حكاية الصياد مع العفريت(٣)

وعندما قال العفريت أبشر فرح الصياد وقال له : بما تبشرنى

فقال له العفريت : بقتلك هذه الساعة بطريقة بشعة

فيقول الصياد له : لماذا تقتلنى وأنا قد خلصتك من القمقم ونجيتك من قرار البحر وأخرجتك إلى البر

فقال له العفريت : تمنى على أى موتة تريدها

فقال له الصياد : وما ذنبى حتى يكون هذا جزائى منك

فقال له العفريت : لهذا الطلب حكاية فإسمعها منى

فقال له الصياد : إحكى ولخص فى الكلام فإنى لم أعد أتحمل سماع شئ من شدة الخوف

فقال له العفريت : إعلم أنى من الجن المارقين وقد غضب علىَّ سليمان عليه السلام وانا إسمى صخر ولقد أرسل لى وزيره آصف بن براخيا فأتى بى مكرهاً وقادنى اليه وأنا ذليل رغم أنفى وأوقفنى بين يديه فلما رأنى سيدنا سليمان إستعاذ منى وعرض علىَّ الإيمان والدخول تحت طاعته ولكنى رفضت فأحضر هذا القمقم وحبسنى فيه وختمه بالرصاص وأمر الجن ان يحملوا القمقم ويلقوا به وسط البحر فقلت فى نفسى من يخلصنى فى خلال المئة عام القادمة سأغنيه ولكن مرت المئة عام ولم يخرجنى أحد فقلت من يخلصنى فى المئة عام الأخرى فتحت له كل كنوز الأرض ولكن مرت هى الأخرى ولم ينقذنى أحد ومرت علىَّ أربعمائة عام فقلت من يخلصنى يكون له ثلاث طلبات أنفذها له ولم ينقذنى أحد فغضبت غضباً شديداً وقلت فى نفسى من يخلصنى فى هذه الساعة قتلته وأجعل أمنيته أن يختار الطريقة التى أقتله بها وها أنت قد خلصتنى الآن وأمنيتك هو ان تختار طريقة موتك فأختر الطريقة التى أقتلك بها

فلما سمع الصياد كلام العفريت قال متعجباً : انى حظى سيئ لقد أنجيتك فى الوقت الغير مناسب تماماً وواصل كلامه لا تقتلنى حتى لا يسلط الله عليك من يؤذيك

قال له العفريت : لابد أن أقتلك وعليك إختيار الطريقة التى أقتلك بها

فقال الصياد له : أعف عنى فأنا من أنقذك وأخرجك من القمقم

فقال العفريت : أنا سأقتلك لهذا السبب فلقد كان هذا هو ما قلته لنفسى الآن وأنا فى القمقم

فقال له الصياد : أأصنع معك معروفا فتقتلنى ؟ وواصل كلامه فعلاً كما يقول الشاعر:

فعلنا جميلاً قابلوه بضده

وهذا لعمرى من فعال الفواجر

ومن يعمل المعروف مع غير أهله

يجازى كما جُوزى مجير بن عامر
فقال له العفريت : لا تحاول معى لابد من قتلك .

حكاية الملك شهريار وأخيه الملك شاه زمان

الحكاية الأولى ( حكاية التاجر مع العفريت )

الحلقة الرابعة عشر