تلخيص كتاب كليلة ودمنة

باب الجرذ والسنور

قال دبشليم الملك لبيديا الفيلسوف: اضرب لى مثل رجل كثرت أعدائه، واحاطوا به فصادق بعض أعدائه، طلبا للنجاة

فقال بيديا: ان المودة، والمعادة لا تثبتان على حال واحدة أبدًا، فهى تتغير حسب المواقف التى تحدث في الحياة، فقد تتحول الصداقة الى عداوة بسبب موقف حدث بين الأصدقاء، وقد يضطر عدِوّان ان يتصالحا ليخرجا من مأزق وقعا فيه سويا، مثل ما حدث مع الجرذ والسنور

حكاية الجرذ والسنور

حيث كان يقطن سنور فى جحر اسفل شجرة كبيرة، وأسمه رومى، وكان بالقرب منه جحر جرذ أسمه فريدون، في منطقة يكثر فيها الصيادون الذين يصطادون الوحوش، والطير المنتشرة فى هذه المنطقة، ونصب أحد الصيادين شباكه بالقرب من جحر السنور، فوقع فيه وخرج الجرذ من جحره ليأكل، فوجد السنور قد وقع فى الشرك، فسر ولكن وجد نفسه محاصرًا بأعدائه من كل جانب، فلقد وجد خلفه ابن عرس يريد أن يهجم عليه ليفترسه، وعلى الشجر بوم يريد أن يخطفه، فوقف أمام جحره يتدبر الأمر، ووجد أن أفضل حل هو أن يقترب من السنور الواقع فى الشباك - فهو أيضا فى مأزق مثله - ويعرض عليه ان يقرض له الشبك فى مقابل ان يحميه من البوم وابن عرس.

فدنا منه وقال له: كيف حالك؟

فقال له السنور: فى ضنك وضيق كما تحب. فقال له: وانا ايضا مثلك، فكما ترى ابن عرس والبوم يترقبانى، وهما أعداء لى، ولك فلو قرضت الشباك التى وقعت فيها هل تحميى منهم؟ وعندما وجد السنور الصدق فى كلامه وافق، فاقترب الجرذ منه وبدأ فى قطع الشباك، فلما رأى البوم وابن عرس الجرذ مع السنور انصرفوا، فتباطئ الجرذ فى قطع حبال الشبك فقال له السنور: لماذا تباطئت هل ستخلف العهد الذى بيننا؟

فقال الجرذ له: لا، بل أخاف أن قمت بقطع كل حبال الشبك ان تفترسنى، وأنا أرى أن اتركك هكذا حتى تأتى الفرصة المناسبة لناجتي، فاحررك من كل الشبك، وفى تلك اللحظة ظهر الصياد، فقام الجرذ بقطع حبال الشبك بسرعة حتى تحرر السنور، فجرى بسرعة إلى جحره ليهرب من الصياد، وجرى الجرذ بسرعة أيضًا الى جحره، فنجا الإثنين، وجاء الصياد فأخذ شباكه ورحل.

كتب تراثية

حكايات كليلة ودمنة فى العصر الحديث ( الجزء الثانى )