حكاية الصياد مع العفريت(١٦)
بعد أن أبلغ الصياد السلطان عن المكان الذى يصطاد منه السمك سأله السلطان : كم من الوقت نستغرقه للذهاب الى هذه البركة ؟
فتعجب السلطان وأمر بخروج العسكر فوراً مع الصياد فسار الصياد معهم إلى البركة وهو يلعن العفريت وصعدوا الجبل ونزلوا إلى البرية المتسعة التى لم يروا مثلها طيلة حياتهم والسلطان والعسكر جميعهم يتعجبون من تلك البرية التى رأوها والسمك فيها على أربعة ألوان فى البركة وهى الأحمر والأبيض والأزرق والأصفر فوقف السلطان متعجباً وقال للعسكر ولمن حضر : هل رأى أى منكم هذه البركة فى هذا المكان من قبل
فقالوا كلهم : لا
فقال الملك : والله لا أدخل المدينة ولا أجلس على كرسى العرش حتى أعرف حقيقة هذه البركة وسمكها .
ثم أمر الناس بالنزول حول هذه الجبال فنزلوا ثم دعا الوزير وكان وزيراً عاقلاً لبيباً عالماً بالأمور فلما حضر الوزير قال له : انى أردت أن أفعل شيئاً أخبرك به
فقال الوزير : ماهو هذا الشئ يا مولانا السلطان
قال : أريد أن أختلى بنفسى فى هذه الليلة وأبحث عن خبر هذه البركة وسمكها فاجلس أمام باب خيمتى وقل للوزراء والأمراء والحجاب أن السلطان مشوش التفكير وأمرنى ان لا أذن لأحد فى الدخول عليه ولا تعلم أحد بسبب هذه العزلة فنفذ الوزير ما طُلب منه.
وتنكر السلطان وأخذ سيفه وأنسل من بينهم ومشى بقية الليل إلى الصباح وظل هكذا حتى إشتد عليه الحر فإستراح ثم مشى بقية يومه وليلته الثانية حتى الصباح فلاح له سواد من بعد ففرح وقال : لعلى أجد من يخبرنى بأمر البركة وسمكها فلما اقترب من السواد وجد قصراً مبنياً من الحجارة السوداء ومصفحاً بالحديد وأحد شقى بابه مفتوح والآخر مغلق فخبط على الباب بلطف فلم يسمع جواباً فخبط مرة ثانية وثالثة فلم يسمع جواباً فخبط بقوة فى المرة الرابعة فلم يسمع جواباً فقال : لابد أن هذا القصر غير مسكون فشجع نفسه ودخل من باب القصر إلى دهليز ثم قال بصوت عال : يا أهل القصر إنى رجل غريب عابر سبيل هل عندكم شيئاً من الزاد وكرر نفس الكلام مرتين فلم يسمع رداً فشجع نفسه ودخل من الدهاليز إلى وسط القصر فلم يجد فيه شيئاً غير أنه مفروش وفى وسطه فسقية حولها أربع سباع من الذهب الأحمر تلقى الماء من أفواهها كالدر والجواهر وفى دائره طيور وعلى ذلك القصر شبكة تمنعها من الطلوع.
أحمد البوهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق