حكايات الحمال مع البنات(٣٧)
الليلة(١٩)
قالت شهرزاد بعد عودة الملك إلى القصر وجلس معها ليسمع باقى الحكاية : بلغنى أيها الملك السعيد أن الملك أمر أن تكتب هذه القصة فى الدواوين ويجعلوها فى خزانة الملك وبعدها قال للصبية الأولى : هل عندك خبر بالعفريتة التى سحرت أختيك
قالت : يا أيها الملك إنها أعطتنى شيئاً من شعرها وقالت : إن أردت حضورى فاحرقى من هذا الشعر شيئاً فأحضر إليك عاجلا ولو كنت خلف جبل قاف
فقال الملك: أحضر لى الشعر فأحضرته الصبية فأخذه الملك وأحرق منه شيئا فلما فاحت منه رائحة إهتز القصر وسمعوا دوياً وصلصلة وإذا بالجنية حضرت وكانت مسلمة فقالت: السلام عليكم أيها الملك فقال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فقالت : أعلم أن هذه الصبية صنعت معى جميلاً ولا أقدر أن أكافئها عليه فهى أنقذتنى من الموت وقتلت عدوى ورأيت ما فعله معها أختاها فما رأيت إلا أنى أنتقم منهما فسحرتهما كلبتين بعد أن أردت قتلهما فخشيت أن يصعب عليها وإن أردت خلاصهما يا أيها الملك أخلصهما كرامة لك ولها فإنى من المسلمين
فقال لها : خلصيهما وبعد ذلك نبحث فى أمر الصبية المضروبة ونتحرى عن حالها فإذا ظهر لى صدقها أخذت ثأرها ممن ظلمها
فقالت العفريتة : يا أمير المؤمنين أنا أدلك على ما فعل بهذه الصبية هذا الفعل وظلمها وأخذ مالها وهو أقرب الناس إليك فأخذت العفريتة طاسة من الماء وعزمت عليها ورشت وجه الكلبتين وقالت لهما : عودا إلى صورتكما الأولى البشرية فعادتا صبيتين سبحان خالقهما
فقالت : يا أيها الملك أن الذى ضرب الصبية ولدك الصغير فإنه كان يسمع بحسنها وجمالها وحكت له العفريتة جميع ما جرى للصبية فتعجب وقال الحمد لله خلاص هاتين الكلبتين على يدى فأحضر الملك ولده الصغير بين يديه وسأله عن قصة الصبية الأولى فأخبره على وجه الحق وأحضر الملك القضاة والشهود والصعاليك الثلاثة وأحضر الصبية الأولى وأختيها اللتين كانتا مسحورتين فى صورة كلبتين وزوج الثلاثة للثلاثة الصعاليك الذين أخبروه أنهم كانوا ملوكا وعملهم حجابا عنده وأعطاهم ما يحتاجون إليه وأنزلهم فى قصر بغداد ورد الصبية المضروبة لولده الصغير وأعطاها مالا كثيرا وأمر أن تبنى الدار أحسن ما كانت ثم أن الخليفة تزوج بالدلالة ورقد فى تلك الليلة معها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق