قصة كليلة ودمنة فى العصر الحديث
باب جماعة الجاموس والبقر والذئاب
الحلقة الأولي
قال د.سليم لميديا الفيلسوف : إضرب لى مثلًا عن أسباب العيش في سلام، ومودة بين المتنافسين.
حكاية الجاموس والبقر والذئاب
فقال ميديا لد.سليم: كان يعيش في جزيرة كثيرة المرعى، مجموعة من البقر الوحشى، والجاموس الوحشى، والذئاب، وكانت جماعة الجاموس والبقر يذهبوا للمرعى، كل يوم ليأكلا معًا من المرعى، ولكن في يوم من الأيام، اجتمع زعيم الجاموس الوحشى مع جماعته. وقال لهم: لماذا نترك جماعة البقر يأكلون معنا، من هذا المرعى، لابد أن نمنعهم من الغد من دخول المرعى. ليصبح هذا المرعى ملكٌ لنا، ولأولادنا وأحفادنا من بعدنا.
فقال أحدهم للزعيم: وكيف يكون ذلك؟
فقال له الزعيم سنذهب مبكراً، للمرعى لنأكل ونشبع، وعندما تأتى جماعة البقر نضربها ونمنعها من دخول المرعى، ونفعل هذا كل يوم. حتى تيأس جماعة البقر من دخول المرعى. ويصبح المرعى ملكًا لنا كما قلت لكم، فوافقت كل جماعة الجاموس بهذا الاقتراح، وهتفوا للزعيم، إلا وزيره الذى أبدى عدم ترحيبه بهذه الفكرة.
نشوب المعركة بين الجماعتين
وفي اليوم التالى:
نفذت جماعة الجاموس الخطة، التى وضعها الزعيم. وعندما جاءت جماعة البقر منعوهم، فنشبت بينهم معركة كبيرة.
دور زعيم الذئاب في المعركة
فتدخل زعيم الذئاب بينهم، وهو يتظاهر أنه يريد الصلح بينهم، وانهاء الخلاف، وذهب لزعيم البقر، ليعرف سبب الخلاف الذى أدى إلى هذه المعركة الدامية.
فقال له زعيم البقر: إن الجاموس الوحشى، قد حاول منعهم من دخول المرعى، فدارت هذه المعركة بينهم.
فقال زعيم الذئاب فى خبث: انهم مخطئون. وانتم على حق، وسوف أذهب لزعيم الجاموس لأقنعه. بعدم منع أفراد قطيعه. من منع أفراد قطيعك من دخول المرعى.
ويذهب زعيم الذئاب إلى زعيم الجاموس. متظاهراً انه لا يعرف سبب خلافهم مع جماعة البقر، ويقول له فى خبث: ماهو سبب المعركة التى دارت بينكم وبين جماعة البقر؟
فقال زعيم الجاموس: هذه الأرض ملكٌ لنا، ولن نسمح لجماعة البقر بدخولها بعد اليوم.
فقال زعيم الذئاب: معك حق. وسوف أذهب لزعيم البقر. لأقنعه بان تلك الأرض ملك لكم من قديم الأزل، ولا يحق لهم دخولها والأكل منها. واستمر الحال على هذا الوضع. لمدة سنة كاملة، حيث يتظاهر زعيم الذئاب. انه يحاول أن يقرب بين القطيعين، وهو فى الحقيقة. يزيد نار المعركة التى تدور بينهما اشتعالاً.
سنكمل باقي كليلة ودمنة فى العصر الحديث في الأجزاء التالية:
أحمد البوهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق