حكايات الحمال مع البنات(٣١)
وتكمل الصبية حكايتها للملك قائلة : ويكمل الشاب حكايته لى ويقول: من يوم ما جرت هذه الحادثة وأنا على هذه الحالة فى صلاة وصيام وتلاوة قرآن وقد يئست من الوحدة وما عندى من يؤنسنى فعند ذلك قلت له : أيها الشاب هل لك أن تروح معى إلى مدينة بغداد وتنظر إلى العلماء وإلى الفقهاء فتزداد علما وفقها وأكون أنا جاريتك مع إنى سيدة قومى وحاكمة على رجال وخدم وغلمان وعندى مركب مشحون بالبضائع المختلفة وقد رمتنا المقادير على هذه المدينة حتى كان ذلك سببا فى إطلاعنا على هذه الأمور وكان النصيب فى إجتماعنا ولم أزل أرغبه فى التوجه حتى أجابنى إليه.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
الليلة (١٨)
قالت : بلغنى أيها الملك السعيد أن الصبية ما زالت تحسن للشاب التوجه معها حتى غلب عليها النوم فنامت تلك الليلة تحت رجليه وهي لا تصدق بما هى فيه من الفرح ثم قالت : فلما أصبح الصباح قمنا ودخلنا إلى الخزائن وأخذنا ما خف حمله وغلا ثمنه ونزلنا من القلعة إلى المدينة فقابلنا العبيد والريس وهم يفتشون علىَّ فلما رأونى فرحوا بى وسألونة عن سبب غيابى فأخبرتهم بما رأيت وحكيت لهم قصة الشاب وسبب مسخ أهل هذه المدينة وما جرى لهم فتعجبوا من ذلك.
فلما رأتني أختاي ومعى ذلك الشاب حسدتانى عليه وصارتا فى غيظ وأضمرتا المكر لى ثم نزلنا المركب وأنا بغاية الفرح وأكثر فرحى بصحبة هذا الشاب وبقينا ننتظر الريح حتى طابت لنا الريح فنشرنا القلوع وسافرنا فقعدت أختاى عندنا وصارت تتحدثان فقالتا لى : يا أختاه ما تصنعين بهذا الشاب الحسن
فقلت لهما : قصدي أن اتخذه بعلا وبعدها التفت إليه وأقبلت عليه وقلت يا سيدى : أنا أقصد أن أقول لك شيئا فلا تخالفنى فيه
فقال : سمعا وطاعة ثم التفت إلى أختاى وقلت لهما: يكفينى هذا الشاب وجميع هذه الأموال لكما
فقالتا : نعم ما فعلت
ولكنهما أضمرتا لى الشر ولم نزل سائرين مع اعتدال الريح حتى خرجنا من بحر الخوف ودخلنا بحر الأمان وسافرنا أياما قلائل إلى أن اقتربنا من مدينة البصرة ولاحت لنا أبنيتها فأدركنا المساء فلما أخذنا النوم قامت أختاى وحملتانى أنا والغلام ورمتانا فى البحر فأما الشاب فإنه كان لا يحسن العوم فغرق وكتبه الله من الشهداء وأما أنا فكنت من السالمين فلما سقطت فى البحر رزقنى الله بقطعة من خشب فركبتها وضربتنى الأمواج إلى أن رمتنى على ساحل جزيرة فلم أزل أمشي في الجزيرة باقى ليلتى فلما أصبح الصباح رأيت طريقا فيه أثر مشى على قدر ابن آدم وتلك الطريق متصلة من الجزيرة إلى البر وقد طلعت الشمس فنشفت ثيابى فيها وسرت في الطريق ولم أزل سائرة إلى أن قربت من البر الذى فيه المدينة وإذا بحية تقصدني وخلفها ثعبان يريد هلاكها وقد تدلى لسانها من شدة التعب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق