حكاية التاجر مع العفريت(٨)

الليلة الثالثة

تقول أختها دنيازاد : أتمى لنا حكايتك

فتقول شهرزاد : حباً وكرامة بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد أن التاجر شكر الشيوخ على ما فعلوه معه وهنأه الشيوخ على سلامته وعاد كل واحد إلى بلده وما هذه بأعجب من حكاية الصياد .

يقول شهرزاد : وماهى حكاية الصياد ؟

حكاية الصياد مع العفريت(١)

قالت : بلغنى أيها الملك السعيد أن رجل صياد كبير فى السن فقير وله زوجة وثلاثة أولاد كان من عادته ان يرمى الشبكة كل يوم أربع مرات لاغير وفى يوم من الأيام ذهب فى وقت الظهيرة ليصطاد ووضع مقطفه وألقى بشبكته فى الماء وأنتظر فترة ثم سحبها فوجدها ثقيلة ولم يستطيع شدها فعاد بطرفها إلى الشط ودق وتداً وربط طرف الشبكة به ثم خلع ملابسه ونزل فى الماء وطاف حول الشبكة ليتمكن من الإمساك بها ثم سحبها حتى وصل إلى الشط فوجد بها حمار ميت فلما وجده حزن وقال : لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم أن هذا لرزق عجيب ثم أنشد :

يا خائضاً فى ظلام الليل والهلكة
أقصر عناك فليس الرزق بالحركة

وخلص الحمار الميت من الشبكة ثم عصرها ونشرها لتجف وبعد ان جفت أخذها ونزل إلى الماء وقال بسم الله رماها فى الماء وأنتظر فترة ثم سحبها فوجدها أثقل من المرة السابقة فأعتقد أنه سمك ففعل مثلما فعل فى المرة السابقة فوجد بها زيراً كبيراً ممتلئ برمل وطين فحزن وأنشد :

ياحرقة الدهر كفى

ان لم تكفى فعى

فلا بحظى أُعطى

ولابصنعة كفى

خرجت أطلب رزقى

وجدت رزقى تَوَّفى

كم جاهل فى ظهور وعالم متخفى

ورمى الزير وعصر شبكته ونظفها ثم أستغفر الله وعاد إلى البحر ورمى شبكته فى الماء وأنتظر فترة ثم سحبها فوجد بها شقافة وقوارير فأنشد:

هو الرزق لاحل لديك ولا ربط

ولا قلم يجدى عليك ولاخط

ثم رفع رأسه للسماء وقال : اللهم انك تعلم أنى لا أرمى شبكتى إلا أربع مرات ولم يبقى لى إلا مرة واحدة وقال بسم الله ورمى الشبكة فى الماء .

حكاية الملك شهريار وأخيه الملك شاه زمان