متجرًا، وسافرت أنا، وهذا الشاب إلى هذه البلاد، التي هي بلادكم، فباع الشاب متجره، واشترى متجرًا. بدلا منه من بلادكم، ومضى إلى الديار المصرية، وكان نصيبي من جلوسي هذه الليلة، وما حصل لي في غربتي، فهذا يا ملك الزمان. ما هو أعجب من حديث الأحدب، فقال الملك: لا بد من شنقكم كلكم.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
سنكمل تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة في الحلقات القادمة إن شاء الله:
اقرأ باقى حكايات الف ليلة وليلة
- حكاية الملك شهريار وأخيه الملك شاه زمان
- الحكاية الأولى ( حكاية التاجر مع العفريت )
- الحكاية الثانية ( حكاية الصياد مع العفريت )
- الحكاية الثالثة ( حكاية الحمال مع البنات )
- الحكاية الرابعة حكاية الوزير شمس الدين مع أخيه نور الدين
- الحكاية الخامسة (حكاية الخياط والأحدب واليهودى والمباشر والنصرانى)
أحمد البوهي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق