تلخيص كتاب كليلة ودمنة
باب إيلاذ وبلاذ وايراخت (٣)
حكاية ايلاذ وبلاذ وايراخت
الحلقة الثالثة
توقفنا في الجزء السابق عندما أمر الملك وزيره ايلاذ بقتل ايراخت بعد أن ضربته على رأسه بطبق الأرز بسبب غيرتها، بعد أن قارن الملك بينها وبين حورقناه، وفضل حورقناه عليها.
ويخرج ايلاذ بها من عند الملك، ويقول لنفسه: لن اقتلها حتى يهدأ الملك، ويزول عنه الغضب، فهى عاقلة رشيدة تمتلك الحكمة، وليس لها مثيل فى النساء، فأمر الملك عجيب أيأمر بقتلها بهذه السرعة، وهى التى خلصته من الموت وعملت أعمال صالحة كثيرة، ثم أني لا أأمنه، فربما يقول لى بعد ذلك: لم لم تؤخر قتلها حتى تراجعنى، فالأفضل ألا اقتلها حتى اراجع الملك فى أمرها مرة أخرى، فإن رأيته حزينًا نادمًا على قتلها جئته بها حيةً.
وهكذا اكون قد عملت عملًا عظيمًا. وانجيت إيراخت من الموت. وحافظت على قلب الملك. واحبنى الناس لأنهم يحبون الملكة كثيرا. اما اذا رأيته مصرًا على قتلها فعلت.
فانطلق بها إلى بيته. ووكل بها خادمًا من أُمنائه، وأمر بخدماتها وحراستها، حتى ينظر ما يكون من أمرها وأمر الملك، ثم لوث سيفه بالدم ودخل على الملك كالكئيب الحزين، وقال: يايها الملك لقد نفذت امرك في إيراخت.
ولم يلبث الملك ان سكن وذهب عنه الغضب، فتذكر حسن إيراخت فشعر بالحزن والأسف عليها، وأخذ يعزى نفسه فيها، ولم يخجل فى ان يسأل إيلاذ ليتأكد من انه بالفعل قد قتلها، وتمنى فى نفسه الا يكون قد فعلها. وبرجاحة عقل إيلاذ وحكمته فهم ان الملك يتمنى ألا يكون قد قتلها، فقال له: لا تحزن ولا تهتم أيها الملك فلا فائدة من الحزن والهم، ولكنهما يتسببان فى إفساد الجسم، فاصبر أيها الملك، وأنا أريد أن أحدثك بحديث ينسيك همك.
فقال له : إحكي.
حكاية الحمامتان
قال: كانت توجد حمامتين ذكر وأنثى، يعيشان معا وقد ملأ عشهما حبًا من القمح، فقال الذكر للانثى إذا ما وجدنا فى الصحراء حبًا فلا نقترب منه، فإذا جاء الشتاء ولم نجد فى الصحراء شيئا أكلنا من الموجود هنا، فوافقت الأنثى وكان الحب نديًا حين وضعته فى العش، وانطلق الذكر وغاب.
فلما جاء الصيف يبس الحب، وقل حجمه. فلما عاد الذكر وجد الحب قد قل، فقال لها: ألم نتفق على الا ناكل منه شيئاً؟ فلما اكلتى منه؟ فاقسمت له انها لم تأكل منه شيئًا، ولكنه لم يصدقها واخذ ينقرها بمنقاره حتى ماتت. ولما جاء الشتاء تندى الحب وأمتلأ العش، فعرف الذكر انه قد قتل انثاه بدون سبب، فشعر بالحزن الشديد وامتنع عن الأكل حتى مات.
فالعاقل لايسرع الى العقاب، وخصوصا اذا شعر بعدها بالندم كما حدث مع ذكر الحمامة فقال له الملك: لماذا تسرعت وقتلتها، فلقد أفسدت امرى وزدت حزني بقتل إيراخت، فقال له: اثنان ينبغى ان نحزن من أجلهما، أن نفعل الإثم كل يوم وان لا نصنع خيرًا قط لأن، فرحمها قليل وحزنهما طويل، بعد الموت فيقول الملك: لئن رأيت إيراخت حية فلن أحزن على شئ ابدًا، واشتد فرحي، فقال له إيلاذ : انها بخير ولم اقتلها.
ففرح الملك، وقال له: اريد ان أراها.
فانطلق ايلاذ إليها واعادها إلى الملك، وقال له: يجب ألا تتعجل فى الأمور الخطيرة، وأنت غاضب حتى لاتندم بعد ذلك، واستشر أصحاب الرأى فى كل كبيرة وصغيرة، حتى تصل الى القرار الصحيح.
سنستكمل باقي تلخيص كتاب كليلة ودمنة قى الأجزاء القدمة ان شاء الله:
مقدمة
فكرة عامة عن كتاب كليلة ودمنة
باب بعثة برزوية لبلاد الهند
باب عرض ترجمة بن المقفع
باب بروزيه ترجمة برزجمهر بن البخكتان
باب الأسد والثور
باب الحمامة المطوقة
باب البوم والغربان
باب القرد والغيلم
باب الناسك وابن عرس
باب الجرذ والسنور
باب ابن الملك والطائر فنزة
باب الأسد و الشغبر الناسك وهو ابن آوى
باب اللبؤة والإسوار والشغبر
باب الناسك والضيف
باب السائح والصائغ
باب ابن الملك وأصحابه
باب الحمامة والثعلب ومالك الحزين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق