كليلة ودمنة فى العصر الحديث
باب الفيل هريدى وصديقه صميدة والفأر شيخون
الحلقة الأولى
![]() |
يقول د.سليم لميديا الفيلسوف: أضرب لى مثلًا عن عدم التسرع فى اتخاذ القرارات المصيرية، والتفكير بهدوء وحكمة، حتى لايقع من يتخذ القرار فى خطأٍ يندم عليه ماتبقى من عمره.
فصة الفيل هريدى وصديقه صميدة والفأر شيخون
يقول ميديا الفيلسوف: فى أحد الغابات كان يعيش فيلان الأول إسمه هريدى، والآخر إسمه صميدة ولقد جمع بينهما علاقة صداقة قوية جعلتهما لايفترقان معظم الوقت.
وكان يقطن فى تلك الغابة فأرًا إسمه شيخون، في أحد الجحور الصغيرة وكان كلما مر الفيلان عليه بحجمهما الضخم شعر بضآلة نفسه، وحقارته فحقد عليهما وكرههما، وتمنى أن لا يراهما في تلك الغابة أبدًا.
خطة الفأر للوقيعة بين الفيلان
وفي أحد الأيام وبسبب كراهيته لهما قرر أن يجد حيلة للوقيعة بينهما ليقتتلا، ويقضى كلًا منهما على الآخر فيتخلص منهما، ويتخلص من شعوره بالحقارة أمامهما.
وبعد تفكير طويل توصل لحيلة حقيرة مثله، وبدأ فى تنفيذها على الفور، وذهب إلى الفيل هريدى ليلًا بعد أن ترك صديقه وعاد لداره ليرتاح، وقال له: أراك تقضى معظم الوقت مع عدوك اللدود، وانت لا تدرى بذلك
فقال له هريدى: انا ليس لى أعداء فى تلك الغابة
فقال له الفأر: أنت تقول هذا لأنك طيب، ولاتحمل فى قلبك شرٌ لأحد، فانت لا تدرى ان صديقك الذى تلازمه معظم وقتك يحاول بكل الطرق التخلص منك والقضاء عليك
فيتعجب الفيل ويقول له: صميدة صديقى ولماذا يحاول التخلص مني؟ ونحن أصدقاء لا نفترق معظم الوقت
فيقول الفأر: ليصبح هو سيد تلك الغابة بما يمتلكه من حجم كبير يجعله مهابًا فيها، ولا أحد يمتلك هذا الحجم غيرك كما تعلم
فيقول الفيل: وهل تعتقد إنى من الممكن أن أصدقك، وأشك فى صديق عمري؟
فيقول الفأر له: أعرف أنك لن تصدقني إلا إذا أعطيتك دليل يؤكد كلامي
دليل الفأر على صدق كلامه
فيقول الفيل: نعم بكل تأكيد
فيقول له الفأر: لقد طلب منى صديقك صميدة أن أذهب إليه غدًا فى الصباح الباكر قبل أن تلتقيا معًا ليعطنى شوكة مسمومة، وأن أستغل صغر حجمى وانتظرك حتى تمر من أمام جحري لوضعها فى طريقك فتدوس عليها فتموت فى الحال مسمومًا، وإن كنت تريد أن تتأكد إتبعنى صباحًا. وأنا ذاهب إليه ليعطنى الشوكة المسمومة
فيقول الفيل له: وما المقابل الذى سيعطيه لك لتنفذ له هذه الخدمة
فيقول الفأر: أن يعطيني الأمان، والا يتعرض لى بالأذي، وان رفضت سيدوس علىَّ بقدمه ويقتلنى، ولكن ضميرى لا يسمح لى بأن أقوم بإيذاء أحد لم يتعرض لى بأذى.
سنكمل باقي كليلة ودمنة فى العصر الحديث في الأجزاء التالية:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق