الفن العاشر ( حكايات راوى ): تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة الواحد وتسعين )
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة الواحد وتسعين )

حكاية الوزير نور الدين مع شمس الدين أخيه (١٤)

تلخيص كتاب الف ليلة وليلة

ثم قال عجيب الطواشى: يا غلام إنى اشتقت إلى الفرجة فقم بنا ننزل إلى سوق دمشق لنرى أحوالها وننظر ما جرى لذاك الطباخ الذى كنا أكلنا طعامه وشججنا رأسه مع أنه قد كان أحسن إلينا ونحن أسأنا إليه

فقال الطواشى : سمعاً وطاعة 

 وخرج عجيباً من الخيام هو والطواشى وحركته القرابة إلى التوجه لوالده ودخل مدينة دمشق ومشيا إلى أن وصلا إلى دكان الطباخ فوجداه واقفاً فى الدكان وكان ذلك قبل العصر وقد وافق الأمر أنه طبخ حب رمان فلما اقتربا منه ونظره عجيب حن قلبه اليه ونظر إلى أثر الضربة بالحجر في جبينه فقال: السلام عليك يا هذا اعلم أن خاطرى عندك 

فلما نظر إليه حسن بدر الدين تعلقت أحشاؤه به وخفق فؤاده عليه وأطرق برأسه إلى الأرض وأراد أن يدير لسانه فى فمه فما قدر على ذلك ثم رفع رأسه إلى ولده خاضعاً متدللاً وأنشد هذه الأبيات:

تمنيت من أهوى فلـمـا رأيتـه

ذهلت فلم أملك لساناً ولا طرفـا

وأطرقت إجلالاً لـه ومـهـابة

وحاولت إخفاء الذى بى فلم يخف

وكنت معداً للعتاب صـحـائفـاً

فلما اجتمعنا ما وجدت ولاحرفا

ثم قال لهما : اجبرا قلبى وكلا من طعامى فو الله ما نظرت إليك أيها الغلام إلا حن قلبى إليك وما كنت تبعتك إلا وأنا بغير عقل 

فقال عجيب : والله إنك محب لنا ونحن أكلنا عندك لقمة فلازمتنا عقبها وأردت أن تهتكنا ونحن لا نأكل لك أكلاً إلا بشرط أن تحلف أنك لا تخرج وراءنا ولا تتبعنا وإلا لا نعود إليك من وقتنا هذا فنحن مقيمون فى هذه المدينة جمعة حتى يأخذ جدى هدايا للملك 

فقال بدر الدين : لكم على ذلك 

فدخل عجيب هو والخادم فى الدكان فقدم لهما زبدية ممتلئة حب رمان 

فقال عجيب : كل معنا لعل الله يفرج عنا ففرح حسن بدر الدين وأكل معهم حتى امتلأت بطونهما وشبعا على خلاف عادتهما ثم انصرفا وأسرعا فى مشيهما حتى وصلا إلى خيامهما ودخل عجيب على جدته أم والده حسن بدر الدين فقبلته وتذكرت حسن بدر الدين فتنهدت وبكت ثم أنها أنشدت هذين البيتين :

لو لم أرى بأن الشمل يجـتـمـع

ما كان لى فى حياتى بعدكم طمع

أقسمت ما فى فؤادى غير حبكـم

والله ربى على الأسرار مطلع

ثم قالت لعجيب : يا ولدى أين كنت 

قال : فى مدينة دمشق فعند ذلك قامت وقدمت له زبدية من حب الرمان وكان قليل الحلاوة وقالت للخادم اقعد مع سيدك فقال الخادم فى نفسه والله ما لنا شهية فى الأكل ثم جلس الخادم وأما عجيب فإنه لما جلس كان بطنه ممتلئاً بما أكل وشرب فأخذ لقمة وغمسها في حب الرمان وأكلها فوجده قليل الحلاوة لأنه شبعاناً فتضجر وقال: أى شىء هذا الطعام الوحش 

فقالت جدته : يا ولدي أتعيب طبيخى وأنا طبخته ولا أحد يحسن الطبيخ مثلى إلا والدك حسن بدر الدين

فقال عجيب : والله يا سيدتى إن طبيخك هذا غير متقن نحن في هذه الساعة رأينا في المدينة طباخاً طبخ رمان ولكن رائحته ينفتح لها القلب وأما طعامه فإنه يشتهي نفس المتخوم أن يأكل وأما طعامك بالنسبة اليه فإنه لا يساوي كثيراً ولا قليلاً فلما سمعت جدته كلامه اغتاظت غيظاً شديداً، ونظرت إلى الخادم .

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

لقرأة باقى حكايات الف ليلة وليلة إضغط هنا  

 الحكاية الرابعة حكاية الوزير شمس الدين مع أخيه نور الدين

أحمد البوهى


ليست هناك تعليقات: