تلخيص كتاب كليلة ودمنة
باب إيلاذ وبلاذ وايراخت (٢)
حكاية ايلاذ وبلاذ وايراخت
الحلقة الثانية
توقفنا فى الجزء السابق عندما ذهب الوزير ايلاذ إلى ايراخت زوجة الملك وحبيبته يطلب منها الدخول إلى الملك لمعرفة سبب حزنه، بعد أن جلس مع المفسرين، ولكن ايراخت قالت له: انها والملك فى الوقت الحالي علاقتهما ليست على مايرام.
فقال لها: ليس هذا وقت هذا الكلام، فالامر خطير، واخشى أن يكون هؤلاء المفسرين قد طلبوا منه شيئا يضره، فهم خبثاء ويكرهون الملك، ولا يوجد بالمملكة كلها احد يستطيع الدخول اليه وهو فى هذه الحالة غيرك، فهو دائما يقول: مهما كان همى، فإذا دخلت إلى ايراخت زال همى، فهيا قومي وادخلي إليه لتعرفي سبب همه وحزنه.
فقامت ايراخت ودخلت على الملك، واخذت رأسه ووضعتها على صدرها، وسألته عن سبب حزنه.
فقال لها الملك: لا أستطيع أن أخبرك بما أحزننى.
فقالت له: لا تخفي عني همك، فأنت دائمًا تحكي لي مايحزنك، فلما لا تخبرني اليوم عن سبب حزنك كعادتك، فربما استطعت أن أشير عليك بما يخرجك من هذا الهم.
فحكى لها الملك الحلم، وتفسير المفسرين لهذا الحلم، وقال لها: هذا هو سبب حزني وهمي.
فشعرت ايراخت بالخوف، ولكن لم تظهر خوفها للملك، وقالت له: انت تعلم اكثر منى ان هؤلاء المفسرين لايحبونك لانك قد قتلت منهم اثنا عشر الفًا من قبل، فلا تثق فيهم، او تستشيرهم فى اى امر، بعد اليوم ولاتتعجل فى القتل، فإن من تقتله، لن تستطيع أن تعيد له الحياه مرة اخرى، وان كنا جميعًا فداء لك أيها الملك، وحاول ان تتثبت من تفسير الرؤيا من آخرين، قبل ان تقدم على اى شئ، واعلم ايها الملك ان تفسيرهم هذا بسبب حقدهم عليك، وكراهيتهم لك، فهم يريدون أن تقتل كل المقربين إليك لتصبح وحيدًا، لينتقموا منك.
شعر الملك بالراحة والطمأنينة. بعدما سمع كلام ايراخت، فجهز فرسه وانطلق إلى كباريون الحكيم، وقص عليه الثمانية احلام، ففسرها له الحكيم، وقال: أما السمكتان الحمراوان الوقفتان على اذنابهما، هما عبارة عن علبه بها عقدان من الدر، والياقوت سياتونك هدية من أحد الملوك، اما الوزتان اللتان طارا من وراء ظهرك ووقعت فى يدك، فلسوف ياتيك فرسان ليس لهما مثيل، واما الحية التى رأيتها تدب على رجلك اليسرى، تعنى انه سيأتيك سيفا من الحديد ليس له مثيل، اما الدم الذى علا جسدك يعنى انه سيأتيك جلباب ليس له مثيل اسمه حلة ارجون، يضئ فى الظلام، واما غسل جسمك بالماء يعنى انه سيأتيك ثياب كتان من لباس الملوك، اما ما رأيته على رأسك ما يشبه النار، فإنه سيأتيك اكليل من الذهب مكلل بالدر والياقوت، واما مارايته من انك على جبل ابيض فانه يعنى انه سياتيك فيل ابيض لا تلحقه الخيل، واما الطير الذي ضرب راسك، فلن افسره لك اليوم، واعلم انه ليس فيه مايضرك، ولكن فيه بعض السخط، والأعراض عمن تحب، وأعلم ان كل هذه الأشياء ستأتيك بعد اسبوع.
وبعد اسبوع، حدث كل ما قاله الحكيم، ففرح الملك وطلب زوجتيه ايراخت وحورقناه، ووضع أمامهما الكسوة والاكليل، لتختار كل واحدة ما تشاء، فاختارت ايراخت الاكليل، واختارت حورقناه الثوب الذي يضئ فى الظلام، وعندما جاء المساء جلس الملك معهما، وكان طعامه أرز بحلاوة، فمرت حورقناه بالثوب المضيئ فبدت جميلة جدًا، فقال الملك لايراخت: انك جاهلة أخذت الاكليل وتركت الثياب، فغضبت ايراخت وضربته على رأسه بصحن الإرز، فغضب الملك وطلب من ايلاذ ان يقتلها.
سنكمل البقية من تلك الحكاية، وماتبقى تلخيص كتاب كليلة ودمنة في الأجزاء القادمة ان شاء الله:
مقدمة
فكرة عامة عن كتاب كليلة ودمنة
باب بعثة برزوية لبلاد الهند
باب عرض ترجمة بن المقفع
باب بروزيه ترجمة برزجمهر بن البخكتان
باب الأسد والثور
باب الحمامة المطوقة
باب البوم والغربان
باب القرد والغيلم
باب الناسك وابن عرس
باب الجرذ والسنور
باب ابن الملك والطائر فنزة
باب الأسد و الشغبر الناسك وهو ابن آوى
باب اللبؤة والإسوار والشغبر
باب الناسك والضيف
باب السائح والصائغ
باب ابن الملك وأصحابه
باب الحمامة والثعلب ومالك الحزين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق