تلخيص كتاب حى بن يقظان ( الحلقة الثانية عشر )
تلخيص كتاب حى بن يقظان |
بعد أن فتح قلب الحيوان وشاهد البخار الحار بداخله وأعتقد أن هذا البخار الحار هو ما يحرك الحيوان .
تحركت فى نفسه الشهوة للبحث عن باقى أعضاء الحيوان وترتيبها وأوضاعها وكمياتها وكيفية إرتباطها ببعضها البعض وكيف تستمد من هذا البخار الحار الحياة لكى تحافظ على بقائها؟ وكيف يبقى هذا البخار هذه المدة التى يبقاها فى جسم الحيوان ؟ ومن أين يستمد بقائه ؟ وكيف لا تنفذ حرارته ؟
فقرر أن يقوم بترشيح الحيوانات الأحياء والأموات ، وظل يمعن النظر ويفكر بعمق فيها حتى بلغ فى ذلك مبلغ كبار العلماء فى علم الأحياء ، وتبين له أن كل شخصٍ من كل أشخاص الحيوان ان كان كثيراً بأعضائه وتفنُّن حواسه وحركاته فإنه واحد بذلك الروح الذى مبدأه من قرارٍ واحد على الرغم من انقسامه فى سائر الأعضاء المنبعث منها هذه الروح وأن جميع هذه الأعضاء انما خادمة له أو مؤدية عنه وأن مهمة الروح بالنسبة للجسد كمن يحارب الأعداء بالسلاح التام فيصيد جميع صيد البر والبحر وفى سبيل ذلك يُعِد لكل حيوان ألة يصطاده بها فالألة التى يصطاد بها حيوان البر غير التى يصطاد بها حيوان البحر .
فايقن أن الروح الحيوانى واحد فإذا عمل بألة العين كان فعله الإبصار وإذا عمل بألة الأنف كان فعله الشم وإذا عمل بألة اللسان كان فعله التذوق وإذا عمل بألة الجلد كان فعله اللمس وإذا عمل بعضو التحرك كان فعله الحركة وإذا عمل بعضو الكبد كان فعله غذاء وهكذا كالصياد الذى يصطاد ولكن تتنوع ألاته على حسب ما يصطاده رغم إنه هو نفس الصياد.
أحمد البوهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق