حكايات الملك شهريار وأخيه الملك شاه زمان (٢)
وبعد خروج أخوه للصيد جلس بجوار شبابيك تطل على البستان فى القصر يتأمل فى البستان لعله يخرج مما هو فيه .
وفى تلك الأثناء يرى باب القصر يفتح ويخرج منه جوارى وعبيد وزوجته أخيه فى وسطهم تسير وكانت فى غاية الحسن والجمال وأتجهوا إلى الفسقية فجلست معهم عل الفسقية ونادت على أحد العبيد وخانت شهريار معه وفعل ولما رأى أخو شهريار هذا المشهد قال : والله ان لبيتى أخف من من هذه البلية وكان هذا سبب فى التخفيف عليه من الهم والغم وقال : هذا أعظم مما جرى لى وبدأ يأكل ويشرب وعندما عاد أخوه وجده يأكل ويشرب بشهية وقد رد لونه وأحمر وجهه فتعجب شهريار من أمر أخيه وسأله : لقد تركتك مصفر الوجه لا تأكل الا قليلا وبعد عودتى أجدك قد أحمر وجهك وتأكل بشهية مفتوحة فأخبرني بحالك حتى أطمئن عليك ؟
فقال له: سأذكر لك سبب اصفرار وجهى وقلة أكلى أما سبب رجوع لحالتى فلن أذكره لك
فقال له شهريار : فما هو سبب إصفرار وجهك ؟
فقل له أخوه : عندما أرسلت لى لكى أحضر إليك لأزورك وبعد خروج من القصر تذكرت الخرزة التى كنت أحضرها لك فعدت إلى قصرى فوجدت زوجتى تخوننى مع عبد أسود فقتلتهما وجئت إليك
وبعد أن سمع شهريار حكايته أصر على أن يعرف سبب عودته لحالته احكى له ما رأى فى بستان قصره فطلب شهريار منه أن يرى بنفسه فقال له شاه زمان : أعلن أنك خارج للصيد مرة أخرى وأختبئ عندى وراقبها من الشباك وسترى ما قلته لك .
فأعلن شهريار أنه سيذهب فى رحلة الصيد مرة أخرى وجهز للسفر وخرج من القصر وتوقف الرحلة على أبواب المدينة وعاد إلى قصره متخفيا وجلس بجوار الشباك ساعة وبعدها رأى ما قاله له أخيه فأسودت الدنيا فى عينيه وقال لأخيه هيا نترك القصر والملك ونرحل ونرى هل حصل لغيرنا ما حصل لنا ام لا فوافق أخوه وخرجا من باب سريٌّ بالقصر .
الحلقة الأولى
الحلقة الثالثة
الحلقة الرابعة
الحلقة الخامسة
الحلقة السادسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق