الفن العاشر ( حكايات راوى ): تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة الواحد وخمسين )
فيس بوكتويتر لينكد ان بنترست واتس ابجوجل نيوز

تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة ( المجلد الأول ) ( الحلقة الواحد وخمسين )

حكايات الحمال مع البنات(١٥)

الف ليلة وليلة ١٧
ويواصل الدرويش الثانى حكايته قائلاً : فلما قالت لى : فهل لك أن تقيم عندى خمسة أيام ثم تنصرف قبل مجيئه بيوم
 فقلت : نعم .

وفرحت ثم نهضت على أقدامها وأخذت بيدى وأدخلتنى من باب مقنطر وانتهت بى إلى حمام لطيف ظريف فلما رأيته خلعت ثيابى ودخلت وجلست على مرتبة وأجلستني معها وأتت بسكر ممسك وسقتنى ثم قدمت لي مأكولاً وتحادثنا ثم قالت لى : نم واسترح فإنك تعبان 
فنمت يا سيدتي وقد نسيت ما جرى لى وشكرتها فلما استيقظت وجدتها تكبس رجلي فدعوت لها وجلسنا نتحادث ساعة ثم قالت : والله إني كنت ضيقة الصدر وأنا تحت الأرض وحدى ولم أجد من يحدثنى خمسة وعشرين سنة فالحمد لله الذي أرسلك إلى ثم أنشدت:
لو علمنا مجيئكم لفـرشـنـا     مهجة القلب أو سواد العيون
وفرشنا خدودنا والتـقـينـا       لكون المسير فوق الجفـون
فلما سمعت شعرها شكرتها وقد تمكنت محبتها فى قلبى وذهب عنى همى وغمى ثم جلسنا فى منادمة إلى الليل فبت معها ليلة ما رأيت مثلها في عمري وأصبحنا مسرورين فقلت لها : هل أُطلعك من تحت الأرض وأريحك من هذا الجنى فضحكت وقالت اقنع واسكت ففى كل عشرة أيام يوم للعفريت وتسعة لك 
فقلت وقد غلب على الغرام : فأنا فى هذه أكسر هذه القبة التى عليها النقش المكتوب لعل العفريت يجىء حتى أقتله فإنى موعود بقتل العفاريت فلما سمعت كلامى أنشدت:
يا طالباً للفراق مـهـلاً    بحيلة قد كفى اشتـياق
اصبر فطبع الزمان غدر     وآخر الصحبة الفـراق
فلما سمعت شعرها لم ألتفت لكلامها بل رفست القبة رفساً قوياً وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

الليلة (١٤)

قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الصعلوك الثانى قال للصبية يا سيدتى لما رفست القبة رفساً قوياً
قالت لى المرأة : أن العفريت قد وصل إلينا أما حذرتك من هذا ولله لقد آذيتنى ولكن انج بنفسك واطلع من المكان الذى جئت منه فمن شدة خوفى نسيت نعلى وفأسى فلما طلعت درجتين التفت لأنظرهما فرأيت الأرض قد انشقت وطلع منها عفريت ومنظر شنيع
وقال : ما هذه الإزعاج الذى أرعشنى فما مصيبتك
فقالت : ما أصابني شيء غير أن صدري ضاق فأردت أن أشرب شراباً يشرح صدري فنهضت لأقضى أشغالى فوقعت على القبة فقال لها العفريت : يا فاجرة ونظر فى القصر يميناً وشمالاً فرأى النعل والفأس فقال لها : ما هذه إلا متاع الإنس من جاء إليك 
فقال العفريت هذا كلام محال لا ينطلى على يا عاهرة ثم قام بتعريتها وصلبها بين أربعة أوتاد وجعل يعاقبها ويقررها بما كان فلم يهن على أن أسمع بكاءها فطلعت من السلم مذعوراً من الخوف فلما وصلت إلى أعلى الموضع رددت الطابق كما كان وسترته بالتراب وندمت على ما فعلت غاية الندم وتذكرت الصبية وحسنها وكيف يعاقبها هذا الملعون وهى لها معه خمسة وعشرون سنة وما عاقبها إلا بسببى .



أحمد البوهى


ليست هناك تعليقات: