حكاية الصياد مع العفريت(٤)

وبعد أن وجد الصياد أن العفريت مُصِر على قتله ويأس من إقناعه بعدم فعل ذلك قال الصياد فى نفسه : هذا جنى وأنا أنسى وقد أعطانى الله عقلاً كاملاً
ولابد أن أجد طريقة أقضى بها عليه لأنجو منه بالحيلة فنظر للعفريت وقال له : هل أنت مُصِر على قتلى ؟

أجابه: نعم

قال له : بحق الله أريد أن أسألك عن شئ وتكون صادق معى فى الإجابة عليه

فعندما سمع العفريت إسم الله إضطرب وإهتز وقال : إسأل ولكن بإختصار

فقال له : أنا لا أصدق انك كنت فى هذا القمقم الصغير الذى لا يتسع ليدك أو لقدمك فكيف أقتنع انك كلك كنت مسجون به ؟

فقال العفريت : أتشك أنى كنت مسجون فيه؟

قال الصياد : لا يمكن أن أصدق أبداً حتى أراك فيه بعينى .

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

الليلة الرابعة

وفى المساء عندما عاد شهريار إلى القصر جلس ليستمع لباقى حكاية الصياد فقالت : بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد أن الصياد قال للعفريت: انى لا أصدق أنك كنت محبوس فى هذا القمقم فأنتفض العفريت وصار دخاناً صاعداً إلى الجو ثم تجمع ودخل إلى القمقم قليلاً قليلاً حتى تجمع كل الدخان داخل القمقم فأسرع الصياد بالتقاط السدادة وقام بوضعها على فم القمقم وأحكم غلقه ونادى العفريت وقال له : تمن على أى موتة تموتها أو لا تتمنى سأرميك فى البحر وسأبنى هنا بيتاً وسأمنع كل من يأتى هنا للصيد وأقول له : هنا عفريت كلما أخرجه شخص يقول له أختار الموتة التى تريدها فلما سمع العفريت كلام الصياد وأراد الخروج لم يقدر وعرف أنه سجن مرة أخرى فى القمقم وحمل الصياد القمقم وتوجه به نحو البحر فقال له العفريت : لا لا

فقال له الصياد : لابد أن ألقيك فى الماء مرة أخرى

فلطف المارد فى كلامه وقال : ما الذى تريد أن تفعله بى ؟

قال الصياد : سألقيك فى الماء وان كنت قد مكثت فى الماء من قبل ألفاً وثمانى مائة عام فانا سأجعلك تمكث فيه حتى قيام الساعة فلقد طلبت منك الا تقتلنى ولكنك رفضت فمكنى منك الله

فقال له العفريت : إفتح القمقم وسأحسن إليك

فقال له : لن أصدقك ياملعون فمثلك ومثلى مثل وزير الملك يونان والحكيم رويان

فقال العفريت : وما شأن حكايتنا بحكاية وزير الملك يونان والحكيم رويان .

حكاية الملك شهريار وأخيه الملك شاه زمان

الحكاية الأولى ( حكاية التاجر مع العفريت )

الحلقة الثالثة عشر
الحلقة الرابعة عشر