الفن العاشر ( حكايات راوى ): تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة التاسعة والأربعين )
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة التاسعة والأربعين )

حكايات الحمال مع البنات(١٣) 

الف ليلة وليلة ١٧
وواصل الدرويش الأول حكايته قائلاً: وتراكمت الأحزان وتذكرت الحوادث التى حدثت لأبى وأمى ولم أعرف كيف العمل فإن ظهرت عرفنى أهل المدينة وعسكر أبى فيسعون في قتلى وهلاكى فلم أجد شيئاً أنجو به إلا حلق ذقنى
فحلقتها وغيرت ثيابى وخرجت من المدينة وقصدت هذه المدينة والسلام لعل أحداً يوصلنى إلى ملك هذه المكافأة أعرف انه ملك عادل ويساعد المظلوم حتى أحكى له قصتى وما جرى لى فوصلت إلى هذه المدينة فى هذه الليلة فوقفت حائراً ولم أدر أين أمضى فوجدت هذا الصعلوك واقف فسلمت عليه وقلت له أنا غريب أيضاً فبينما نحن كذلك وإذا برفيقنا هذا الثالث جاءنا وسلم علينا وقال أنا غريب فقلنا له ونحن غريبان فمشينا وقد هجم علينا الظلام فساقنا القدر إليكم وهذا سبب حلق ذقنى وتلف عينى فقالت الصبية ملس على رأسك وروح فقال لها لا أروح حتى أسمع خبر غيرى فتعجبوا من حديثه .
فقال الملك لوزيره : والله أنا ما رأيت مثل الذى جرى لهذا الصعلوك ثم تقدم الصعلوك الثانى وقبل الأرض وقال : يا سيدتى أنا ما ولدت أعور وإنما لى حكاية عجيبة لو كتبت بالإبر على آماق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر فأنا ملك ابن ملك وقرأت القرآن على سبع روايات وقرأت الكتب على أربابها من مشايخ العلم وقرأت علم النجوم وكلام الشعراء واجتهدت في سائر العلوم حتى فقت أهل زمانى فعظم حظى عند سائر الكتبة وشاع ذكرى فى سائر الأقاليم والبلدان وشاع خبرى عند سائر الملوك فسمع بي ملك الهند فأرسل يطلبنى من أبى وأرسل إليه هدايا وتحفاً تصلح للملوك فجهزنى أبى فى ست مراكب وسرنا في البحر مدة شهر كامل حتى وصلنا إلى البر وأخرجنا حبلاً كانت معنا فى المركب وحملنا عشرة جمال هدايا ومشينا قليلاً وإذا بغبار قد علا وثار حتى سد الأقطار واستمر ساعة من النهار ثم انكشف فبان من تحته ستون فارساً  فتأملناهم وإذا هم قطاع طريق فلما رأونا ونحن مجموعة قليلة ومعنا عشرة جمال هدايا لملك الهند وجهوا الرماح التى بين أيديهم نحونا فأشرنا إليهم بالأصابع وقلنا لهم : نحن رسل إلى ملك الهند المعظم فلا تؤذونا فقالوا : نحن لسنا فى أرضه ولا تحت حكمه وقتلوا بعض الغلمان وهرب الباقون وهربت أنا بعد أن جرحت جرحاً بليغاً واشتغلت بالمال والهدايا التي كانت معنا فصرت لا أدرى أين أذهب وكنت عزيزاً فصرت ذليلاً وسرت إلى أن أتيت رأس الجبل فدخلت مغارة حتى طلع النهار ثم سرت منها حتى وصلت إلى مدينة عامرة بالخير وقد ولى عنها الشتاء ببرده وأقبل عليها الربيع بورده ففرحت بوصولي إليها وقد تعبت من المشى وعلانى الهم والاصفرار فتغيرت حالتى ولا أدرى أين أسلك فملت إلى خياط في دكان وسلمت عليه فرد علي السلام ورحب بى وسألنى عن سبب غربتى فأخبرته بما جرى لى من أوله إلى آخره فاغتم لأجلى وقال يا فتى لا تظهر ما عندك فإني أخاف عليك من ملك المدينة لأنه أكبر أعداء أبيك وله عنده ثأر .



أحمد البوهى

ليست هناك تعليقات: