الفن العاشر ( حكايات راوى ): تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة الخامسة والأربعين )
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة الخامسة والأربعين )

حكاية الحمال مع البنات (٩)

الليلة (١١)


 الف ليلة وليلة ١٧

قالت شهرزاد : بلغني أيها الملك السعيد أن الصبية لما ضحكت بعد غيظها أقبلت على الجماعة وقالت : أخبرونى بخبركم فما بقى من عمركم إلا ساعة ولولا أنتم أعزاء 

فقال : الملك ويلك يا وزير عرفها بنا قبل أن تقتلنى

فقال الوزير: من بعض ما نستحق

فقال له الملك : لا ينبغي الهزل في وقت الجد كل منهم له وقت وأقبلت الصبية على الصعاليك وقالت لهم : هل أنتم أخوة فقالوا لا والله ما نحن إلا فقراء الحجام

فقالت لواحد منهم: هل أنت ولدت أعور فقال : لا والله وإنما جرى لي أمر غريب حيث تلفت عيني ولهذا الأمر حكاية لو كتبت بالإبر على أماق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر

 فسألت الثانى والثالث فقالا : لها مثل الأول ثم قالوا : أن كل منا من بلد وأن حديثنا عجيب وأمرنا غريب فالتفتت الصبية لهم وقالت : كل واحد منكم يحكي حكايته وما سبب مجيئه إلى مكاننا ثم يملس على رأسه ويروح إلى حال سبيله فأول من تقدم الحمال فقال : يا سيدتي أنا رجل حمال حملتني هذه الدلالة وأتت بى إلى هنا وجرى لي معكم ما جرى وهذا حديثى والسلام 

 فقالت : له ملس على رأسك وروح فقال والله ما أروح حتى أسمع حديث رفقائى

فتقدم الصعلوك الأول وقال لها : يا سيدتى إن سبب حلق ذقني وتلف عيني أن والدي كان ملكاً وله أخ وكان أخوه ملكاً على مدينة أخر وتوافق يوم ولادتهم يوم ولادة ابن عمى ثم مضت سنون وأعوام وأيام حتى كبرنا وكنت أزور عمى في بعض السنين وأقعد عنده أشهر عديدة فزرته مرة فأكرمني غاية الإكرام وذبح لى الأغنام وجلسنا للشراب فلما تحكم الشراب فينا قال ابن عمى : يا ابن عمي إن لى عندك حاجة مهمة فاستوثق مني بالإيمان العظام ونهض من وقته وساعته وغاب قليلاً ثم عاد وخلفه امرأة مزينة مطيبة وعليها من الحلل ما يساوي مبلغاً عظيماً فالتفت إلي والمرأة خلفه وقال : خذ هذه المرأة واسبقني على الجبانة الفلانية ووصفها لي فعرفتها وقال ادخل بها التربة وانتظرني هناك فلم يمكني المخالفة ولم أقدر على رد سؤاله لأجل الذي خلفته فأخذت المرأة وسرت إلى أن دخلت التربة أنا وإياها فلما استقر بنا الجلوس جاء ابن عمي ومعه طاسة فيها ماء وكيس فيه جبس وقدوم ثم إنه أخذ القدوم وجاء إلى قبر في وسط التربة ففكه ونقض أحجاره إلى ناحية التربة ثم حفر بالقدوم في الأرض، حتى كشف عن طابق قدر الباب الصغير فبان من تحت الطابق سلم معقود ثم ألتفت إلى المرأة بالإشارة وقال لها: دونك وما تختارين به فنزلت المرأة على ذلك السلم ثم التفت إلي وقال : يا ابن عمي تمم المعروف إذا نزلت أنا في ذلك الموضع فرد الطابق ورد عليه التراب كما كان وهذا تمام المعروف وهذا الجبس الذي في الكيس وهذا الماء الذي في الطاسة أعجن منه الجبس وجبس القبر في دائر الأحجار كما كان أول حتى لا يعرفه أحد ولا يقول هذا فتح جديد وتطيينه عتق لأن لي سنة كاملة، وأنا أعمل فيه وما يعلم به إلا الله وهذه حاجتي عندك، ثم قال لي لا أوحش الله منك، يا ابن عمي ثم نزل على السلم .




أحمد البوهى

ليست هناك تعليقات: