الفن العاشر ( حكايات راوى ): تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة الإثنين والأربعون )
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة الإثنين والأربعون )

حكاية الحمال مع البنات(٦)

الف ليلة وليلة ١٧

فقام الحمال وشدوا وسطه وقال : ما تردن قلن : تقف مكانك ثم قامت الدلالة وقالت : للحمال ساعدنى فرأى كلبتين من الكلاب السود في رقبتيهما جنازير فأخذهما الحمال ودخل بهما إلى وسط القاعة .
فقامت صاحبة المنزل وشمرت عن معصميها وأخذت سوطاً وقالت : للحمال أحصر كلبة منهما فجرها في الجنزير وقدمها والكلبة تبكي وتحرك رأسها إلى الصبية فنزلت عليها الصبية بالضرب على رأسها والكلبة تصرخ وما زالت تضربها حتى كلت سواعدها فرمت السوط من يدها ثم ضمت الكلبة إلى صدرها ومسحت دموعها وقبلت رأسها ثم قالت للحمال ردها وهات التالية فجاء بها وفعلت بها مثل ما فعلت بالأولى .
فعند ذلك اشتعل قلب الملك وضاق صدره وغمز وزيره أن يسألها فقال له بالإشارة : اسكت
ثم التفتت صاحبة البيت للبوابة وقالت لها: قومي لقضاء ما عليك
قالت : نعم
ثم صعدت صاحبة البيت على سرير من المرمر مصفح بالذهب والفضة وقالت للبوابة والدلالة : ائتيا بما عندكما وصعدت البوابة على سرير بجانبها ودخلت الدلالة مخدعاً وأخرجت منه كيساً من الأطلس بأهداب خضر ووقفت قدام الصبية صاحبة المنزل ونفضت الكيس وأخرجت منه عوداً وأصلحت أوتاره وأنشدت هذه الأبيات:
ردوا على جفني النوم الذي سلـبـا      وخبروني بعـقـلـى آية ذهـبـا
علمت لما رضيت الحب مـنـزلة        إن المنام على جفني قد غصـبـا
قالوا عهدناك من أهل الرشاد فمـا أغواك قلت اطلبوا من لحظة السببا
إنى له عن دمي المسفوك معتـذر      أقول حملته في سفكـه تـعـبـا
ألقى بمرآة فكرة شمس صورته        فعكسها شب في أحشائي اللهبـا
من صاغه الله من ماء الحياة وقدأجرى بقيته في ثغـره شـنـبـا
 ماذا ترى في محب ما ذكرت لـه إلا شكى أو بكى أو حن أو أطربا
يرى خيالك في المـاء الـذلال إذا رام الشراب فيروى وهو ما شربا
وأنشدت أيضاً:
سكرت من لحظه لا من مدامته     ومال بالنوم عن عيني تمايله فما السلاف سلتنى بل سوالفـه      
وما الشمل شلتني بل شمائلـه
فلما سمعت الصبية ذلك قالت : طيبك الله ثم شقت ثيابها ووقعت على الأرض مغشياً عليها فلما إنكشف جسدها رأى الخليفة أثر ضرب المقارع والسياط فتعجب من ذلك غاية العجب فقامت البوابة ورشت الماء على وجهها وأتت إليها بحلة وألبستها إياها فقال الملك لوزيره : أما تنظر إلى هذه المرأة وما عليها من أثر الضرب  فأنا لا أقدر أن أسكت على هذا ولن أستريح حتى أعرف حقيقة خبر هذه الصبية وحقيقة خبر هاتين الكلبتين، فقال الوزير : يا مولانا قد شرطوا علينا شرطاً وهو أن لا نتكلم فيما لا يعنينا فنسمع ما لا يرضينا .



أحمد البوهى 

ليست هناك تعليقات: