الفن العاشر ( حكايات راوى ): تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة السابعة والثلاثين )
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة السابعة والثلاثين )

حكاية الحمال مع البنات(١)

الف ليلة وليلة ١٧
تبدأ شهرزاد فى سرد قصة الحمال وتقول : كان هناك حمال أعزب يعيش فى بغداد وفى يوم من الأيام وهو فى السوق يجلس على قفصه جائته فتاة ملتفة بإزار موصلى من الحرير مزركش بالذهب وحاشيتاه من القصب ورفعت قناعها فبان ما تحته من عيون سود بأهداب وأجفان وهى ناعمة الأطراف كاملة الأوصاف .
وقالت له بحلاوة ألفاظها هات قفصك وإتبعنى فحمل قفصه وتبعها على الفور  حتى وصلت الى دار وطرقت بابها  فخرج رجل فأعطته ديناراً وأخذت منه مقداراً من الزيتون ووضعته فى القفص الذى يحمله وقالت له : إتبعنى 
فقال لها : والله هذا نهار مبارك وتبعهاحتى وصلت عند دكان فكهانى فإشترت منه تفاحاً شامياً وسفرجلاً عثمانية وخوخاً عمانياً وياسميناً حلبياً وبنوفراده شقياً وخياراً نيلياً وليموناً مصرياً وتمرحنا وشقائق النعمان وبنفسجاً ووضعت كل هذا فى قفص الحمال وقالت له : إحمل فحمل القفص وتبعها  حتى وصلت إلى جزار وقالت له: اقطع عشرة أرطال لحمة فقطع لها، ولفت اللحم في ورق موز ووضعته في القفص وقالت له: احمل يا حمال فحمل وتبعها، ثم وصلت الى محل النقلى وأخذت من سائر النقل وقالت للحمال: احمل واتبعنى فحمل القفص وتبعها إلى أن وصلت الى دكان الحلواني واشترت طبقاً وملأته جميع ما عنده من مشبك وقطايف وميمونة وأمشاط وأصابع ولقيمات القاضي ووضعت جميع أنواع الحلاوة في الطبق ووضعته في القفص . 
فقال الحمال: لو أعلمتنى لجئت معى ببغل تحمل عليه هذه الأشياء كلها فتبسمت ثم ذهبت الى محل العطار واشترت منه عشرة مياه ماء ورد وماء زهر وخلافه وأخذت قدراً من السكر وأخذت مرش ماء ورد  وحصى لبان دكر وعودا عنبر ومسكاً وأخذت شمعاً اسكندرانياً ووضعت الجميع في القفص وقالت للحمال: احمل قفصك واتبعنى ، فحمل القفص وتبعها إلى أن أتت داراً مليحة وقدامها رحبة فسيحة وهى عالية البنيان مشيدة الأركان بابها صنع من الأبنوس مصفح بصفائح الذهب الأحمر، فوقفت الصبية على الباب ودقت دقاً لطيفاً وإذا بالباب انفتح بشفتيه فنظر الحمال إلى من فتح لها الباب فوجدها صبية رشيقة القد قاعدة النهد ذات حسن وجمال وجبين كغرة الهلال وعيون كعيون الغزلان وحواجب كالهلال وخدود كشقائق النعمان وفم كخاتم سليمان ووجه كالبدر فى الإشراق فلما نظر لها الحمال سلبته عقله وكاد أن يقع القفص من فوق رأسه ثم قال : لم أرى  فى عمرى كله أفضل من هذا النهار .




أحمد البوهى 

       

ليست هناك تعليقات: