الفن العاشر ( حكايات راوى ): تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة السابعة والخمسين )
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة السابعة والخمسين )

حكايات الحمال مع البنات(٢١) 

الف ليلة وليلة ١٧
ويكمل الصعلوك حكايته قائلاً : فبينما نحن كذلك وإذا بقائل يقول : الله أكبر الله أكبر قد فتح ربى ونصر وخذل من كفر بدين محمد سيد البشر وإذا بالقائل بنت الملك قد أحضرت العفريت فنظرنا إليه فرأيناه قد صار كوم رماد ثم جاءت الصبية وقالت: إلحقونى بطاسة ماء فجاؤوا بها فتكلمت عليها بكلام لا نفهمه ثم رشتنى بالماء وقالت أخلص بحق الحق وبحق إسم الله الأعظم إلى صورتك الأولى فصرت بشرا كما كنت أولا ولكن تلفت عينى فقالت الصبية النار يا والدى ثم أنها لم تزل تستغيث من النار وإذا بشرر أسود قد طلع إلى صدرها وطلع إلى وجهها فلما وصل إلى وجهها بكت وقالت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ثم نظرنا إليها فرأيناها كوم رماد بجانب كوم العفريت فحزننا عليها وتمنيت لو كنت مكانها ولا أرى ذلك الوجه المليح الذى عمل فى هذا المعروف يصير رمادا ولكن حكم الله لا يرد فلما رأى الملك أبنته صارت كوم رماد نتف لحيته ولطم على وجهه وشق ثيابه وفعلت كما فعل وبكينا عليها ثم جاء الحُجاب وأرباب الدولة فوجدوا السلطان في حالة العدم وعنده كوم رماد فتعجبوا وداروا حول الملك ساعة فلما أفاق أخبرهم بما جرى لإبنته مع العفريت فعظمت مصيبتهم وصرخ النساء والجواري وعملوا العزاء سبعة أيام ثم إن الملك أمر أن يبنى على رماد ابنته قبة عظيمة وأوقد فيها الشموع والقناديل وأما رماد العفريت فإنهم أذروه في الهواء إلى لعنة الله ثم مرض السلطان مرضا أشرف منه على الموت واستمر مرضه شهرا وعادت إليه العافية فطلبنى وقال لى : يا فتى قد قضينا زماننا فى أهنأ عيش آمنين من نوائب الزمان حتى جئتنا فأقبلت علينا الأكدار فليتنا ما رأيناك ولا رأينا طلعتك القبيحة التى لسببها صرنا في حالة العدم فأولا عدمت ابنتى التى كانت تساوى مائة رجل وثانيا جرى لى من الحريق ما جرى وعدم أضراسى ومات خادمى ولكن ما بيدك حيلة بل جرى قضاء الله علينا وعليك والحمد لله حيث خلصتك إبنتى وأهلكت نفسها فاخرج يا ولدي من بلدى وكفى ما جرى بسببك وكل ذلك مقدر علينا وعليك فاخرج بسلام فخرجت يا سيدتى من عنده وما صدقت بالنجاة ولا أدري أين أتوجه وخطر على قلبى ما جرى لى وكيف خلونى فى الطريق سالما منهم ومشيت شهرا وتذكرت دخولى فى المدينة واجتماعى بالخياط واجتماعى بالصبية تحت الأرض وخلاصى من العفريت بعد أن كان عازما على قتلى وتذكرت ما حصل لى من المبدأ إلى المنتهى فحمدت الله وقلت بعينى ولا بروحى ودخلت الحمام قبل أن أخرج من المدينة وحلقت ذقنى وجئت يا سيدتى وفى كل يوم أبكى وأتفكر المصائب التى عاقبتها تلف عينى وكلما أتذكر ما جرى لى أبكى وأنشد هذه الأبيات:

تحيرت والرحمن لاشك فـى أمـرى     وحلت بى الأحزان من حيث لا أدرى

سأصبر حتى يعلم الصـبـر أنـنـى       

صبرت على شىء أمر من الصبـر

وما أحسن الصبر الجميل مع التقـى     

وما قدر المولى على خلقه يجـرى

سرائر سرى ترجمـان سـريرتـى        

إذا مان سر السر سرك فى سـرى

ولو أن ما بى بالجبـال لـهـدمـت        

وبالنار أطفأهـا والـريح لـم يسـر

ومن قال أن الـدهـر فـيه حـلاوة      

 فلا بد من يوم أمـر مـن الـمـر




أحمد البوهى

ليست هناك تعليقات: