الفن العاشر ( حكايات راوى ): مستوحاة من نوادر جحا ( الجزء الخامس عشر )
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

مستوحاة من نوادر جحا ( الجزء الخامس عشر )

جحا وقفطانه 

جحا

فى أحد الليالى المقمرة وقف جحا فى شباكه فشاهد ما يشبه الشخص النائم فى حديقته فقال لامرأته: هاتى القوس والسهام وعندما أحضرت له القوس أحكم أحد السهام فيه وضرب الشخص فإخترق السهم بطنه فاطمأن وعاد إلى فراشه ونام .
وفى الصباح خرج إلى الحديقة يبحث عن جثة الشخص الذى ضربه فلم يجدها ولكن وجد قفطانه وقد إخترق السهم بطنه  عند السرة تماماً فأنتابته حالة من الفزع وخر ساجداً لله شاكراً فضله ونعمته .
فلما رأته إمرأته سألته عن سبب سجوده المفاجئ على الأرض خشاعاً متضرعاً لله فقال لها : ويحك أيتها المرأة لقد كدت أن أقتل نفسى بالأمس 
فقالت : كيف ؟
قال : إلا ترى اننى قد ضربت قفطانى بالسهم فى السرة تماماً فماذا كان سيحدث لى لو كنت أرتديه فى تلك اللحظة  ؟
ثم انقبض وجهه وأنحنى ومسك بطنه بيده وبدأ بالجهر بالحمد لله على نجاته.
وبعدها خرج ليحتطب فصعد شجرة ليقطع غصن منها فوقف على الجانب الذى يقطعه فقال له رجلاً كان ماراً بجوار الشجرة : ماذا تفعل يا رجل ستقع فلم يهتم بكلامه وواصل قطع الفرع فلما انهى قطعه وقع على الأرض فشجت رأسه فتحمل الألام التى فى رأسه وجسده من أثر الإرتطام بالأرض وأسرع إلى الرجل قائلاً : لقد ظلمتك ياولدى الآن عرفت أنك ممن يعرفون ما سيحدث فى المستقبل لأنك قلت لى أنى سأقع ولقد وقعت ومسكه من جلباب وقال له : لن أتركك حتى تخبرنى بموعد موتى ولما وجد الرجل أنه لن يتخلص منه إلا بعد أن يجيبه عن سؤاله قال  له : بعد أن تحمل الحطب على حمارك اذا نهق النهقة الأولى تخرج نصف روحك واذا نهق الثانية تخرج كل روحك .
وركب جحا حماره ومر بمجموعة من الحمير فنهق حماره فقال جحا : إذن هذه هى أول سكرات الموت لقد نجوت من الموت بالسهم الذى جاء فى القفطان لأموت الآن .
وبعد قليل نهق نهقة ثانية فقال : إذن أنا قد مت ووقع من فوق الحمار على الأرض كالأموات فلما رأه بعض أهل القرية أعتقدوا أنه قد مات فحملوه ليعودوا به إلى البلدة ولكن إعتراض طريقهم بركة ماء لم يستطيعوا أن يتجاوزوها وهم يحملونه فجلسوا يتناقشون فى البحث عن طريق آخر يسلكوه فلما وجدهم جحا فى هذه الحيرة قال لهم وهو ممدد على الأرض لو كنت حياً لسرت من هذا الإتجاه  والأمر فى النهاية متروك لكم وأشار لهم الى الإتجاه الذى يقصده . 
الجزء السادس عشر 
الجزء السابع عشر 
الجزء الثامن عشر 
الجزء التاسع عشرالجزء العشرون 
الجزء الواحد وعشرين 
أحمد البوهى

ليست هناك تعليقات: