تلخيص كتاب أخبار الحمقي والمغفلين

الباب السابع عشر

فى ذكر المغفلين من الأعراب

جاء اعرابى إلى البصرة ليزور بعض أقاربه فأهدوه ثوباً فذهب به إلى الخياط فقطعه الخياط ليصنع منه جلباباً فقال له الاعرابى : لماذا قطعت ثوبى

فقال له : لن استطيع أن أصنع لك منه ثوبا إلا اذا قطعته

فضربه بعصا كانت معه على رأسه وعندما حاول الخياط الهروب منه جرى خلفه يريد أن يضربه أكثر لأنه قطع الثوب الذى أعطاه له .

رأى أحد الأشخاص اعرابي يضرب أمه فقال له : لما تضربها وهى أمك

قال : اريدها ان تنشأ على أدبى .

قالت زوجة اعرابى له : والله لو سافرت مع القوم غدا لسوف آخذ قماشهم وصوفهم وأغسله ثم أبيعه فى الأسواق واشترى جملاً فتياً وأسافر معهم

فقال لها : اتتركينى وابنى فى العراء وتسافرين

قالت : اى والله

فضربها وعندما رأت أمها انه يضربها قالت بصوت عالى : لماذا تضرب ابنتى

فاجتمع أهل الحى على صراخها وعندما علموا السبب قالوا لهم : ويحكم اتتشاجرون والقوم لم يرحلوا بعد .

خرج مجموعة من الأعراب وأثناء سيرهم هبت ريح عاصفة جعلتهم يعتقدون ان نهايتهم قد اقتربت فقرر كل واحد منهم ان يعتق عبداً مملوكاً له وكان بينهم رجل فقير لا يمتلك شيئاً فقال : اللهم لا مملوك لى أعتقه ولهذا فانى اطلق امرأتى بالثلاثة لوجهك .
كان اعرابى يدعو : اللهم اغفر لى وحدى فقالوا له : أدعو لكل الناس أفضل
فقال : أكره أن أثقل على ربى .
كان لأحد المغفلين من الإعراب حمار فمرض الحمار فنذر ان تعافى الحمار من مرضه ان يصوم عشرة أيام فلما تعافى الحمار صام العشرة أيام وبعد أن صامهم مات الحمار فقال : لقد اقترب رمضان ولسوف أفطر عشرة أيام منه بدل التى صومتها .
كان اعرابى يصلى فمدحه بعض الموجودين بالمسجد ووصفوه بالصلاح فقطع صلاته وقال لهم : وأنا صائم أيضا .
دعا أحد الأعراب اللهم اتمنى ان اموت موتة أبى فسألوه : وكيف مات ابوك
قال : أكل خروفا وشرب عصيراً ونام فى الشمس فمات شبعان ريان دفئان .