حكايات الحمال مع البنات(٣٨)
فلما أصبح أفرد لها بيتا وجوارى يخدمنها ومنحها راتباً شهرياً وشيد لها قصرا ثم قال لوزيره والسياف فى ليلة من الليالى : أنى أريد أن ننزل في هذه الليلة إلى المدينة ونسأل عن أحوال الحكام والولاة وكل من شكا منه أحد عزلناه
فقال الوزير والسياف : كما تأمر مولانا وساروا في المدينة ومشوا فى الأسواق مروا بزقاق فرأوا شيخا كبيرا على رأسه شبكة وقفة وفى يده عصا وهو ماش على مهله فتقدم الملك إليه وقال له : يا شيخ ما حرفتك
قال : يا سيدي صياد وعندي عائلة وخرجت من بيتي من نصف النهار إلى هذا الوقت ولم يقسم الله لي شيئا أقوت به عيالى وقد كرهت نفسى وتمنيت الموت فقال له الملك : هل لك أن ترجع معنا إلى البحر وتقف على شاطئ الدجلة وترمى شبكتك على بختى وكل ما طلع اشتريته منك بمائة دينار
ففرح الرجل لما سمع هذا الكلام وقال : على رأسى أرجع معكم
ورجع الصياد إلى البحر ورمى شبكته وصبر عليها وجذب الخيط وجر الشبكة إليه فطلع في الشبكة صندوق مقفول ثقيل الوزن فلما نظر الملك وجده ثقيلا فأعطى الصياد مائة دينار وانصرف وحمل الصندوق السياف والوزير وطلعا به مع الملك إلى القصر وأوقد الشموع والصندوق بين يدي الملك فتقدم السياف وجعفر وكسروا الصندوق فوجدوا فيه قفة خوص محيطة بصوف أحمر فقطعوا الخياطة فرأوا فيها قطعة بساط فرفعوها فوجدوا تحتها أزار فرفعوا الأزار فوجدوا تحتها صبية كأنها سبيكة مقتولة ومقطوعة فلما نظرها الخليفة جرت دموعه على خده والتفت إلى الوزير وقال : يا كلب الوزراء أتقتل القتلى في زمني ويرمون في البحر ويصيرون متعلقين بذمتي والله لابد أن أقتص لهذه الصبية ممن قتلها وأقتله وقال للوزير وحق اتصال نسبي بالملوك من بني عائلتى إن لم تأتينى بالذى قتل هذه لأنصفها منه لأصلبنك على باب قصرى أنت وأربعين من بنى عمك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق