الفن العاشر ( حكايات راوى ): مستوحاة من نوادر جحا ( الجزء السابع والثلاثين )
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

مستوحاة من نوادر جحا ( الجزء السابع والثلاثين )

جحا وصديقه 


جحا

جاء أحد الأصدقاء إليه وقال له : كنت قد وعدتنى أن تقرضنى بعض النقود فيها أعطنى إياها 

فقال له جحا : أنا لا أقرض دراهمى لأحد ولكنى أعطيك ياصديقى ما تشاء من الوعود 

فقال الرجل  له ليغيظه : إن متزوج من إمرأة قد ضاع عقلها 

فكر قليلا ً وقال له : أنا لا أتذكر أن لها عقل دلعنى أتذكر ما الذى قد ضاع منها 

فقال له : أن إمرأة تدور كثيراً 

فقال له جحا : لو كان ذلك صحيحاً لحضرت إلى بيتنا 

وبعد فترة ذهب إلى السوق ومعه حماره وأشترى بعض الخضر ووضعها فى خُرْج ولكنه لم يضعه فوق الحمار ولكن وضعه على كتفه وركب الحمار فلقيه صديقه فى الطريق فقال له : لماذا لا تضع الخرج عل ظهر الحمار وتخفف عن نفسك حمله 

فقال له جحا : إن الله يا رجل ألا يكفى أنى أركب هذا الحمار المسكين ؟ أتريدنى أيضا أن أحمل عليه الخرج فأزيده تعباً على تعبه ؟

وبعد فترة جاءه صديقه وهو مرتبك وقال له : إن إمرآتى تشاجرت مع جارتها حتى أمسكت كل واحدة بخناق الأخرى فتعالى لعلك تستطيع أن تصلح بينهما 

فقال له جحا : هل تشاجرا من أجل العمر 

فقال له صديقة : لم يكن الشجار بينهما بسبب العمر 

فقال له جحا : مدام الأمر كذلك فاذهب ولا تخشى شيئاً فربما يكون قد تصالحا 

فجلس صديقه معه بعد أن طمئنه جحا فأخرج ريحاً فشعر الرجل بالخجل وأخذ يضرب خشبة كانت بجواره برجله محاولاً أن يخفى الصوت ويوهم جحا أن الصوت قد صدر من الخشبة 

فقال له جحا : هب أنك قد أخفيت الصوت فماذا ستفعل بالرائحة ؟

وجاءه البقال فى تلك الأثناء وكان يدين جحا بمبلغ خمسين قرشاً وجلس بجواره وهمس فى أذنه قائلاً : إن لم تدفع المبلغ فسوف أفضحك أمام صديقك هذا 

فقال جحا : لا حول ولا قوة الا بالله وتركه وجلس فى مكان آخر فذهب البقال خلفه وجلس بجواره وقال : إن لم تدفع لى المبلغ سأفضحك

فثار جحا وقال : أنا مدين لك بمبلغ خمسين قرشاً فتعالى غداً أعطيك خمسة وعشرون قرشاً وبعد غد أعطيك عشرون قرشاً

فقال له البقال : سبابسى لى خمسة قروش فمتى ستدفعهم ؟

فقال له جحا : إلا تخجل من معاملتى هذه المعاملة السيئة أمام صديقى من أجل خمسة قروش .

أحمد البوهى

ليست هناك تعليقات: