مستوحاة من نوادر جحا ( الجزء الثامن )

دعاء جحا 

كان من عادة جحا أن يدعو الله فى وقت السحر ويطلب منه أن يعطيه الله الفاً من الذهب ، وكان يرفض أن يعطيه تسعمائة وتسعة وتسعين .   

وكان له جار بخيل يسمع جحا وهو يدعو هذا الدعاء فقرر أن يختبره فجهز كيس به تسعمائة وتسعة وتسعين ذهبا وعندما جاء وقت السحر وبدأ جحا فى الدعاء رمى الكيس إلى جحا من المدخنة وبدأ فى مراقبة جحا ليرى ما الذى سيفعله عندما يجد ما بالكيس ناقصاً ، فلما وجدها جحا حمد الله وشكره على تلبية دعائه وحمل الكيس فى ورع وخشوع وبدأ فى عد ما فى الكيس ولم يبالى بالنقص وقال : إن الذى أعطانى تسعمائة وتسعة وتسعين ذهباً لن يبخل على بواحد وحمل الكيس وخبأه .  

ولما رأى البخيل ما فعله جحا أسرع إلى بيته وهو يضحك ويقول : رد لى أموالى  فلقد اردت مداعبتك واختبارك لكى أعرف  صدقك فى عدم أخذك الذهب ان كان ناقصاً 

 فقال جحا : مستغرباً أى ذهب تريد منى فهل سبق لك أن أعرتنى أى شئ 

فقال البخيل : لما أخذت الذهب وهو ناقص بجانب أنه ذهبى ولقد ألقيته لك من المدخنة 

 فقال جحا له : والله هذه حكاية غريبة لا يمكن لعاقل ان يصدقها وخصوصاً أنك بخيل ولا يمكن أن تخاطر بأموالك من أجل دعابة ، ان ما نزل لى نزل من خزائن الله الواسعة بسبب دعائى ، وظلا يتجادلان وكل متمسك برأيه ، فقرر البخيل الإحتكام إلى القاضى ليسترد أمواله  وقال لجحا : لنذهب إذن إلى المحكمة 

فقال جحا له : أنا لا أمانع فى الذهاب إلى المحكمة ولكنى رجل كبير والجو بارد وملابسى خفيفة ولا أستطيع الذهاب معك 

فأعطاه البخيل ملابس ثقيلة وأركبه بغلته وسار هو على قدميه إلى المحكمة .
وفى المحكمة قص البخيل الحكاية القاضى
فقال القاضى لجحا :  وانت ماذا تقول فى هذه الحكاية
قال جحا : إسأله ان كان قد أعطانى فى يدى فى اى يوم  من الأيام أية اموال فلقد رأى فى يدى ذهباً أعطاه الله لى فطمع فيه وأراد أن يأخذه منى وهو مشهور بالبخل ولا يمكن أن يفعل مثل هذه الأفعال فهل يعقل أن يرمى أمواله إلى بيتى من أجل الدعابة وقد يدعى  ان البغلة التى فى الخارج ملكه أيضاً فهو يطمع فى كل ما املك وقد يدعى ان ما ألبسه ملكه أيضاً
فقال البخيل : إن البغلة ومايلبسه فعلا ملكى .
فقرر القاضى بطلان دعواه
فخرج البخيل حزينا لضياع أمواله وبغلته وملابسه وعندما عاد جحا إلى بيته أخذ الذهب والملابس والبغلة وأعادهما إلى البخيل وقال له  : إياك بعد اليوم أن تتدخل بين الخالق والمخلوق  وأن تزعج عباد الله  .
الجزء الأول
الجزء الثانى
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء التاسع
الجزء العاشر 
الجزء الحادى عشر
الجزء الثانى عشر 
الجزء الثالث عشر 
الجزء الرابع عشر 
الجزء الخامس عشر 
الجزء السادس عشر 
الجزء السابع عشر 
الجزء الثامن عشر 
الجزء التاسع عشر
الجزء العشرون 

أحمد البوهى