حكاية الصياد مع العفريت(١٨)
فمكثت فى عصمتى خمس سنين الى أن ذهبت يوما من الايام الى الحمام فامرت الطباخ ان يجهز لنا طعاما لاجل العشاء ثم دخلت هذا القصر ونمت فى الموضع الذى أنا فيه وأمرت جاريتين أن يهزا مروحين من ريش النعام على وجهى فجلست واحدة عند راسى والاخرى عند رجلى وقد قلقت لغيابها ولم يأخذنى نوم غير أن عينى مغمضة ونفسى يقظانه فسمعت التى عند رأسى تقول للتى عند رجلى : يا مسعودة أن سيدنا مسكين شبابه ويا خسارته مع سيدتنا الخبيثة الخاطئة فقالت الاخرى : لعن الله النساء الزانيات ولكن مثل سيدنا واخلاقه لايصلح لهذه الزانية التى كل ليلة تبيت فى غير فراشه فقالت التى عند رأسى : أن سيدنا مغفل حيث لم يسأل عنها فقالت الاخرى : ويلك وهل عند سيدنا علم بحالها أوهى تخليه باختياره بل تعمل له عملا فى قدح الشراب الذى يشربه كل ليلة قبل المنام فتضع فيه البنج فينام ولم يشعر بما يجرى ولم يعلم أين تذهب ولا بما تصنع لانها بعدما تسقيه الشراب تلبس ثيابها وتخرج من عنده وتغيب إلى الفجر وبعد أن تعود إليه فتبخره بشئ عند فمه استيقظ من نومه .
وبعد أن أنهت الجاريتان كلامهما صار الضياء فى وجهة ظلاماً حيث أن الليل قد أقبل ولم أن أصدق أن الليل قد أقبل وعادت ابنة عمى من الحمام فأكلنا وجلسنا ساعة نتسامر سوياً كعادتنا كل مساء وطلبت الشراب الذى أشربه كل يوم قبل أن أنام وتظاهرت أنى شربته كعادتى كل يوم وقمت برميه ولم أشربه وتظاهرت أنى قد نمت فسمعتها تقول : نام كم اتمنى الا تقوم والله كرهتك وكرهت صورتك وملت نفسى من عشرتك ثم قامت ولبست أفخر ثيابها وتعطرت وأخذت سيفاً وفتحت باب القصر وخرجت فخرجت ورائها وسارت فى أسواق المدينة حتى وصلت لأبوابها .
أحمد البوهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق