حكاية التاجر مع العفريت(١)

وبعد أن ترك أهله وبلده رغم أنفه حزيناً ذهب الى نفس البستان الذى قابل فيه الجنى وجلس فيه يبكى حاله وكان هذا اليوم هو أول يوم فى السنة الجديدة .
وأثناء جلوسه فى هذه الحالة اقترب منه شيخ كبير معه غزالة مسلسلة بسلاسل وسلم عليه وسأله عن سبب جلوسه فى هذا المكان وحيداً وهو مأوى للجن والعفاريت فأخبره التاجر بما جرى له مع العفريت وسبب جلوسه فى هذا المكان فتعجب الشيخ من فعله وقال له : والله يا أخى ما دينك إلا دين عظيم وحكايتك لحكاية عجيبة ويجب أن تكتب بحروف من ذهب لمن يعتبر وجلس الشيخ بجواره وقال : والله لن أترك حتى أرى ما سيحدث لك مع هذا العفريت وظل يتحدث معه حتى أغشى عليه من الخوف والفزع والهم والغم والتفكير فيما سيحدث له من العفريت وأثناء جلوسهما على هذ الحال جائهما شيخ آخر ومعه كلبتان سلاقيتان من الكلاب السود فسلم عليهما وسألهم عن سبب جلوسهما فى هذا المكان وهو مأوى للجن فأخبراه بالقصة من أولها إلى أخرها وبعد أن أنهيا القصة جائهم شيخ آخر ومعه بغلة زرزورية وسلم عليهم وسألهم عن سبب وجودهم فى هذا المكان فحكوا له القصة من أولها إلى أخرها وفى تلك الأثناء هاجت الريح وامتلأت بالغبار وبعد أن انكشف الغبار ظهر الجنى وبيده سيف مسلول وعيونه ترمى بالشرر وأقترب منهم وجذب التاجر من بينهم وقال : قم حتى أقتلك مثل ما قتلت ولدى فبكى الشيخ وانتحب وكذلك بكى الثلاثة شيوخ معه انتخبوا .

وقبل أن يقتله أقترب الشيخ الأول صاحب الغزالة من العفريت وقبل يده وقال له : يا أيها الجنى تاج ملوك الجان هل اذا ما حكيت لك حكايتى مع هذه الغزالة ورأيتها عجيبة أن تهب لى ثلث دم هذا الرجل ؟

قال : نعم أيها الشيخ لو رأيتها عجيبة بالفعل بعد أن تحكيها لى ساهبك ثلث دمه

فبدأ الشيخ يحكى حكايته مع الغزالة التى معه والعفريت يسمع ما يقول بانتباه شديد .

حكاية الملك شهريار وأخيه الملك شاه زمان