الفن العاشر ( حكايات راوى ): مستوحاة من نوادر جحا ( الجزء الرابع )
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

مستوحاة من نوادر جحا ( الجزء الرابع )

جحا وحماره (١)

حمار جحا
حمار جحا
جاء رجلاً إلى جحا يستعير منه حماره فدخل إلى بيته وبقى فترة ثم عاد وقال للرجل : طوال هذه الفترة أُحاول إقناع الحمار ان يذهب معك ولكن للأسف رفض رفضاً قطعياً لأنه يخشى أن تضربه وتشتمه هو وصاحبه
- أنا سأضربه وأشتمه ان لم ينفذ أومرى هذا من الممكن أن يحدث ولكن كيف أشتمك وانت لست معنا
- من الواضح ان حمارى أذكى من كثير من البنى آدميين فهو يدرك ما لايدركونه
- وكيف هذا
- نفترض انك وانت تضربه قلت له لعنة عليك وعلى صاحبك ولأنك قمت بسبى بعد أن أعطيتك الحمار فأنى لن أعطيه لك مرة أخرى
- ولكنى لم أخذ الحمار بعد لتعرف إن كنت قد سببتك أم لا
- وهل تفترض انى ممكن أعطيك حمار وهناك إحتمال أن تسبنى بعد معروفى معك ، ثم أنى أثق فى حمارى وفيما يقوله ثقة عمياء .
و بعدها خرج هو وحماره إلى الجبل ولكن كالمعتاد وجد الحمار صعوبه فى صعود الجبل فأخذ يضربه ويسبه وقال له : عليك لعنة الله ومر أحد أصدقائه عليه وهو فى هذه الحالة من الغضب فلما علم منه سبب غضبه قال له : ضع نشادر فى مؤخرته وسترى النتيجة بنفسك ، وفعل كما قال له صديقه فوجد الحمار يجرى بسرعة كبيرة أثناء صعود الجبل  واشترى ما يحتاجه وعند عودته جرى الحمار بسرعة ولم يستطع اللحاق به فوضع جحا فى مؤخرته نشادر ليستطيع اللحاق بالحمار فشعر بألم شديد فى مؤخرته ومن شدة الألم انطلق إلى بيته بسرعة كبيرة حتى انه سبق الحمار وعندما وصل لبيته بدأ فى الدوران حول منزله من شدة الألم وعندما رأته زوجته بهذه الحالة قالت له : لماذا تجرى حول البيت  كالمجنون
- لاشئ ولكن ان أردت اللحاق بى فضعى فى أسفلك بعض النشادر.
وعندما هدأ الألم ودخل الى بيته منهكاً نام وبعد أن إستيقظ سأل زوجته : ما الفرق بين الحى والميت
- إذا مات المرء بردت يداه وقدماه
وفى اليوم التالى وكان الجو شديد البرود صعد إلى الجبل ليحتطب فبردت يداه وقدماه فقال لنفسه: إنى قد مت ونام مكانه فجاء بعض اللصوص ليسرقوا حماره فقال لهم : اتسرقون حمار رجل ميت لا يستطيع حمايته والله لوكنت حياً لقتلتكم .
وفى تلك الأثناء مر مجموعة من جيرانه  عليه وهو نائم على الأرض فرفع رأسه قليلا وقال لهم جحا : الحقوا اللصوص لقد سرقوا حمارى وانا كما ترون قد مت فأرجوكم إنقذوا حمارى وعودوا به إلى البيت ، ونجح جيرانه فى إنقاء حماره من اللصوص وعادوا إلى جحا فاخذوه هو وحماره إلى البيت وعندما رأته زوجته قالت له: ماذا حدث لك
- لقد شعرت ببرودة فى يداى وقدماى فعرفت انى مت
فسأله الجيران : ومن قال لك هذا الكلام فأشار إلى زوجته وقال : هى فضحكوا وأنصرفوا .
وكان يريد بعض الأموال فقرر بيع الحمار بعد أن عرف أنه مازل حيا فأخذه إلى السوق وأثناء ذهابه إلى السوق وجد ذيل الحمار متسخ فقرر أن يقطعه وعندما وصل إلى السوق وعرضه للبيع لم يقدم أحد على شرائه لما فيه من عيب فقال لهم : لنتفق على السعر اولا والذيل موجود معى .
ولم يرضى أحد شراء الحمار فعاد به وأثناء عودته أنزلقت قدم الحمار فى بركة كاد على أثره ان يقع فى هذه البركة هو والحمار ولكن الضفادع التى فى البركة عندما رأت المنظر بدأت فى النقيق هلعا فخاف الحمار ورجع مسرعا قبل ان يقع فى البركة فأخرج جحا من جيبه بعد الدنانير والقاها فى البركة وهو يقول للضفادع : خذوا هذه الدنانير اشتروا بها بعد الحلوى مكافآة لكم على صنيعكم معى ، رغم إحتياجى بشدة لهذه الدنانير.
الجزء الأول
الجزء الثانى
الجزء الثالث
الجزء الخامس
الجزء السادس
أحمد البوهى




ليست هناك تعليقات: