الفن العاشر ( حكايات راوى ): مستوحاة من نوادر جحا ( الجزء السادس عشر )
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

مستوحاة من نوادر جحا ( الجزء السادس عشر )

جحا وحماره (٢)

حمار جحا
حمار جحا
أخذ حماره إلى السوق ليبيعه فأعطاه للدلال  فأخذه الدلال وبدأ يدور به فى السوق ويقول : هذا حمار واسع الخطى ، هادئ يمكن أن تشرب فنجان القهوة على ظهره أثناء سيره ، لين الرأس ، فتىِّ ، قوى ، لا عيب فيه فأجتمع الناس حوله ليعاينوا الحمار بعد أن سمعوا هذه الأوصاف وهذا الثناء الطويل .

فلما سمع جحا هذه الأوصاف قال لنفسه : أيكون الحمار به كل هذه الأوصاف ولا أشتريه ؟ 
فأخذ يزايد مع من تجمعوا حول الدلال لشراء الحمار وظل يزايد حتى وقع المزاد عليه فأخرج الدراهم من جيبه وأعطاها للدلال ، وعاد إلى بيته فرحا بحماره .
وفى الليل حكى لزوجته ما حدث وكانت زوجته لا تقل عنه دعابة وظرفاً فقالت له : وأنا أيضاً حدث لى أمر عجيب هذا اليوم فلقد مر أمام البيت بائع القشطة فناديته وأثناء وزنه لى  غافلته ووضعت أساورى الذهبية فى الميزان لأحصل على المزيد من الوزن وأخذت القشطة وتركت أساورى ودخلت
فقال لها : أنا فى الخارج وأنت فى الداخل والبيت يعمر .
وبعد أن تيقن انه اشترى حماره الذى ذهب به ليبيعه رفض أن يقدم له العليق وقال لزوجته : ضعى له انت العليق ليأكل فرفضت زوجته وتعاركت معه فأتفق معها على ان اول شخص يتحدث منهما هو الذى يضع العليق للحمار وذهب جحا وجلس فى أحد أركان داره كالتمثال لا يتحرك وكذلك زوجته حتى شعرت بالملل فخرجت وذهبت إلى الجيران وظلت حتى الغروب فحكت لجارتها الحكاية وقالت لها : أنا أعرف أنه عنيد وسيظل جالساً حتى يموت من الجوع فيا ليتنا نرسل له طبق من الشوربة
فأعطت جارتها لأبنها طبق الشوربة ليعطيه لجحا .
وفى تلك الأثناء دخل لص إلى بيت جحا فحمل كل ما فيه ودخل إلى الغرفة التى يجلس فيها جحا فوجده جالساً لا يتحرك فظن أنه مشلول فحمل كل شئ حتى عمته أخذها من فوق رأسه وخرج .

وعندما دخل ابن الجيران وجده جالساً كالتمثال فقال له : طبق الشوربة هذا لك
فأشار له جحا ليُفْهمه أن لصاً سرق البيت وأخذ عمته بأن أدار يده حول رأسه ثلاث مرات فاعتقد الولد أنه يريد أن يلف طبق الشوربة حول رأسه ثلاث مرات ثم يصبه عليه ففعل فوقعت الشوربة على رأسه وذقنه وغسلته تغسيلاً ورغم ذلك لم يتكلم وأشار للولد مرة أخرى ففهم قصده وعاد لزوجته فحكى لها كل شئ وان دارها قد سرقت فأسرعت إلى دارها فوجدته فى منظر مضحك مبكى وهو جالس كالتمثال فقالت له فى غضب : هل ستظل هكذا إلى الأبد ؟
فقال لها جحا : إذهبى وضعى للحمار عليقه وكفاكى عناداً .
 أحمد البوهى 
    

ليست هناك تعليقات: