الفن العاشر ( حكايات راوى ): تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة الإثنين والخمسين )
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة الإثنين والخمسين )

حكايات الحمال مع البنات(١٦)

الف ليلة وليلة ١٧
ويواصل الدرويش الثانى حكايته قائلاً: وتذكرت أبى ومملكته وكيف صرت حطاباً فقلت هذا البيت :
إذا ما أتاك الدهر يوماً بنـكـبة     فيوم ترى يسراً ويوم ترى عسرا
ثم مشيت إلى أن أتيت رفيقى الخياط فلقيته من أجلى على مقالى النار وهو لى فى الانتظار فقال لى: بت البارحة وقلبى عندك وخفت عليك من وحش أو غيره فالحمد لله على سلامتك فشكرته على شفقته على ودخلت خلوتى وجعلت أتفكر فيما جرى لى وألوم نفسى على رفسى هذه القبة وإذا بصديقى الخياط دخل على وقال لى: فى الدكان شخص أعجمى يطلبك ومعه فأسك ونعلك قد جاء بهما إلى الخياطين وقال لهم : أنى خرجت وقت آذان المؤذن لأجل صلاة الفجر فعثرت بهما ولم أعلم لمن هما فدلونى على صاحبها فدله الخياطون عليك وها هو قاعد فى دكانى فاخرج واشكره وخذ فأسك ونعلك .
فلما سمعت هكذا الكلام اصفر لونى وتغير حالى فبينما أنا كذلك وإذا بأرض محلى قد انشقت وطلع منها الأعجمى وإذا هو العفريت وقد كان عاقب الصبية غاية العقاب فلم تقر له بشىء فأخذ الفأس والنعل وقال لها : إن كنت جرجريس من ذرية إبليس فأنا أجىء بصاحب هذا الفأس والنعل ثم جاء بهذه الحيلة إلى الخياطين ودخل على ولم يمهلنى بل اختطفنى وطار وعلا بى ونزل بى وغاص فى الأرض وأنا لا أعلم بنفسى ثم طلع بى القصر الذى كنت فيه فرأيت الصبية عريانة والدم يسيل من جوانبها فقطرت عيناى بالدموع.
فأخذها العفريت وقال لها : يا عاهرة هذا عشيقك فنظرت إلى وقالت له لا أعرفه ولا رأيته إلا فى هذه الساعة 
فقال لها العفريت : أهذه العقوبة ولم تقرى فقالت ما رأيته عمرى وما يحل من الله أن أكذب عليه
فقال لها العفريت : إن كنت لا تعرفينه فخذى هذا السيف واضربى عنقه فأخذت السيف وجاءتنى ووقفت على رأسى فأشرت لها بحاجبى فنهضت وغمرتنى وقالت : أنت الذى فعلت هذا كله فأشرت لها أن هذا وقت العفو ولسان حالى يقول :
يترجم طرفى عن لسانى لتعلمـوا    
 ويبدو لكم ما كان فى صدرى يكتم
 ولما التقينا والـدمـوع سـواجـم       خرست وطرفى بالهوى يتكـلـم
تشير لنا عما تقول بـطـرفـهـا        
وأرمى إليها بالبنان فـتـفـهـم
حواجبنا تقضى الحوائج بـينـنـا        
فنحن سكوت والهوى يتـكـلـم



أحمد البوهى


ليست هناك تعليقات: