الفن العاشر ( حكايات راوى ): تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة السادسة والأربعين )
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة السادسة والأربعين )

حكايات الحمال مع البنات  (١٠)

الف ليلة وليلة ١٧
ويستمر الصعلوك الأول فى إكمال حكايته قائلاً : فلما غاب عنى قمت ورددت الطابق وفعلت ما أمرنى به حتى صار القبر كما كان ثم رجعت إلى قصر عمى وكان عمى فى الصيد والقنص فنمت تلك الليلة فلما أصبح الصباح تذكرت الليلة الماضية وما جرى فيها بينى وبين ابن عمى وندمت على ما فعلت معه حيث لا ينفع الندم وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

الليلة  (١٢)

قالت بعد عودة الملك فى المساء إلى الفصر: بلغنى أيها الملك السعيد أن الصعلوك قال للصبية ثم خرجت إلى المقابر وفتشت على التربة فلم أعرفها ولم أزل أفتش حتى أقبل الليل ولم أهتد إليها فرجعت إلى القصر لم آكل ولم أشرب وقد اشتغل خاطرى بابن عمى من حيث لا أعلم له حالاً فاغتممت غماً شديداً وبت ليلتى مغموماً إلى الصباح فجئت ثانياً إلى الجبانة وأنا أتفكر فيما فعله ابن عمى وندمت على سماعي منه وقد فتشت في الترب جميعاً فلم أعرف تلك الترببة وظللت أفتش عنها سبعة أيام فلم أعرف لها طريقاً فزاد بى الوسواس حتى كدت أن أجن فلم أجد فرجاً فسافرت ورجعت إلى بلدى وعند وصولى إلى مدينة أبى نهض إلى جماعة من باب المدينة وكتفونى فتعجبت كل العجب إنى ابن سلطان المدينة وهم خدم أبى وغلمانى ولحقنى منهم خوف زائد فقلت في نفسى : ما الذى حدث لوالدى وصرت أسأل الذين قبضوا على عن سبب ذلك فلم يردوا علىَّ جواباً .
وبعد حين قال لى بعضهم وكان خادماً عندى : إن أباك قد غدر به الزمان وخانته العساكر وقتله الوزير ونحن نترقب وصولك لنقبص عليك فأخذونى وأنا غائب عن الدنيا بسبب هذه الأخبار التي سمعتها عن أبى فلما وقفت بين يدى الوزير الذى قتل أبى وكان بينى وبينه عداوة قديمة وسبب تلك العداوة أنى كنت مولعاً بضرب البندقية فاتفق أني كنت واقفاً يوماً من الأيام على سطح قصرى وإذا بطائر نزل على سطح قصر الوزير وكان واقفاً هناك فأردت أن أضرب الطير فاذا بالرصاصة تخطئ الطائر وتصيب عين الوزير فأتلفتها بالقضاء والقدر كما قال الشاعر:
دع الأقدار تفعل ما تـشـاء     وطب نفساً بما فعل القضاء
ولا تفرح ولا تحزن بشيء     فإن الشيء ليس له بـقـاء
وكما قال الآخر:
مشينا خطا كتبـت عـلـينـا     ومن كتب عليه خطاً مشاهـا
ومن كانت منـيتـه بـأرض     فليس يموت في أرض سواها
وأكمل الصعلوك: فلما أتلفت عين الوزير لم يقدر أن يتكلم لأن والدى كان ملك المدينة فهذا سبب العداوة التي بينى وبينه فلما وقفت أمامه وأنا مكتف أمر بضرب عنقى فقلت : أتقتلنى بغير ذنب
فقال أي ذنب أعظم من هذا وأشار إلى عينه المتلفة فقلت له: فعلت ذلك خطأ
فقال : إن كنت فعلته خطأ فأنا أفعله بك عمداً ثم قال : قدموه بين يدي فقدموني بين يديه فمد إصبعه في عيني الشمال فأتلفها فصرت من ذلك الوقت أعور كما ترونى ثم كتفنى ووضعنى في صندوق وقال للسياف : تسلم هذا وأشهر سيفك وخذه واذهب به إلى خارج المدينة واقتله ودعه للوحوش تأكله فذهب بى السياف وصار حتى خرج من المدينة وأخرجنى من الصندوق وأنا مكتوف اليدين مقيد الرجلين وأراد أن يغمى عينى ويقتلنى فبكيت وأنشدت هذه الأبيات:
جعلتكموا درعاً حصيناً لتمنعوا     سهام العدا عني فكنتم نصالها
وكنت أرجي عند كل مـلـمة        تخص يميني أن تكون شمالها
دعوا قصة العذال عني بمعزل وخلوا العدا ترمى إلى نبالهـا
إذا لم تقوا نفسي مكايدة العـدا       فكونوا سكوتاً لا عليها ولا لها
وأنشدت أيضاً هذه الأبيات:
وإخوان اتخذتـهـم دروعـاً         فكانوها ولكن لـلأعـادى
رحلتهم سهامـاً صـائبـات         فكانوا ولكن فـى فـؤادى
وقالوا : قد سعينا كل سـعـى لقد صدقوا ولكن فى فسادى
فلما سمع السياف شعرى وكان سياف أبى ولى عليه إحسان قال : يا سيدي كيف أفعل وأنا عبد مأمور ثم قال لي فر بعمرك ولا تعد إلى هذه المدينة فتهلك وتهلكنى معك .



أحمد البوهى

ليست هناك تعليقات: