الفن العاشر ( حكايات راوى ): تلخيص كتاب كليلة ودمنة ( الجزء التاسع عشر )
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

تلخيص كتاب كليلة ودمنة ( الجزء التاسع عشر )

تلخيص كتاب كليلة ودمنة 


باب ابن الملك وأصحابه



تلخيص كتاب كليلة ودمنة


قال دبشليم الملك لبيديا الفيلسوف: لقد سمعت هذا المثل. إن كان الرجل لايصيب الخير الا بعقله، ورأيه، وتثبته فى الأمور، فما بال الرجل الجاهل الذي يصيب الرفعة والشرف، واللبيب الحكيم لا يخلو من الهم والجهد؟ 

قال الفيلسوف: كما ان الإنسان لايُبصر إلا بعينيه، ولا يسمع إلا بأُذنيه، كذلك العمل، إنما هو بالحلم والعقل والتثبت، غير أن القضاء والقدر يغلبان على ذلك، ومثل ذلك مثل ابن الملك وأصحابه.

قال الملك: وكيف كان ذلك؟


حكاية إبن الملك وأصحابه 

قال الفيلسوف: كان هناك أربعة أصحاب أحدهم ابن تاجر، والآخر ابن ملك، والثالث ابن شريف ذو جمال، والرابع ابن أكابر وكانوا جميعًا محتاجين، وقد أصابهم جهد  وضرر شديد، وهم غرباء فى بلد غير بلدهم، لا يملكون فيها غير الملابس التى يرتدونها، وأثناء سيرهم، قال ابن الملك: إنما أمر الدنيا كله بالقضاء والقدر  والذي قُدر للانسان يأتيه على كل حال، ولذلك فإن أفضل الأمور انتظار ما كتبه القدر لك. 

تطبيق قصص مضحكة مصورة

وقال ابن التاجر: إن أفضل شئ هو العقل. 

وقال ابن الشريف: ان الجمال هو أفضل شئ،

وقال ابن الأكابر: ان أفضل شئ فى الدنيا هو الإجتهاد فى العمل، وكان كل واحد يقول رأيه من خلال طبيعته، ونظرته للحياة.

 فلما سمعوا رأى ابن الأكابر قالوا له: إذن انطلق فاكسب لنا مال، واحضر به طعام باجتهادك ليومنا هذا.

فانطلق ابن الأكابر إلى مدينة كانوا قد اقتربوا منها، وسأل عن أفضل عمل من الممكن أن يكسب منه مالًا يطعم أربعة أفراد فى يوم، فقالوا له: جمع الحطب. 

فذهب ابن الأكابر إلى مكان الحطب، وجمع طنًا من الحطب وباعه بدرهم، وأشترى بثمنه طعاماً يكفيهم، وكتب على باب المدينة عمل يوم واحد يجتهد فيه الإنسان يكسب به درهم، وعاد لأصحابه بالطعام فأكلوا. 

وفى اليوم التالى، طلبوا من ابن الشريف أن يأتى هو بالطعام لهم، فانطلق ابن الشريف إلى المدينة وعندما إقترب منها، قال لنفسه: أنا لا أتقن أى عمل، ولن أستطيع أن أحصل على المال الذى احضر به طعام لهم، فقرر أن يفارقهم حيث أنه إستحى أن يعود إليهم بلا طعام، ونام تحت شجرة عظيمة فرأته إمرأة من أغنياء المدينة فأعجبت به لوسامته، رق قلبها له، فمنحته خمسمائة درهم بعد أن قضى معها ليلة، فكتب على باب المدينة جمال يوم واحد يساوى خمسمائة درهم وعاد بالدراهم لأصحابه.

وفى اليوم الثالث، قالوا لابن التاجر: انطلق انت وأحضر لنا بعقلك، وتجارتك ليومنا هذا شيئًا، فانطلق الى المدينة، وانتظر حتى رأى سفينة قادمة من البحر ورست على الساحل وبها بضاعة كثيرة، فوقف الناس عندها يريدون شراء ما بها من بضائع، فساوموا اصحاب المركب على السعر،  وقرروا  عدم شراء أى شئ من المركب فى هذا اليوم، وان يأتي غدًا، ليشتروا منهم البضاعة، وساعتها سيخاف أصحاب المركب من كساد بضاعتهم، فيبيعوها بثمن رخيص، فذهب هو إلى أصحاب المركب ليشتري منهم بضاعتهم بمائة الف دينار، على أن يسدد لهم المبلغ بعد أن يبيع البضاعة التى إشتراها، وتظاهر بأنه سينقل البضاعة إلى مدينة أُخرى، فخاف التجار أن تفسد البضاعة منهم بعد أن تركهم أهل البلد، فباعوها له، وفي اليوم التالي،  اضطر أهل البلد ان يشتروا البضاعة منه بزيادة مائة ألف درهم دفعوها له على أن يبيع البضاعة لهم، وأن يدفعوا باقى المبلغ لأصحاب المركب، فكتب على باب المدينة عقل يوم واحد يساوى مائة ألف درهم وعاد لأصحابه بالمبلغ .

وفى اليوم الرابع، قالوا لابن الملك: أذهب وأحضر لنا طعامًا بالقضاء والقدر، فانطلق فجلس على متكأ عند باب المدينة، وكان ملك هذه المدينة قد مات، ولم ينجب ولدًا، وليس له أقرباء  لخلافته في الملك.

ومرت جنازة هذا الملك عليه وهو جالس على الباب، فلم يبدوا عليه الحزن فسبه رجل وسأله: من انت يا هذا، ولماذا تجلس على باب المدينة، ولِما لم تحزن عندما مرت جنازة الملك عليك؟ فلم يرد عليه، فطرده الرجل، ولكنه عاد إلى مكانه بعد أن ابتعدوا، وعندما عادوا بعد دفن الملك وجده جالسًا فى نفس المكان، فقال له: ألم اطردك من هذا المكان من قبل، فأخذه وحبسه، وفى اليوم التالى، عندما جلس أهل المدينه يتشاورون فى أمر بلدهم، ومن أحق فى أن يصبح ملكًا، حكى لهم الرجل الذي حبسه حكايتة، وقال: خفت أن يكون جاسوسًا فحبسته، فأحضروه إلى مجلسهم، وسألوه عن سبب مجيئه إلى مدينتهم؟

فقال لهم: انه ابن ملك أحد البلاد، وغلبه أخوه وأخذ منه الملك بعد وفاة أبيه، فخاف من أخيه وهرب وترك المملكة، فعرفه بعد أشراف المملكة ممن زاروا مملكة أبيه وأثنوا عليه، فأختاروه ملكًا عليهم وحملوه على فيل ابيض، وطافوا به المدينة كعادتهم مع من ينصبوه ملكا عليهم، فرأى ما كتبه أصحابه على باب المدينة، فأمر بأن يكتب على الباب أن الإجتهاد، والجمال، والعقل، وكل ما أصاب الإنسان فى الدنيا من خير، أو شر، هو من قضاء وقدر الله عز وجل، وبعد ان إستقر فى حكم المملكة أرسل إلى أصحابه وأحضرهم فعين ذو العقل وزيرا ضمن وزرائه، وذو الإجتهاد مع أصحاب الزراعة، وذو الجمال أعطاه مالًا كثيرًا، ثم نفاه من المملكة حتى لا يُفتن به أهل المملكة، وجلس يتشاور مع حكماء المملكة وأصحاب الرأى.


حكاية الهدهدين

فحكي له أحدهم: انه كان فى أحد البلاد وليس معه غير دينارين، ورأى فى السوق رجلًا معه هدهدين فأراد أن يشتريهما بدينار واحد، ولكن الرجل أصر  ألا يبيعهما إلا بدينارين، فقررت أن أشتري واحد، ولكنى خفت أن يكونا زوجين فأُفرق بينهما فاشتريتهما بالدينارين وبحثت عن مكان فيه مرعى، وشجر، وليس فيه قنص وصيد فأطلقتهما، فصنعوا لهم عش على أحد الأشجار، ووجدوا على هذه الشجرة جرة مملوكة بالدنانير فأخبرونى بمكانها، فأخذتها وسمعتهما يقولان لبعضهما وأنا أأخذ الكرة: أن هذا الرجل لا يعلم أن هذه هى الشجرة التى اصطادنا الصياد من عليها، ولم يرى الجرة لان الله لم يقدر له ان يراها وقدرها لهذا الرجل الطيب.

وأخرج الدنانير واعطاها للملك ليضعها فى خزائنه، فقال له: لا بل هى لك بقضاء الله وقدره.

سنكمل تلخيص كتاب كليلة ودمنة في الأجزاء القادمة ان شاء الله: 


مقدمة
فكرة عامة عن كتاب كليلة ودمنة
باب بعثة برزوية لبلاد الهند
باب عرض ترجمة بن المقفع
باب بروزيه ترجمة برزجمهر بن البخكتان
باب الأسد والثور 
باب الحمامة المطوقة
باب البوم والغربان 
باب القرد والغيلم 
باب الناسك وابن عرس
باب الجرذ والسنور 
باب ابن الملك والطائر فنزة
باب الأسد و الشغبر الناسك وهو ابن آوى
باب إيلاذ وبلاذ وايراخت
هذا الباب مقسم إلى ثلاثة أجزاء 
باب اللبؤة والإسوار والشغبر
باب الناسك والضيف 
باب السائح والصائغ  
باب الحمامة والثعلب ومالك الحزين


أحمد البوهى



ليست هناك تعليقات: