جحا وأصحابه
قام أحد أصدقائه بإذائه وكسر عصاه المصنوعة من خشب اللوز التى يحملها معه منذ سبعة وعشرين عاماً فحزن جحا عليها حزناً شديداً وتألم لفقدها ودعا عليه قائلاً : أسأل الله أن يكسر رجلك مثلما كسرت عصاى ولسوف ترى أثر فعلتك هذه بعد أربعين يوماً أو أسبوعاً أو بعد أربعين عاماً فهو المنتقم .
فضحك صاحبه على كلامه وما أن تركه حتى إنزلقت رجله على قشرة موز وكسرت ساقه فخاف الرجل خوفاً عظيماً وعاد زاحفاً وهو يبكى إلى جحا يطلب منه أن يسامحه وقال له : أرجو أن تعفو عنى فلقد قلت لى أن قدمى ستكسر بعد أربعين عاماً على الأكثر أو أربعين يوماً ولكن الله قد إستجاب لدعائك وعوقبت الآن
فقال له جحا : هذا العقاب ليس بسبب دعائى فيبدو أنك قد أذيت شخصاً غيرى منذ أربعين يوماً أما مافعلته معى ستجازى عليه بعد أربعين يوماً فى قدمك الأخرى لتأتى زاحفاً إلىَّ مرة أخرى تطلب منى أن أسامحك وساعتها سأفكر إن كنت أسامحك أم لا .
وفى اليوم التالى سُرق حمار جحا فجلس مع بعض أصدقائه وطلب منهم أن يساعدوه فى معرفة السارق ليعيد حماره وبعد أن أصغوا إليه وسمعوا تفاصيل الحادث قال أحدهم : يجب أن تضع قفلاً على باب الإسطبل لان الذى سرق الحمار بكل تأكيد قد خرج به من الباب لأنه من غير المعقول أن يكون قد وضعه فى عبه وقفز به من الشباك
وقال أخر : أنا أقفل بابى وأضع المفتاح تحت رأسى لأن اللصوص لن يجازفوا بكسر القفل وسرقة أبقارى .
وظل كل واحد منه يذكر ما يفعله حتى لا يتمكن اللصوص من دخول داره فتذمر جحا منهم وقال : أيها السادة ماتقولونه صحيح ولكن حمارى سُرق وأريد أن أعرف من سرقه لأذهب إليه لاسترجع حمارى منه .
وتركهم ليبحث عن حماره وأثناء سيره وجد أوز يقف بجوار دار أحد أصدقائه البخلاء فأخذ أكبرهم ووضعها تحت جبته وبعد أن سار مسافة طويلة لم يسمع لها صوتاً فتعجب من سكوتها فدخل أحد الأزقة ورفع جبته ونظر إلى وجهها فقالت بصوت الأوز صوص صصص (معنى صوص بالتركية اسكت) فإعتقد أنها تقول له أسكت فقال : إلى هذا الحد تريدين أن تهربى من هذا البخيل .
أحمد البوهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق