حكاية التاجر مع العفريت(٣)

الليلة الثانية

كما حدث فى الليلة الأولى تجلس شهرزاد مع الملك بعد عودته من الديوان ليلاً فتقول أختها دنيازاد التى كانت تجلس معهما كما طلبت شهرزاد من الملك : اكملى لنا حكاية التاجر مع الجنى

قالت شهرزاد : حبا وكرامة إن أذن لى الملك فى ذلك
فقال لها الملك : إحكى
فقالت : بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد أن التاجر لما رأى بكاء العجل حن قلبه له وقال للراعى ابقى هذا العجل بين البهائم والجنى يسمع فى تعجب لما يقول وأكمل الراعى : ياسيد ملوك الجان كل هذا وابنة عمى هذه الغزالة تسمع وترى وتقول اذبح هذا العجل إنه سمين ولكنه لم يهن على أن أذبحه وأمرت الراعى أن يأخذه فأخذه ولكنه عاد به لى فى اليوم التالى وأنا جالس وقال : أبشر يا سيدى
فقلت : بما
قال : إن لى بنت كانت قد تعلمت السحر فى صغرها من امرآة عجوز كانت عندنا فلما دخلت بالعجل عليها بالأمس لان الوقت قد تأخر ولم أذهب به إلى الزريبة غطت وجهها ثم بكت وبعدها ضحكت وقالت لى : هل أنا رخيصة عندك الى هذا الدرجة لتدخل علىَّ بالرجال الغرباء ؟فقلت متعجباً : أين هم الرجال الغرباء ، ولما بكيتى وضحكتى؟
فقالت لى : ياأبى أن هذا العجل هو ابن سيدى التاجر ولكنه مسحور سحرته زوجة أبيه هو وأمه و سبب ضحكى انك لم تقتله أما سبب بكائى فهو من أجل أمه التى ذبحها أبوه فتعجبت من هذا الأمر الغريب وما أن أشرقت الشمس حتى جئت اليك لأبلغك بهذا الخبر العجيب .
فلما سمعت أيها الجنى منه هذا الكلام خرجت معه وأنا كالسكران من شدة الفرح والسرور وذهبنا إلى ابنته وما أن دخلت حتى رحبت بى ابنة الراعى وقبلت يدى وجاء العجل فتمرمغ فى حجرى
وقلت لابنه الراعى : أحق ما تقولينه عن هذا العجل ؟
فقالت : نعم يا سيدى انه ابنك وحشاشة كبدك
فقلت لها : والله ان خلصتيه من هذا السحر فان لك ما تحت يد ابيك من المواشى والأموال
فابتسمت وقالت : يا سيدى ليس لى رغبة فى المال ولكن لى شرطين الاول أريد أن تزوجنى بابنك والثانى أن أسحر زوجتك حتى أحبسها وأتقى شرها
فقلت لها : ان لك ما طلبت وزيادة عليه كل ما تحت يد ابيك من أموالى .

حكاية الملك شهريار وأخيه الملك شاه زمان

الحلقة السابعة